ارواح أهالي منبج والطفل عبدالله عيسى هل ستعيدها مسرحية جنيف السوري!؟ / هشام الهبيشان

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) السبت 23/7/2016 م …

في الوقت الذي عادت الأحاديث والتحليلات وتصريحات الساسة تتحدث من جديد عن أحياء مؤتمر جنيف بنسخته الثالثة، الخاص بحلّ سياسي للحرب المفروضة على الدولة السورية، وخصوصاً بعد الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري لموسكو ، عادت من جديد جملة من التحديات والرهانات، التي ستعيق حتماً عقد هذا «المؤتمر»، وقد قرأنا انه في مطلق الأحوال كما علمتنا دروس التاريخ بأن أزمات دولية ـ إقليمية ـ محلية ـ مركبة الاهداف كالأزمة التي نعيش تفاصيلها حالياً في سورية أنه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بالجهد البسيط فالطريق ليست معبدة بالورود بل هي كرة نار ملتهبة متدحرجة قد تتحول بأي وقت الى انفجار اقليمي وحينها لا يمكن ضبط تدحرجها أو على الأقل التحكم بطريق سيرها .

ولذلك لا يمكن الوصول الى جملة تسويات ونتائج سريعة في شكل سهل، فطرق الحل والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والرد قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بحلول وقت الحلول، وما لم تنضج ظروف التسويات الدولية ـ الإقليمية لا يمكن الحديث عن إمكان فرض حلول في المدى المنظور.

 فاليوم كيف بمقدور دي ميستورا وغيره، أن يتحدثوا عن حلول وتسويات وحرب الإبادة التي تمارسها قوى الارهاب على ارض سورية وبحق شعب سورية ما زالت شاهده على إجرام هذه المجاميع الرديكالية ومن يدعمها من قطر وتركيا والسعودية وإميركا وربيبتها «إسرائيل» الصهيونية وفرنسا، وو، الخ، ألم يعلم ويسمع ويشاهد دي ميستورا وغيره اليوم  عن الجريمة  الشنعاء التي أرتكبتها العصابات المارقة  في محافظة حلب بحق الطفل عبدالله  عيسى ،ألم يسمع عن مجزرة “منبج” في ريف حلب الشمالي الشرقي التي أرتكبتها أمريكا وفرنسا وتركيا والسعودية وغيرها بحق أهالي مدينة منبج ؟ .

نعم ما زالت نار هذا الارهاب تضرب وتحرق بحقدها مقومات وسبل العيش بحدها الأدنى للمواطن السوري، فعندما يتحدث البعض ويمهدون الطريق امام «جنيف 3» الا يعرفون اليوم حجم الارهاب الممول والمدعوم والذي ما زال يمارس طقوسة الشيطانية على ارض سورية.

جميعهم يعلمون ان هذا المؤتمر بفصولة كاملة هو شاهد على المبعوث السابق الأخضر الإبراهيمي والأمم المتحدة والفريق الدولي المنخرط في العملية السياسية في ملف الحرب على الدولة  السورية، فلقد كان «جنيف» بكل فصوله امتحاناً لمؤسسة الأمم المتحدة، والدول الداعمه للارهاب على أرض سورية لكشف النوايا الحقيقية لهم وهدفهم الحقيقي من عقد هذه المؤتمرات بفصولها المختلفة، ومع أن هذه الأطراف تدرك ان أي تسوية فعلية لملف الحرب على الدولة السورية يجب أن تعكس أولاً تفاهماتهم هم على مجموعة من الملفات من كيفية توزيع مواقع الثروة والنفوذ الى مواضع القوة ومساحات النفوذ وغيرها الكثير من الملفات التي ما زالت في حاجة الى وقت اطول للوصول الى تفاهمات حولها من كل الاطراف، وبعد وصول هذه القوى الى تفاهمات وتسويات حقيقيه يتم الحديث عندها عن امكانية الوصول الى حلول من قبل الأطراف المحلية ، وهذا ما لا تظهر أي بوادر اقتراب منه حتى الآن وهذا بدوره سيؤدي الى المزيد من تدهور الوضع في سورية وتدهور أمن المنطقة وهذا الطرح متيقن منه كل سوري اليوم.

فعصابات القتل المتنقل بسورية ما زالت تمارس علانية القتل والتخريب والقتل المتنقل بمختلف بقاع الجغرافيا السورية، ولدى المنظمات الدولية بما فيها التابعة للأمم المتحدة رصد ضخم لعمليات القتل والتعذيب والتخريب التي تقوم بها هذه العصابات، وأما بالنسبه للمبعوث السابق الابراهيمي الذي نعى مؤتمر «جنيف 2» فور انتهائه وأعلن بعدها تقديمه استقالته وتخليه عن هذه المهمة يعود اليوم خلفه ستيفان دي ميستورا مجدداً للحديث من جديد عن ضرورة عقد مؤتمر «جنيف 3» وبنسخة جديدة مكررة الأهداف وبالعناوين نفسها.

ختاماً، لقد مضت خمسة أعوام وأكثر من التدمير الممنهج والخراب والقتل المتنقل والتهجير في سورية، وكل هذا كان برعاية دولية لهذه المأساه الحاصلة في سورية اليوم، ولهذا مطلوب من الجمهورية العربية السورية اليوم، أن تحسم خياراتها الاستراتيجية، لحماية شعبها الذي يتعرض لأبشع صور الإرهاب الذي ترعاه كبرى القوى العالمية المتغطرسة، وبعيداً من ن حلول دي ميستورا وغيره، فهؤلاء مهمتهم هي نقل الرسائل، وساعي البريد لم يكن في يوم من الأيام مصدر حل او طرف حل لأي مشكلة، فاليوم مطلوب من دمشق أن ترد وبقوة على هذه المجاميع الرديكالية وداعميها أينما وجدوا.

*كاتب وناشط سياسي – الأردن.

[email protected]

قد يعجبك ايضا