تساؤلات على ناصية الرواية العربية / ابراهيم البطوش

 

ابراهيم البطوش ( الأردن ) الخميس 5/2/2015 م …

اذا صحّ ما يقال بأن تاريخ الفن زائل ، فهل علينا أن نتفهم تسيّد الرواية الأدبية على مستوى العالم بأممه وشعوبه ؟

وإذا صحّ أن أوروبا خلقت كل فنّ من فنونها في موعده ليستحيل بعدها الى تاريخ ، فهل المعجزة العظيمة لأوروبا لا تكون في فنّها ، بل في تاريخية فنّها ؟

وهل يصبح الجدل حينها رحبا وملتزما بمعاني الحياة و الأخلاق والطبائع الإنسانية ، ما خفي منها وما بان ؟

ثمّ هل الرواية التي مزّق ستارتها الإسباني ( ميجيل دي سيرفانتس )  الذي أرسل ( دونكشوته ) برحلته ليتبدى بعدها العالم بكل عريّه الهزلي للنفس ، تلك الستارة الممزقة والمسحورة والمطرزة في الأساطير ، ترى هل مزقتها الرواية العربية لتفضح الواقع العربي ، وينكشف بعدها ما هو مخبّأ ومكتوم من مخجل ومعيب على المستوى الإنساني ؟؟

أم أننا ما زلنا نتعلق بأهداب تلك الستارة المخضبة بدماء أحزاننا المتخثرة ؟

أليس على الرواية العربية أن تقوم في جوهرها على استراتيجية الحفر في الطبائع الإنسانية ، وأن تعرف كيف تشكّل مسارها ، وأن لا تنتهي الى خلاصة أن الحياة هزيمة محققة ؟؟

وهل هنا يكمن حينها السرّ أو السبب في ديمومتها وخلودها ؟؟

وهل الستارة هي تلك التي تحجب حيثيات الحياة بالأحكام المسبقة والتقاليد البالية وبالقناعات الموروثة وبكل شيء نستخدمه لنعمي به أطفالنا عن التفاصيل والجمال الحقيقي للحياة اليومية ؟؟

ومن غير استعارة أو تذكّر  المأثور التراثي بأن ” الشعر ديوان العرب ” ، هل يمكن أن نتساءل عن الهموم والشجون التي تعيق الرواية العربية بأن تكون حيّزا كتابيا جديدا يعيد صياغة جوهر الأمة كما يرغب أفرادها أن تكون ؟؟

وهل الركن الإجتماعي الحداثي ، الذي لا تنهض الرواية الإجتماعية ولا تقوم إلاّ به ، لا يمكن له أن يكون أو يستوي بدون تحرر وطني حقيقي ؟؟

وهل الرواية العربية هي الحيّز الكتابي الذي نتطلع منذ بداياته الى مجتمع عربي فيه الحداثة الإجتماعية والتحرر الوطني في آن معا ؟؟

** ابراهيم البطوش

عن ” طلقة تنوير ” – المجلة الثقافية للائحة القومي العربي

قد يعجبك ايضا