موسكو تقرّر الانتقام لطيَّاريها وتعتبر أنّ «المعارضة المعتدلة» سقطت

 

الثلاثاء 2/8/2016 م …

الأردن العربي – كتب المحرر السياسي لجريدة البناء اللبنانية …

*جبهات حلب وإدلب وأريافها تشتعل بعد تولي «النصرة» قيادة الحرب على روسيا موسكو تقرّر الانتقام لطيَّاريها وتعتبر أنّ «المعارضة المعتدلة» سقطت …

أدّى انضواء الفصائل المسلحة التي كانت تحسبها واشنطن على المعارضة المعتدلة إلى صفوف جبهة النصرة وتسليمها قيادة الجبهات، وإلغاء الهوامش التي كانت تفصل الفريقين إعلامياً وميدانياً، رغم تمسكهما بعدم قبول أيّ عروض لفك التشابك، إلى إنهاء كلّ فرص أميركية لدعوة موسكو إلى التروّي في معركة حلب وإدلب وريفيهما، خصوصاً بعدما أعلنت النصرة أنّ للحرب هدفاً محورياً هو ضرب الدور الروسي في سورية، وترجمت ذلك بالتعاون مع الفصائل المنضوية تحت إمرتها بإسقاط طوافة روسية ومقتل طاقمها المكوّن من خمسة عناصر هم ضابطان وثلاثة فنيين.

في موسكو كان نقاش سابق لبدء هجوم النصرة ومَن معها في حلب على محاور الريف الشمالي الغربي والريف الجنوبي ولسقوط الطوافة، يدور حول مساعدة واشنطن في مخاطبة الحلفاء وبالتالي توفير شروط مناسبة من التبريد العسكري مع مواصلة الحصار وسياسة المعابر الآمنة، ريثما تتمكن واشنطن من إحداث الفصل الذي تأمل بتحقيقه بين النصرة وسائر الفصائل المسلحة، ولكن منذ ما بعد ظهر أمس تجهّمت موسكو وطغى عليها الغضب، وخطاب الانتقام وتلقين الدروس، ورفض الرواية الأميركية عن معارضة معتدلة صار محور التعليقات التي يُدلي بها الإعلاميون الروس على الفضائيات العالمية التي تابعت الحدث، وإشارات إلى أنّ الطوافة الروسية أسقطت وهي تقوم بمهمة إنسانية، وإسقاطها تمّ فوق مناطق يفترض أنها خاضعة لـ «المعارضة المعتدلة» وفقاً للتصنيف الأميركي حسب خرائط تسلّمتها موسكو ضمن خطط التعاون.

غاب الحديث عن التهدئة وعدم نية القيام بعملية برية واسعة في حلب، وحضرت الخرائط على موائد كبار القادة والمستشارين. وصار الهمّ الأول وضع ضوابط يصنعها الميدان ولا يضمنها الكلام الأميركي لحركة القوات الجوية الروسية، ويجري الحديث عن بحث روسي معمّق بمنح الموافقة على توفير تغطية جوية استثنائية من القاذفات الاستراتيجية إذا استدعى الأمر، لخطة عسكرية عرضتها القيادة العسكرية السورية، لفصل الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون عن بعضها بمربعات تبدأ نارية ويتلوها تقطيع أوصال وضرب خطوط الإمداد، بعدما نجح الجيش السوري رغم ضراوة الهجمات التي شنّتها النصرة، بالحفاظ على مواقعه في ظلّ تعمية إعلامية تولّتها قنوات وصحف ومواقع تموّلها السعودية وقطر، تابعت التحدث

عن نجاحات وهمية لهجمات النصرة بينما أكدت مصادر عسكرية متابعة لـ «البناء» أنه إذا صحّ التحدث عن إنجازات ميدانية فهي في خانة الجيش السوري وحلفائه، حيث شهدت محاور القتال في مخيم حندرات المزيد من التقدم، وشهدت جبهات خلصة في الريف الجنوبي وكنسبّا في ريف اللاذقية الشمالي تقدّماً مشابهاً، واضافت المصادر أنّ الجيش السوري وحلفاءه بعد الإنجازات المحققة يعتمدون تكتيكات امتصاص الهجمات المرتدّة وتعزيز خطوط الدفاع، وتثبيت المواقع، وتحويل المواقع التي جرى تحريرها كأفخاخ لاستجلاب المهاجمين بغرض إبادتهم، وصولاّ إلى استنزاف القدرة القتالية لنخبة وحدات النصرة، ما يسهّل مهمات الانتقال للهجوم لاحقاً، ولذلك تجري عمليات التقدم ببطء في الجبهات الرديفة للمواقع المحررة حديثاً.

 

قد يعجبك ايضا