الحفاظ على الكرامة وعزّة النفس / موسى العدوان

موسى العدوان* ( الأردن ) – الخميس 9/12/2021 م …

* فريق متقاعد …
في كتابه ” نبأ يقين ” يذكر الكاتب أدهم شرقاوي القصة التالية وأقتبس بتصرف :
“خلال فترة استعمار بريطانيا للهند، منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، صفع ضابط بريطاني رجلا هنديا على وجهه، فما كان من الهندي إلاّ أن لكمه وطرحه على الأرض. عاد الضابط إلى رئيسه الجنرال وقص عليه ما حدث، طالبا منه إعدام ذلك الشخص، لأنه اعتدى على جيش صاحب الجلالة.
ولكن الجنرال قال له : خذ خمسين ألف روبية واعطها للهندي عربون اعتذار. قبل الهندي الهدية التي شكلت له رأس مال، يبدأ به تجارته التي حلم بها. وعندما كثر ماله واصبح يُشار إليه بالبنان، قال الجنرال للضابط : اذهب الآن إلى بيته، واصفعه أمام حرسه وخدمه. امتثل الضابط لأمر الجنرال، وذهب إلى بيت الهندي وصفعه أمام حرسه وخدمه، فابتسم الهندي ولم يفعل شيئا.
عاد الضابط وأخبر الجنرال بما كان من صاحبه الهندي. عندها قال الجنرال للضابط : في المرة الأولى لم يكن يملك الهندي إلاّ كرامته وعزّة نفسه فدافع عنهما، أمّا عندما باعنا كرامته، أصبح لديه تجارته ومصالحه التي يدافع عنها، بعيدا عن حكاية الكرامة وعزّة النفس . . ! “. انتهى.
* * *
التعليق : ما أكثر الأشخاص الذين يتنازلون عن عزة أنفسهم وكرامتهم هذه الأيام، مقابل عطايا وشرهات مالية، أو وعود بمناصب تناسب مقاماتهم من قبل أولياء نعمتهم. وعندها ينقلب أولئك الأشخاص على مبادئهم، التي كانوا يحملونها ويسوقونها على الغير دون حياء. فعزة #النفس و #الكرامة هما مبدآن من مبادئ #احترام_الذات، وقد قالوا في الأمثال : عزّ نفسك تجدها، ومن هانت عليه نفسه، تراها على الناس أهون “.

قد يعجبك ايضا