عن دار ” نول ” للنشر، صدور الكتاب المصوّر “فوضى” ( نصوص هشام البستاني ورسوم محمود حافظ )

مدارات عربية – الإثنين 10/10/2022 م ..




خاص …       

هشام البستاني

محمود حافظ                              

عن دار “نول” المتخصصة بالكتب المصوّرة (الكومكس)، صدر قبل أيام كتاب “فوضى” المصوّر، وهو من نصوص الكاتب الأردني هشام البستاني، ورسوم الفنان المصريّ محمود حافظ.

يعتبر الكتاب قفزة نوعيّة في عالم القصص العربيّة المصوّرة، تشتبك فيها نصوص البستاني ورسوم حافظ، شكلًا وموضوعًا، مع الواقع الصعب، والتحوّلات العاصفة التي مرّت، وما زالت تمرّ، بمنطقتنا العربيّة، جاعلةً من الأدب والفنّ أداةً فذّة للتفرّس والتأمّل والسؤال والنقد، بعد أن تمّ إنتاج الكتاب بطريقة فريدة وغير معتادة لهذا النوع من الكتب، إذ ظلّت القصص كما كتبها الكاتب، ودون معالجة خاصّة كما جرت العادة، ليقوم الرسّام (وبالتفاعل مع الكاتب) بتحويلها إلى قراءات بصريّة إبداعيّة تستقرئ، وتغوص، وتضيف، وتجعل من النص المكتوب عتبةً/مدخلًا، ونافذةً/مُنطلقًا، معًا.

يقول الناشر محمد الشرقاوي في كلمته المثبتة في نهاية الكتاب: “في محاولاتنا الكثيرة لإنتاج عمل مصور بالعربية، كان اسم هشام البستاني يأتي في المقدمة؛ الكلمات التي يكتبها صورٌ تتحرّك، تلهب الأدمغة وتحرك القلوب. في بداية عام 2013، قمنا بإسناد رسم قصة هشام البستاني المعنونة بـ«المثقفون» للرسّام المصري محمود حافظ، وكانت النتيجة مدهشة ومشجعة لأقصى درجة، فقررنا أن ننتج قصصاً مصورة أخرى يتعاون فيها هشام مع محمود، لكنّ العمل توقّف بعدها، مثلما توقّفت أشياء كثيرة في عالمنا العربيّ المنكوب. عام 2018، ومع تأسيس «نول» وانطلاقها بثبات، قررنا استكمال ذلك المشروع الذي توقّف بعد القصّة الأولى، مشروع انتهينا من إنجازه بداية عام 2021. ثلاث سنوات إذاً، لكن النتيجة، وكما ترونها الآن، تستحقّ. «فوضى» ليس مجرد عنوان لافت لمجموعة قصص عميقة ومتعدّدة الأبعاد مرسومة بتفرّد واضح، ولكنها أيضاً حالة تصيب القارئ والمتابع لأدب هشام البستاني المكتوب، والمنفتح على وسائط إبداعيّة متعدّدة، والذي كثيراً ما يتم إعادة صياغته وإنتاجه في قوالب فنية مختلفة، منها هذا الكتاب”.

يقع الكتاب -الصادر بطبعة خاصّة فاخرة- في مئة صفحة من أوراق الطباعة الخاصّة بالرسوم، يضمّها غلاف كرتونيّ مقوّى، وتتضمّن سبعة قصص مستلّة من كتاب البستاني: “الفوضى الرتيبة للوجود”، الصادر عام 2010، وهي: “عزلة” التي تبحث آثار وسائل الإعلام الحديثة على الناس، و”نقلة نوعيّة” التي تتناول الكتابة في ظلّ سيطرة السلطة على الفضاء الثقافيّ ومؤسساته، و”غبار النجوم” التي تناقش مسائل وجود الإنسان وجدواه في سياق الكوارث والحروب التي يقوم بها وتدميره للبيئة والكوكب، و”ورقة على الطاولة بجانب الكرسيّ المقلوب” التي تستكمل السياق الوجوديّ للقصة التي تسبقها من منظور انتحار شاب لم يتمكن من زواج الفتاة التي يحبّ لاختلاف أديان أسرهما، و”المثقفون” التي تعدّ هجاءً لاذعًا لازدواجيّة المثقفين في العالم العربيّ وانتهازيّتهم وادّعائهم، و”عقدة قضيبيّة” التي تتناول قضيّة التحرّش الجنسيّ في الجامعات وعلاقات القوّة التي تحكم هذه الممارسة، و”فودكا على شاطئ البحر” التي تختتم الكتاب وتربط الإنسانيّ بالكونيّ والحبّ والعلاقات الحميمة بالموت والولادة وتجدّد الحياة وأفولها.

يذكر أن هشام البستاني هو كاتب من الأردن، يكتب القصّة والشّعر والمقالة والأشكال الهجينة والمُولَّدة، يقيم في عمّان حيث ولد ونشأ. صدرت له كتب عدّة في الأدب والفكر آخرها “شهيقٌ طويلٌ قبل أن ينتهي كلّ شيء” (2018)، و”الكيانات الوظيفيّة: حدود الممارسة السياسية في المنطقة العربيّة ما بعد الاستعمار” (2021). وصِف بأنه “في طليعة جيل غضب عربي جديد، رابطًا بين حداثة أدبيّة لا تحدّها حدود، وبين رؤية تغييريّة جذريّة”. تُرجمت قصصه ونصوصه الشعريّة إلى لغات كثيرة، وحاز جوائز دوليّة.

أما محمود حافظ فهو رسام مصري عمل في مجال الدعاية والإعلان لما يقرب من العشر سنوات، ثم اتجه بعد ذلك لرسم القصص المصورة. نشرت أعماله في مجلات متخصصة بهذا الفن مثل “فنزين” و”تحويلة”. يعكف الآن من خلال “نول” على إنتاج رواية مصورة تصدر في عام 2024.

وأخيرًا، فإن دار النشر “نول” (ومقرّها فرنسا) فقد تأسست عام 2018 لتعمل على ترجمة ونشر كتب مصورة بالعربية للكبار، من لغات متعددة، بهدف إثراء المكتبة العربية بعناوين مميزة تحمل خطًّا سياسيًّا واجتماعيًّا واضحًا، ولإتاحة الفرصة أمام الفنانين والقراء العرب للاطلاع على أهم اصدارات الكوميكس في العالم، إذ أن قائمة إصدارات “نول” تتضمن خمسة من أهم 100 رواية مصورة في العالم، كما أنها تهتمّ بنشر الكتب المصوّرة المكتوبة أساسًا بالعربيّة.

 

قد يعجبك ايضا