رسائل الضفة الأخيرة لخلق “اللاركود الكفاحي” مع “الفاشية اليهودية” / حسن عصفور




حسن عصقور ( فلسطين ) – الخميس 2/6/2022 م …

بعدما كشفت “غزوة الأقصى” الأخيرة يوم 29 مايو 2022، الفارق الضوئي بين الحقيقة السياسية و”الرطن السياسي” لرسمية فلسطينية، وحكم انفصالي وفصائل تعيش في جلباب ليس جلبابها، عبر “مكذبة فرض وصاية” مقررة من وراء الحدود، تحضر مدن الضفة لتعود متصدرة المشهد الكفاحي العام في مواجهة العدو القومي، جيشا وكيانا وسياسة.

ما بعد مرور “غزوة الأقصى”، همهمت بعض مدن الضفة لتبقي روح التحدي لدولة الفصل العنصري، في نابلس والخليل وجنين وبيت لحم، وبعض رام الله، بلدات ومخيمات، حراك لم يمر دون أن يسقط شهداء وجرحى، تلك التضحيات علها تدفع “دماء الغيرة” في شرايين من يفترض أنهم “قيادة رسمية”، وكذا مسميات مختلفة، رغم أن بعض من شهداء المسيرة هم من بين أبناء الكيانات الحزبية.

الضفة والقدس، لم تذهب للاسترخاء – الخمول الكفاحي بعد “غزوة الأقصى”، فحضرت لتؤكد أن ما تعتقده “الحكومة الفاشية” في دولة الكيان بفرضها ما تريد ليس سوى وهم وبعض “حلم خيالي”، فكانت المشاهد التي أعادت فرض فلسطين بقوة على الخريطة الإعلامية العالمية، خاصة مع مسار حرب أوكرانيا والعملية الروسية، المهيمنة بشكل طاغ على المشهد الإخباري الدولي.

حراك الضفة النسبي الأخير، تثبيت لعدم كسر عامود التحدي المقاوم للفلسطيني، وإن غابت عنه قواه التي تدعي تمثيله، حراك متحرك رغم غياب “التنسيق الذاتي” بين مكوناته، وتسير قاطرته كل وفق مكانها، دون موجه أو “مرشد” يدعي قيادتها.

حراك الضفة النسبي، ذهاب لفرض معادلة التفاعل الذاتي، وفق الممكن في هذه المحافظة أو تلك، لكن الخيط الرفيع الرابط بينها، عدم السماح لعدونا أن يسجل انتصارا ميدانيا – سياسيا، وأن يضع قواته الأمنية تحت وابل “الرجم الشعبي” الفلسطيني، بكل وسائل الممكن، من رصاصة الى حذاء، مرورا بحجر وبصقة.

بعد لقاء بيروت الافتراضي سبتمبر 2020، خرج الحضور، بالتأكيد على ضرورة تشكيل “قيادة موحدة للمقاومة الشعبية” في الضفة والقدس، واعتقد موقعي البيان أنهم وضعوا الحجر الأول لبناء وطني يضع نهاية للحالة الانقسامية – الانفصالية، خاصة وأن الرئيس محمود عباس كان حاضرا مع قيادات الفصائل بما فيهم حركتي حماس والجهاد.

ورغم ما حدث طوال عامين من مختلف أشكال المواجهة، تخللها حرب مايو 2021، لكن الحقيقة التي ثبتت سقوط كامل لقيام تلك الجبهة الموحدة، تعزيزا للفشل الذاتي الفصائلي، وأن الحراكات الفلسطينية المنتقلة من بلدة لأخرى، تسير وفق الضرورة وليس وفق رؤية مشتركة في مسار معلوم.

قيمة حراك الضفة والقدس، ما بعد غزوة الأقصى، تزامنه مع مناقشة برلمان دولة التطهير العرقي، لقوانين تؤكد أنها دولة خارج القانوني الدولي، ولن تكون يوما شريكة في سلام أو جوار مشترك، قانون اعدام منفذي العمليات العسكرية، رغم انه لم يمر، لكنه يكشف بعدا فاشيا جديدا يتنامى داخل ذلك الكيان، وكذا النقاش العار حول حظر علم فلسطين، المفترض أنه علم لدولة بينهما (اتفاقية واعتراف متبادل)، الى جانب قانون لـ “شرعنة احتلال” الضفة والقدس.

قوانين تناقش، لا يمكن لفلسطيني “سوي وطنيا” أن يبقى متفرجا عليها، دون أن يذهب لفعل يعيد “صواب الغازي المحتل” الذي غادر زمن “رخاوة وطنية”، الذي اعتقد أن نجاحه مع أمريكا والأداة الصغيرة، تمكن من “سرطنة الحالة الفلسطينية” بانقسام هو الهدية الأهم منذ 1967، التي حققت لمشروعهم التهويدي ما كان بعض خيال، بكونه “جدار حماية منع قيام دولة فلسطين”، برشوة فصيل عبر نتوء بمقاسه، يتم الانفاق عليه ليستمر حاضرا، ويقدم له كل أشكال الدعم ليبقى دون اكتراث لما يسمى ذاته.

قوانين تشرعن “الفاشية الجديدة”، ما كان يجب أن تمر بذلك “الهدوء الغريب جدا” للرسمية الفلسطينية، التي تذكرت أخيرا أن الوضع بات صعبا جديدا، وذهبت ترسل تهديدات لهذا وذاك، كأنها تبحث “استجداء ما” لينقذها من “ورطة تنفيذ قرارات المجلس المركزي”، بما سيتركه عليها من آثار.

“دولة فاشية” ترتكب جرائم حرب عبر اعدامات ميدانية وقوانين برلمانية، فيما يقابلها رسمية فلسطينية، تستنجد بمنجد لها من “تهديدها”، “الحقونا أو فقدتمونا”…بينما تتحرك بلدات الضفة والقدس في مسار الفعل المواجه، وليس في مسار فعل التهديد الذي فقد بريقه.

الضفة والقدس، تذهب لخلق حالة “اللاركود” رغم غياب التنسيق العام، فعل مناطقي لكنه تراكمي في مواجهة دولة الفصل العنصري…لأنه مسار الخيار الوطني وليس مسار الاختيار اللغوي.

ملاحظة: معقول قدر الوزير اليهودي الأمريكاني بلينكن يضحك على الرئيس عباس، وسحب منه تهديد “الوضع صعب يستمر” وصار بيقدر يستمر..لو صارت هيك لازم نقول “شدي حيلك يا بلد..ما في عتمة للأبد”!

تنويه خاص: “ما حك جلدك غير ظفرك”…زمان لما كان يقال الناس تعتبره فصل علاقة بين العروبة والفلسطنة…لكن مع اللي بيصير كأنه هالمثل أصدق أنباء من كل البيانات الصفراء اللي بتحكي انها بتدعم أهل فلسطين…سلاما لكما يا “خالدين”!

قد يعجبك ايضا