المحامي محمد احمد الروسان يكتب: بالعقوبات الأحادية وفرضها، أمريكا تجوّع الشرق الأوسط والعالم … إدارة الديمقراطي جو بايدن نموذج مثالي في ازدواجية السياسات

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) الثلاثاء 12/7/2022 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

انّ موضوعة الازدواجية في السياسات، والتي عادةً يمكن فهمها بلغة السياسة، الافتراق بين الفكر والممارسة، أو بلغة الابداع الانفصال بين الفكر والواقع، فانّ الولايات المتحدة الأمريكية وبعهد كل ادارة سواء كانت ديمقراطية، كادارة جو بايدن الحالية أو ادارة جمهورية، بجانب منظمة الأمم المتحدة التي هي الجزء الأساس في العدوان المعولم على سورية وفي سورية وما زالت، والأمم المتحدة التي دمّرت العراق وليبيا عبر واشنطن، والأمم المتحدة عفواً المرتشية من بعض العرب عبر أمريكا، والأمم المتحدة التي سلّمت السعودية رئاسة حقوق الأنسان في السابق عبر اليانكي الأمريكي، والأمم المتحدة التي خلقت الكيان الصهيوني وسلّحته نوويّاً عبر الغرب الليبرالي المتوحش، أما آن الأوان للتخلص من فيروسات التروتسك العربي المتصهين وغير العربي الصهيوني الآخر؟. نعم وهو الذي أسّس لدولة مع الصهيونية، حيث يجري التثقيف على قدم وساق لمسارات الدمج المختلفة، اذاً ثمة ماركسيّة ثقافوية في اطارات التصهين. 

الولايات المتحدة الأمريكية، تفرض عقوبات أحادية من جانبها كثيرة وعديدة(عقوبات اسهالية)وخارج اطار الشرعية الدولية – مجلس الأمن الدولي، من سورية الى ايران، الى العراق الى ليبيا، الى اليمن الى الشعب الفلسطيني المقاوم، الى فنزويلا الى كوبا،…. الخ، وآخرها على روسيّا التي تدافع عن أمنها القومي، بجانب دفاع سورية وايران والعراق وباقي الدول عن مصالح شعوبها وأمنها القومي. 

تقوم الأن واشنطن دي سي، باستثناء مناطق الكرد في الشمال الشرقي السوري والشمال السوري، من عقوبات قانون قيصر الجائر، بشكل معياري سريالي ازدواجي، لا يشير الاّ الى فكر عصابة مدمنة على العقوبات بشكل اسهال مزمن من العقوبات الجائرة المدمرة للشعوب، بعيداً عن مفهوم الدولة الناجزة، الدولة القائدة، بل تصر واشنطن على أنها عصابة مدمنة، على العنف والقتل والتهجير، تعمل على رفاهية الطبقات المتقدمة في مجتمعاتها، ورفاهية النخب حتّى ولو قضت على كل شعوب العالم، المهم هي فقط ومصالح نخبها، لا جلّ شعبها الذي يعاني أصلاً من فقر كبير بحدود ثمانين مليون أمريكي، فأي دولة في العالم لا تتفق وسياساتها مع العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تقوم، امّا بتغيير واسقاط نظامها عبر العمليات العسكرية وتحت عنوان التحرير من الارهاب، بعد أن تكون قد أوغلت بشكل مسبق بفرض عقوبات أحادية جانبية غير شرعية وخارج أطر الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي – وفي حالة فشلها بالعقوبات الأقتصادية والعمل العسكري عبر وكلائها، تحاول الدخول عسكريا بشكل فج ومباشر، وعندّ فشلها أيضا: سواء عبر ادارة المعركة من الخلف عبر وكلائها البيادق من الدول والجماعات المتحالفة معها، أو عبر حلولها كأصيل محل الفرع، تعود الى فرض مزيد من العقوبات، سورية مثال واضح، وكذلك ايران، وكذلك روسيا الأن، وخير حكومة أمريكية فعلت وتفعل ذلك، ادارة الرئيس الحالي الخرف سياسياً جو بايدن، القادم الى المنطقة عبر زيارة صارت مملّة وغير منتجة وتثير الغثيان والتقزّز، سوى لمصالح واشنطن ومصالح الكيان الصهيوني، وتوظيف البعض العربي لخدمته وخدمتها، حيث يعمل بعض العرب الغني بماله على رتق شقوق أمريكا، بوصفها قلعة من الفولاذ تعانين من شقوق واسعة وعديدة، حيث يعمل بعض العرب الغني على رتقه، بصورة تجعلك تضحك وتبكي بنفس الوقت، كون هذا البعض العربي صار خردة بشرية في مستودعات الأمم الأخرى. 

والعلاقات الدولية يصار الى مدننتها عبر الروسي، وعسكرتها بفعل الأمريكي واستثماراته بالمثولوجيّة اليانكيّة، وما زالت كارتلات حكم في مفاصل وتمفصلات، المؤسسة السياسية والأستخبارية والعسكرية في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وبالتماهي والتساوق والتنسيق، مع منحنيات الدولة العميقة في أمريكا، عبر تقاطعات للرؤى مع جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ) و وول ستريت وشركات النفط الكبرى، بحيث يسعى الجميع لتدمير الوجود الروسي في المنطقة والعالم، وهذا هو الهدف من الأزمة التي خلقها وأحسن خلقها بخبث مجتمع المخابرات الأمريكي والبريطاني والفرنسي وبالتعاون، مع استخبارات البنتاغون والاستخبارات الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية في أوكرانيا، كنتيجة للاستعصاء في المسألة السورية وتماسك صلابة الموقفين الروسي والصيني والإيراني.  

السياسة الأمريكية تقوم على سياسة الأخطاء نفسها، بعبارة أخرى تقول كوادر الدولة العميقة عبر مسارب المجمّع الصناعي الحربي الامريكي: نحن امبراطورية الآن، وعندما نقوم بأي شيء فاننا نخلق واقعنا الخاص، وفيما يواصل الأعلام والمفكرون والباحثون دراسة ذلك، سنقوم بشيء آخر مجدداً لنخلق أشكالاً جديدة أخرى من الواقع، وسيكون بامكان الجميع دراستها أيضاً وبهذا الشكل سوف تترتب الأمور، فالتاريخ يصنعه صانعوا الحروب، أمّا كل ما يفعله الآخر من مراكز الدراسات والبحوث وحتّى في أجهزة المخابرات، هو دراسة ما نفعله نحن بعمق، أمريكا تصنع الازمات وتعمل على ادامتها ثم ادارتها وفقاً لمصالحها.  

بالعادة تتحوصل استراتيجية السياسة الخارجية لأي دولة، لمجموعة معينة من الوسائل والطرق، لضمان تحقيق أهدافها عملياً وفقاً لمصالحها العليا، وتبحث بشكل مستمر ودائم، عن حلفاء أو شركاء مؤقتين ليساعدوا في تحقيق غرض معين كجزء أساسي من هذه الاستراتيجية الهادفة.  

وهذه المسألة كما هي مهمة بشكل أساس بالنسبة للدول الأصغر غير الاقليمية، أو دول الساحات والتنفيسات، المهتمة بتشكيل تحالف مع راعي قوي، فهي مهمة أيضاً وبعمق، مع اختلال التوازن الحاد في العلاقات الدولية في العقود التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي، وتستعيد أهميتها في هذا القيد الزماني المعولم الان، حيث الحرب الباردة بين عدّة اقطاب دولية تبعث من جديد في عالم مختلف نوعاً ما، وفي ظل المواجهة الروسية الأطلسية عبر الجغرافيا الأوكرانية، وجائحة كورونا المفتعلة، فهي مسألة مهمة أيضاً بالنسبة للدول الكبيرة التي تشارك في السياسة العالمية، ومهتمة مثل الدول الاصغر، ببناء أنواع مختلفة من التحالفات والشراكة، بل وأكثر منها في بعض الأحيان.  

وقد أثبتت التحركات الدبلوماسية الأخيرة أن الحفاظ على مثل هذه العلاقات على قدم المساواة يتطلب من الأطراف الحفاظ على توازن الحدود المفروضة على تنازلاتهم المتبادلة بدقة، وأن يتأكدوا باستمرار من أنها متوافقة والى حد ما دون افراط او تفريط. 

بحيث يتم إجراء هذا الأخير للحفاظ على الثقة في الظروف المتغيرة بسرعة والتي غالباً ما تكون خارجة عن سيطرتهم، والأهم من ذلك، لضمان عدم وضع كلّ منهما للآخر أمام خيار مستحيل، وهو ما حدث بين الولايات المتحدة وتركيا داخل الناتو كمنظمة عدوانية هجومية، ومؤخراً بين اتحاد روسيا وبيلاروسيا كحلفاء يثقون بقوذة ببعضهم البعض، وخاصة في ظل ما يجري في أوكرانيا بفعل السياسات الأمريكية والأوروبية المفرطة، في تسليح العصابات الفاشية والنازية في كييف. 

تظهر تحولات السياسة الأمريكية في عهد أكثر من ادارة سابقة لعقود، وحتّى  نهايات ادارة ترامب السابقة، كيف يمكن أن تتخذ الفوائد المرجوة من علاقات الحلفاء منحى سيئاً، بعد أن فشلت في التكيف مع عالم فقدت فيه الولايات المتحدة هيمنتها العالمية، اختارت في عهد أوباما، وممكن في عهد جو بايدن بادراته الأولى، والتي ستكون بمثابة ادارة ثالثة لأوباما، وعلى وجه الخصوص في عهد ترامب، إهمال الدبلوماسية التقليدية التي تتضمن إيجاد طرق لموائمة المصالح المتباينة المحتملة للحلفاء. 

وتجسدت هذه السياسة في ما يتعلق بأوروبا، بالانسحاب من اتفاقيات الشراكة التجارية متعددة الأطراف، واستخدام الناتو كمنظمة هجومية عدوانية، لممارسة الضغط على الحلفاء، وفرض العقوبات الغير شرعية وذات الصفة الأحادية، واستخدام طرق أخرى لاكتساب مزايا اقتصادية وسياسية أحادية الجانب. 

ويمثل الشرق الأوسط دلالة أكبر في هذا الصدد – الرئيس جو بايدن يزوره هذه الأيام، زيارة صارت مملّة وتثير التقزّز والأستفراغ، وسيلتقي بحلفائه في جدة، إذ تأرجحت السياسة الخارجية للولايات المتحدة في مدة قصيرة جداً من الزمن، بين طرفي نقيض في المنطقة، بحيث شعر حلفاء أمريكا في الخليج والمنطقة بالقلق المفرط، بعد اعادة التموضع الأمريكي في شبه القارة الهندية، ورغبة جو بايدن بالعودة الى الأتفاق النووي كونه حاجة أمريكية ثم اسرائيلية. 

إنّ تحول جو بايدن الواضح تجاه المملكة العربية السعودية، إلى جانب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية متعددة الأطراف بشأن البرنامج النووي الإيراني بعهد ترامب، ثم دخولها بمفاوضات غير مباشرة بعهد جو بايدن مع ايران، والسياسة اللاحقة المتمثلة في ممارسة(أقصى ضغط) على إيران، هذا كله قد أثّر سلباً على العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما تسبب في حدوث انقسام في مجلس التعاون الخليجي، بشأن البرنامج النووي الإيراني. 

وفشلت الولايات المتحدة بعهد جو بايدن كما في عهد ترامب، في تهدئة مخاوف دول الخليج العربية بشأن مصداقيتها كحليف، وأخيراً، أضافت التنازلات غير المعلنة للكيان الصهيوني، التي لم يجرؤ أيّ رئيس أمريكي على تقديمها من قبل(بصرف النظر عن مدى تعرج سياساتهم في الشرق الأوسط)، تحولات جديدة لهذه القضية، ونتيجة لذلك، تقترب إدارة جو بايدن من الأنتخابات النصفية للكونغرس، حيث التقديرات تشير الى خسارتها لها، بسبب تداعيات مواجهتها للفدرالية الروسية، بصورة غير مباشرة وأحياناً مباشرة عبر الجغرافيا الأوكرانية، محملةً بعبء غير مسبوق من المشاكل في علاقاتها مع حلفائها في شمال الأطلسي، في عزلة شبه كاملة بسبب تصرفاتها غير القانونية في مجلس الأمن الدولي، فيما يتعلق برفع العقوبات الإيرانية – بجانب فرضها لعقوبات على روسيا، وسورية عبر قانون قيصر، واستثناء المناطق الكردية من عبء قانون قيصر الجائر، وفقدت هيبتها الأخلاقية والسياسية بشكل عام. 

لم تتوصل روسيّا في المدة الزمنية نفسها السابقة، التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، في التوافق مع اتفاقية أمن أوروبا، ونظراً للتوسع الإقليمي لحلف الناتو قبل وبعد المواجهة الروسية الأطلسية الحالية، مع فعالية  وقوّة مثل هذه الآليات الجماعية مثل رابطة الدول المستقلة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، واجهت روسيا أسئلةً تتعلق بالسياسة التي يجب أن تتبعها للمضي قدماً على شاكلة: هل ترى روسيّا نفسها في المستقبل كمركز مستقل للسلطة المطلقة؟، أم تريد أن تكون لاعباً مؤثراً ضمن التحالفات الجديدة واتحادات الاندماج؟ تبدو الإجابات عن هذه الأسئلة اليوم واضحة إلى حدٍّ ما، بعد أن أجرت روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في عروق الجغرافيا الأوكرانية المتقيحة بالنازية والفاشية المفرطة، دفاعاً عن أمنها القومي، وتعمل على صياغة وخياطة المنظومة الدولية من جديد، بالتنسيق مع الصين وايران والهند وباقي دول البريكس، وبعض دول أمريكا اللاتينية، لخلق وتخليق مركز عالم متعدد الأقطاب، لتسود العدالة والرفاهية لجلّ شعوب هذا الكوكب، حيث تعمل واشنطن على تجويعها لهذه الشعوب، من خلال اطالة أمد الحرب في أوكرانيا، وفرض عقوبات أحادية الجانب: لا تمس الاّ الشعوب العربية وغير العربية. 

تتخذ روسيا لنفسها مساراً خاصاً في علاقاتها مع الغرب، وتتصرف وفقاً لمصالحها الخاصة، ولكنها لا تغلق الباب أمام حوار متكافئٍ بغرض البحث عن نقاط تواصل بشأن الصراعات ذات المشاكل المعقدة، وفي الوقت نفسه، بذلت روسيا جهوداً لبناء نظام فرعي من التحالفات الدولية، لموازنة العلاقات الثنائية بين الناتو والاتحاد الأوروبي، قبيل المواجهة الروسية الأطلسية الحالية.  

الأمريكي وعبر ممارسة كافة أوضاع فيلم الحب الهندي(أوضاع الكاماسوترا)مع “الرجعية العربية الحديثة المستحدثة” والتي يتم توظيفها وتوليفها لتخدمه، وتساوقاتها مع الإسرائيلي في كل شيء، إزاء إنتاج “بويضة” ناضجة ومستعدة للتخصيب، لأستلاد متتاليات هندسية لحروب وعمليات سريّة قذرة واستثمارات في الأرهاب لأدواتها، ومتشاركة مع حروب نفسية لجهة ما جرى ويجري من عدوان أممي على وفي سورية وعلى المنطقة، ثمة شراكات تاريخية عميقة لكارتل “الرجعية العربية الحديثة المستحدثة”هذه، مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وبعض وكالات استخبار مجتمع المخابرات “الإسرائيلي” وبعض الغربي الأستخباري المرتهن.  

فهل بدأت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، باعادة صناعة برّاداتها السياسية الخاصة ومكعبات ثلجها من جديد، لغايات اطلاق مسارات حربها الباردة الجديدة القديمة مع روسيّا؟ هل مسارات انتاجاتها المخابراتية بدأت في خلق وتخليق مومياءات حكم للعديد من دول العالم الثالث ما بعد مرحلة ما سميّ بالربيع العربي ومرحلة المواجهة الروسية الأطلسية الحالية حيث جو بايدن يزور المنطقة الأن؟. 

الأمريكي الآن يتخذ من سلال بروباغندا عدائه لأيران، لفرض سياسات جديدة على حلفائه في المنطقة، تمتد من الأستحلاب المالي الى التوظيف العسكري والمخابراتي لخدمة سياسته في الشرق الأوسط والتي هي سياسة الكيان الصهيوني بامتياز، فلا ثمة خيار حل للقضية الفلسطينية في ظل سياسات ورؤى البلدربيرغ الأمريكي العدوانية والتي تعبر عنها الأدارة الديمقراطية الحالية.

أمريكا تحارب العرب بالعرب والمسلمين بالمسلمين عبر حلف ناتو عربي سنيّ بدافع الرجولة الوهمية مع كل أسف(احتمالية تطوره إلى حلف ضد إيران واردة ولكن على شكل حرب باردة لا ساخنة تستنزف الجميع)، لإشعال حرب بسوس القرن الحادي والعشرين كحرب باردة، ولمحاربة كل من لا يسير في الفلك الصهيوني والأمريكي من العرب،  ومرةً أخرى: إلى من تبقى من العرب ولم يطق عرق الحياء فيه، لنعيد انتاج أنفسنا وفقاً لمصالحنا القومية ولنبدأ بالخطوة الأولى الآن، ولنصل إلى تفاهمات شاملة ولو بحدها الأدنى مع النسق السياسي السوري لنعيد الروابط من جديد قبل أن يفوتنا قطار التسويات العالمية وعقود الأعمار، فالرئيس بشّار الأسد هو العقدة والحل.

في لعبة الشطرنج(كش ملك)الذكاء أن تدفع خصمك ليلعب الحركة الأخيرة لا أن يحوّل هزيمته المحتومة لتعادل، حيث ثمة إدراك أمريكي أنّ الاكتئاب ثنائي القطبيّة يقود صاحبه لارتكاب أكبر وأعمق الحماقات ومنها الانتحار، إن كان فرديّاً وان كان جماعيّاً، لا بل البعض من الطرف الثالث بالمسألة السورية من بعض عرب وغير عرب، صار لديهم اكتئاب عميق متعدد القطبية يتفاقم بعد توالي الانتكاسات لأدواتهم في الداخل السوري، نتيجة انجازات الجيش العربي السوري العقائدي هذا من جهة، ومن جهة أخرى، في أدبيات الفكر السياسي الواقعي(الغرب مغرق بالواقعية السياسية وينصب فخّاً للرياض وأنقرة)تتجلّى حكمة طبيعية: ان أردت أن تقسّمهم دعهم يعيشون وهم القوّة، ودعهم يدخولون حروباً خارج حدودهم.  

ليتهم يلعبون هؤلاء المغرقون بوهم القوّة ورقتهم الأخيرة وأيّاً كان قرارهم فهي حركتهم الأخيرة، ونؤكد أنّ ما يجري في الشرق الأوسط، هو حصيلة جمع نتائج التصادم الدولي حول المصالح الأقتصادية وأوثق استثماراتها وعلاقاتها، بجانب صناعة الأزمات والأرهاب والأستثمار في العلاقات العسكرية، والسيطرة على الموارد الطبيعية وعلى منابع الطاقة ومسارات عبورها ووصولها، بأقل تكلفة وبأسرع وقت الى مصانع ومجتمعات منظومات الدول المتصارعة.  

انّ الأتفاقيات الأستراتيجية بين أقوى المكونات الدولية موجودة، والخلافات صارت محصورة في الأهداف وكيفية المعالجات، ومقاربات المصالح الدولية الأقتصادية والسياسية، خاصةً مع وصول الفدرالية الروسية الى المياه الدافئة، حيث منابع النفط والغاز والصخر الزيتي واليورانيوم واستثمارت موسكو الحقيقية في ديكتاتوريات الجغرافيا، للوصول الى عالم متعدد الأقطاب وحالة من التوازنات الدولية للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.  

نواةّ البلدربيرغ الأمريكي ومن تقاطع معها من أطراف في المنظومة الدولية المعادية للنسق السياسي السوري، ومن يدعمه من الحلفاء كروسيّا وايران والصين وجلّ دول البريكس الأخرى وباقي المقاومات في المنطقة وفي العالم، هذه النواة الولاياتية الأمريكية الأممية وأدواتها في المنطقة، تريد حرباً من زاويتها لا تنهي داعش ومشتقاته والقاعدة ومشتقاتها، بل تعمل على اضعاف هذه الفيروسات وتثبيط نشاطاتهم الأرهابية لغايات اعادة الهيكلة والتوجيه من جديد نحو الآخر(حلفاء دمشق)الداعم للنسق السياسي السوري في أكثر من ساحة وأكثر من منطقة في العالم، مع استنزاف مستمر لسورية الدولة والمؤسسات والقطاع العام والجيش وباقي المنظومة الأمنية(ما يجري في شرق الفرات يؤشّر إلى ذلك وهذا ما أوضحه سيرجي لافروف مؤخراً)، فهذه النواة البلدربيرغية الأمريكية تعي وتعلم أنّ النظام في سورية أقوى من أن يسقط وأضعف من أن يسيطر ويحتوي عقابيل ومآلات التآمر عليه، هكذا تعتقد وتظن والى أبعد الحدود وبشكل مفعم وعميق في التفاؤل في(استراتيجياتها الصامته الجديدة)العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي.  

دوائر صنع القرار الإسرائيلي على المستويين السياسي والأمني الأستخباري لجهة مجتمع المخابرات الصهيوني، تعمل بجهد بالأعداد المستمر كخطط بديلة مقترحة لتنفيذ مخطط جهنمي لإطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية الصهيونية على لبنان، وتسخين الساحة الأردنية عبر الزومبيات المنتجة في كهوف تورا بورا من خلال الأستثمار في فكر ابن تيميه أس الفكر الوهابي، وبالتنسيق مع أشكال متقيحة من بعض أجهزة استخبارات البعض العربي في منطقة الخليج، حيث صارت الحرب على لبنان قادمة لا محالة بعد محاولة الأسرائيلي الجادة والمستمرة جر حزب الله الى حرب معه. 

تشي كل المؤشرات السياسية والأمنية(والأقتصادية لجهة ثروة الغاز على سواحل المتوسط)، التي يتم رصدها من قبل مجاميع استخبارات الطاقة الأممية المنتشرة كالفطر السام في المنطقة، وعبر قرون استشعاراتها وبالمعنى الأستطلاعي الأقتصادي تحديداً وبشكل منتظم، تقود وتشي بعمق بشكل مثير ويحفّز على المتابعة الى جهود استثنائية وجبّارة، تبذل من قبل أدوات وتوابع انبطاحيه(للبلدربيرغ) الأمريكي من بعض العرب المرتهن والمصادر كمعاول تنفيذية ليس الاّ، وبالتعاون والتساوق الوثيق مع محور واشنطن تل أبيب ووجوهه وزومبياته أيضاً، كل ذلك بناءً ووفقاً لتوجهات جنين الحكومة الأممية في نواة الدولة الأمريكية ومفاصلها وتحوصلاتها، لجهة صراع الطاقة في الشرق الأوسط وعلى الساحل السوري والساحل اللبناني وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل على البحر المتوسط حتّى ساحل غزّة.  

كلّ هذا وذاك كي يصار لأعادة ترسيم وتنميط معطيات الواقع السياسي والأمني والأجتماعي الديمغرافي الخاص، بمنطقة الشرق الأوسط ضمن سياق التمفصلات الميدانية المتصاعدة في الأزمة السورية، في ظل تماسك تينك المؤسسة العسكرية العربية السورية وأجهزتها الأمنية والأستخبارية وجسمها الدبلوماسي وعدم انهيار القطاع العام السوري، مع تلاحم شعبوي عميق ومتفق مع مؤسسات الدولة الوطنية السورية في الداخل السوري.  

ومع ذلك لم ينجح هذا المحور الشيطاني ذو الوظائف الفيروسية، في خلق وقائع جديدة على أرض العمل الميداني، وان كان دفع ويدفع الى مزيد من تسخين الساحات السياسية الضعيفة، كساحات مخرجات لقضايا سياسية معقدة، لها علاقة وصلة بالديمغرافيا السكّانية، وأيضاً مزيد من تسخين الساحات القوية، سواءً أكانت محلية أم اقليمية كساحات متلقية مستهلكة، لتهديدات وتلويحات لحروب و \ أو اشتباكات عسكرية هنا وهناك، لصالح الدولة العبرية الكيان الصهيوني.  

واذا كان الأمازون هو رئة العالم صحيّاً كما يقولون، فانّ بعض البعض من الساحات العربية رئة العالم جنسيّاً، واذا كانت وما زالت منظمة الخوذ البيضاء نموذج مثالي وحيّ، لأزدواجية السياسات الأمريكية ذات المولات التجارية، بعروضها وأسعارها المختلفة، فانّ ادلب أيضاً رئة وخزّان العالم ارهابيّاً، ومغناطيسه الجاذب للأرهاب المعولم، واستثناء المناطق الكردية في الشمال السوري والشمال الشرقي من قانون قيصر، مثال واضح أيضاً كما أسلفنا، على ازدواجية القرارات الأمريكية والسياسات، بجانب نموذج اللاجئين السوريين في أمريكا والدول الأوروبية(فن صناعة اللجوء السوري في الخارج لتشويه صورة الدولة الوطنية السورية)حيث معاملة اللاجئين السوريين، تكون معاملة غير حسنة ومهينة، ويتم استغلالهم كعبيد ومرتزقة، بعكس مثلاً اللاجئين الأوكرانيين، حيث تقدم لهم خدمات متقدمة ورواتب مجزية، ومعاملة فوق ممتازة تفوق حتى السكّان الأوروبيين أنفسهم في ساحات ومساحات اللجوء الأوكراني المتميز. 

 [email protected]

منزل – عمّان : 5674111     خلوي: 0795615721

سما الروسان في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك : 11 – 7– 2022 م.

هاتف المنزل: 5674111    خلوي : 0795615721

*عنوان قناتي على اليوتيوب – طالباً الاشتراك بها حيث البث المباشر اسبوعيّا عبرها لشرح اشتباكاتي السياسية، وآخر التطورات المحلية والإقليمية والدولية – ضع على محرك البحث على اليوتيوب التالي: طلقات تنويرية.

* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

قد يعجبك ايضا