ثقافة الهيمنة / المهندس هاشم نايل المجالي

 المهندس هاشم نايل المجالي ( الأردن ) – الثلاثاء 3/8/2021 م …

كلنا يعلم ان الثقافة تتجسد في الاسهام العقلي لمختلف فروع المعرفة والتي يبني عليها حضارة الامم وهو معيار لتقدمها او انحطاطها ، فكلما زادت الثقافة في اي امة كلما زادت حضارتها ، وكلما ضعفت الثقافة في امة ضعفت حضارتها .




فهي بمثابة الاساس في اي امة الذي يبني عليه بناء الحضارة فهي تشكل الوعي وتبني عقول شعوبها ، لكن هذا التشكيل اصبح يواجه كثيراً من التحديات من قبل هيمنة دول متقدمة على دول ضعيفة وذلك في عصرنا الحالي .

فلقد اصبح هناك مفهوم ثقافة الهيمنة في ظل الصراع المبطن بين الدول المتقدمة والدول النامية .

فهذه الدول المتقدمة تسعى وتعمل وتخطط لفرض ثقافتها بشتى الوسائل والطرق ، والاتفاقيات المقرونة بالدعم المالي وعبر وسائل التكنولوجيا والاقتصاد ، لفرض فكرها ولغتها وعاداتها وتقاليدها .

حتى انها جندت من خلال اتفاقياتها اشخاصا في مواقع مختلفة سياسية واجتماعية واقتصادية لها حضورها ووجودها ، يعترض على كثير من العادات والتقاليد حتى ما اقره الشرع والسنة من اعمال صالحة وغيرها.

وكان لا بد من ان تنشأ هناك ردود افعال تعاكس تلك الاراء الدخيلة والتي تتافى مع الدين والشرع ، حيث برزت قوى ثقافية ومجتمعية تؤهلها الحد من تنفيذ تلك الطروحات ، فهي لا تتفق ايضا مع التكوين الفكري والثقافي والاجتماعي والديني فهناك وعي بذلك وحتى وان كانت ثقافة الامم الدنيا صورية تفرض هيمنتها بشتى الوسائل ، الا ان ثقافة المجتمعات النامية الدينية والاخلاقية تستطيع ان تتصدى لها وتتصدى لاية افكار غير شرعية بدعوى الحداثة ، فهناك صمود ثقافي تتسلح فيه المجتمعات المحلية ، مما يجعلها تخلق وقاية ذاتية ضد تلك الامراض الخبيثة التي تتسلل من خلال شخصيات متاثرة بالحداثة من جوانبها الانحرافية ، ويصبحون هؤلاء بمثابة ابناء غير شرعيين على مجتمعاتنا المتماسكة .

يدينها واخلاقها ان حلبة الصراعات الثقافية مستمرة بسبب تدخلات الدول القوية في الشؤون الداخلية للدول النامية .

لكن هذه الدول النامية قادرة على تحصين ثقافتها وقائيا بالوعي والادراك واغلاق منافذ التسلل لهؤلاء العابثين ، ممن تلوثت افكارهم بالحضارة الغربية المنحرفة متبنين تلك الهيمنة ، وله ان يعيش حياته الخاصة بتلك الموروثات الغربية المنحرفة دون طرحها على المجتمعات لتطبيقها ، حتى لا يواجه ردود افعال سلبية تجهض كل محاولاته قلة حرية الاختيار الذاتي ، وليس سياسة الاجبار وممارسة الضغط على الاخرين .

 

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

قد يعجبك ايضا