موقف روسيا حول اوكرانيا قد يؤسس لعالم متعدد الاقطاب / كاظم نوري

كاظم نوري  ( العراق ) – الخميس 17/2/2022 م …




بددت روسيا اكاذيب الغرب الاستعماري ومرت ايام زعمت فيها الولايات المتحدة بان موسكو تعد العدة لغزو اوكرانيا حتى ان الرئيس الامريكي جو بايدن قال ان بلاده ضد عملية الغزو وان روسيا سوف تواجه موقفا صلبا من قبل واشنطن  وحلفائها لكن رئيس” سيئة العالم الحر ” السيد بايدن  لم يتطرق الى  تدخلات بلاده في شؤون الدول الاخرى وغزوات الولايات المتحدة وبريطانيا  في العالم ومنها غزو العراق عسكريا وتدميره عام 2003 بعد  ان فبركت اكذوبة ” اسلحة الدمار الشامل”.  

اي ان الولايات المتحدة  هي التي تحدد  مشروعية هذا البلد يجب ان يتم غزوه واحتلاله وتدميره ونهب ثرواته تحت شعار ” الديمقراطية “ا لزائفة  التي صدعوا بها رؤوسنا وذلك البلد   كلا ويجب الدفاع عنه.  

خرجت روسيا منتصرة على  فبركات وروايات الغرب الكاذبة واصبحت موسكو قبلة للزوار على مستوى الرؤساء نظرا لادراك العالم ان روسيا اليوم  ليس حاملة شعار لا لسياسة القطب الواحد في العالم فحسب بل انها تمارس ذلك عمليا في تصديها للغطرسة الامريكية  وحلفائها  في مقدمتها بريطانيا التي  شاركت واشنطن اكاذيبها في غزو العراق وتصدرت المشهد التمثيلي الكاذب حول اوكرانيا.  

حاولت الولايات المتحدة وفي اطار الاعيبها ارسال قاذفات “بي 52 ” انطلاقا من بريطانيا الى “الشرق  الاوسط”  وحلقت فوق  مناطق قريبة من  سورية  في مشهد استعراضي كالعادة حيث توجد قاعدة عسكرية روسية في طرطوس” حميميم”  في عملية استعراضية فكان الرد الروسي ان ارسلت قاذفات” البجعة” التي تحمل اسلحة نووية ومزودة بصواريخ كونجال الى جانب طائرات مقاتلة اخرى ارسلتها الى قاعدة حميميم في سورية للقيام بمناورات عسكرية في البحر الابيض ردا على مناورات حلف ” ناتو” العدواني ولم تكتف بذلك بل اوفدت وزير الدفاع شويغو الى دمشق للقاءالرئيس  بشار الاسد في رسالة واضحة بان روسيا التي انشغلت باكاذيب غزو  اوكرانيا والحملة الاعلامية الهستيرية التي رافقتها لن تتخلى عن حلفائها  واصدقائها او تنساهم كما عودتنا  واشنطن  حين تتخلى  عنهم وتنزعهم كما ينزع العسكري حذاءه  حتى لو كانوا بعيدين الاف الكيلومترات عنها خاصة سورية التي تعرضت لمؤامرة دولية ارهابية  واستطاعت ان تنهض بفضل التضحيات التي قدمتها وبدعم من الاصدقاء والحلفاء وفي المقدمة روسيا.  

روسيا لم تعد تلك الدولة التي تعتمد على استيراد القمح من الخارج لاطعام الشعب الروسي  كما كان يحصل خلال الحقبة السوفيتية انها روسيا الفخر والشجاعة والبسالة والصمود بوجه اعتى واشرس المؤامرات .  

وهاهي المانيا تواصل السير على خطى ” السيل2″ للغاز الروسي رغم الضغوط الامريكية كما هنغاريا هي الاخرى التي تعتمد على روسيا نظرا لرخص اسعار الغاز مقارنة بالغاز الامريكي الذي ارغمت واشنطن دولا اوربية على شرائه في عملية منافسة غير شريفة و باسعار توازي 5 اضعاف سعر الغاز الروسي بعد ان استغلت واشنطن افتعال ازمة اوكرانيا لتحصل على ملايين الدولارات من حلفائها جراء توريد الغاز خاصة تلك الدول المنبطحة لواشنطن  والتي تخشى السطوة الامريكية.  

لقد حصلت واشنطن على قيمة الاسلحة التي ارسلتها الى اوكرانيا مستغلة الازمة المفتعلة وبملايين الدولارات جراء تسويق غازها الى بعض الدول الاوربية كما طوقت اوكرانيا بقروض البنك الدولي  مستغلة حاجتها الى العملة الاجنبية .  

لقد  اعتبر الرئيس  الروسي بوتين ان على الالمان ان يشكروا المستشار  الاسبق غيرهارد شرودر على الغاز الروسي الارخص وذلك  خلال لقاء المستشار الالماني  اولاف شولتس لحصولهم  على الغاز بسعر ارخص 5 مرات من السعر الحالي.  

 وقال ساخرا   ان على المواطن الالماني  ان يتفقد محفظته ويقول هل هو على استعداد لشراء الغاز باسعار اغلى 3 او 5 مرات  من السعر الحالي.  

روسيا خرجت منتصرة دون حرب مع اكثر من 30 دولة عضو في  حلف “ناتو” العدواني .  

  وبحكم موقفها الصلب لابد ان تحصل على ضمانتها الامنية التي  طالبت بها لاحقا  بعد ان اصرت موسكو على ذلك مثلما تعمل على ايجاد عالم خال من الهيمنه وانفراد واشنطن بذلك  كما تصر ان يجري بحث موضوع انضمام اوكرانيا الى حلف ناتو الان وليس غدا وهو ما ورد على لسان الرئيس بوتين نفسه لقطع الطريق على  اكاذيب والاعيب ووعود الغرب العرقوبية.  

 

قد يعجبك ايضا