ماذا يعني أن تكون وحيداً؟ / حنان بديع

حنان بديع ( لبنان ) – الثلاثاء 7/6/2022 م …

ترى ، ماذا يعني أن تكون وحيداً؟

وهل تعاستنا من يلقي بنا في دوامة الوحدة أم أن الوحدة ما يدفعنا إلى الكآبة؟

في كل الأحوال ليست الوحدة دائماً هي الانعزال عن الآخرين بل هي انعدام الصلة معهم، أي أن تشعر أن لا أحد من المحيطين بك يفهمك، فقد تشعر بالوحدة رغم أنك لست وحيداً بل محاط بالكثير من الناس.

والواقع أن هناك أنواع من الوحدة قد يكون بعضها مفيداً على عكس المتوقع ،،

فهناك الوحدة العاطفية التي تنتابنا حينما نفتقد الشخص الذي نشاركه عواطفنا وهي وحدة تختلف عن سائر أنواع الوحدة، نفتقد هذا التواصل العميق فنشعر بالوحدة لعجزنا عن مشاركة الآخرين ذات المساحة العاطفية التي كنا نتشاركها مع شخص ما..

كما هنك وحدة الهجر عندما يتركنا الأقارب والأصدقاء إلى حيث أقدارهم عندما لا نعد نمثل أولوية بالنسبة لهم ..

وهناك وحدة الوضع الجديد كأن ننتقل إلى مكان جديد أو نبدأ وظيفة جديدة أو ننضم إلى مدرسة أو كلية جديدة وهي وحدة مؤقتة لكنها مقلقة وقاسية ..

انما يبقى فقدان الحضور أقسى أنواع الوحدة على الإطلاق عندما يرحل شخص ما سواء بالموت أو انتهاء علاقة أو سفر، حيث الفراغ الكبير فلا يعود شىء كما كان، وتخلو الأماكن من الحياة حتى لو كنا محاطين بمئات الأشخاص الذين يحبوننا ولديهم الاستعداد لملء هذا الفراغ لكن لا أحد على الإطلاق يمكنه أن يعوض شخص بآخر، فلكل مكانه الذي لا يشغله أحد سواه..

الوحدة إحساس غريب من فراغ اللحظات والأماكن من معناها في غياب أحدهم ،ربما هذا ما قصده الفنان كاظم الساهر حينما غنى :

الليلة احساسي غريب

عاشق وأنا مالي حبيب   

نعم يمكن أن نبقى عشاقاً ومحبين رغم الوحدة والفقدان في مفارقة إنسانية غريبة لا يتمناها أحد،وكي لا تكون وحيدا ً،، لا تفرط بذاك الشخص الذي يملأ عليك حياتك وزمنك فلن تصبح وحيداً حقاً إلا في غيابه.