إنشاء مكتب للموساد في دبي خلال زيارة يائير لبيد / محمد محفوظ جابر

محمد محفوظ جابر – الأربعاء 30/6/2021 م …




بعد وصول القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية إيتان نائيه والقنصل العام إيلان شتولمان الى الإمارات العربية المتحدة، افتتحت السفارة الإسرائيلية في أبو ظبي، وعملت السفارة من مكاتب مؤقتة سيتم تدشينها ريثما يتم ايجاد مقر دائم، كما افتتحت القنصلية العامة لإسرائيل في دبي يوم 26/01/2021 .
امتدح وزير الخارجية الإسرائيلية، يائير لبيد، رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، وقال خلال افتتاحه سفارة “إسرائيل” في أبو ظبي يوم الثلاثاء29/06 “أشكر باسمنا جميعا رئيس الحكومة السابق، الذي كان مهندس اتفاقيات أبراهام وعمل على تحقيقها دون كلل. وهذه اللحظة له ليس أقل مما هي لنا”.
وهذه أول سفارة إسرائيلية في دولة خليجية، وسيلتقي لبيد مع مسؤولين إماراتيين في أبو ظبي، وينتقل بعدها إلى دبي، حيث سيفتتح قنصلية إسرائيلية في الإمارة، ويدشن الجناح الإسرائيلي في معرض إكسبو 2020 دبي.
بحسب بيان الخارجية الإسرائيلية فإن وزير الخارجية يائير لابيد سيزور الإمارات يومي 29 و30 يونيو الجاري في زيارة هي الأولى لوزير إسرائيلي في الحكومة الجديدة إلى دولة خليجية، وسيكون في استقبال لابيد نظيره الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، الذي دعاه للزيارة، بحسب بيان الخارجية الذي لم يتطرق إلى جدول الأعمال المقرر، باستثناء افتتاح السفارة في أبوظبي والقنصلية في دبي، وتشير التقديرات سيتم بحث العديد من الملفات الإقليمية وبضمنها الملف الفلسطيني وسبل التعاون لتعزيز الحلف ضد “نفوذ إيران ومشروعها النووي”.
لكن الملفت للنظر ما غرّد به جاكوب فريدمان السفير السابق للولايات المتحدة في “إسرائيل” على صفحته في منصة تويتر قائلا: “علمت أنه سيتم إنشاء مكتب للموساد في دبي خلال زيارة يائير لبيد إلى الإمارات العربية المتحدة. نظرا لكون دبي مفترق الطرق للشرق الأوسط، فلهذا يستطيع الموساد أن يتمتع عبرها بأكبر مصدر استخباري وتجسسي”.
تغريدة تشير الى خطورة هذه الزيارة على المنطقة بأكملها، ليس لأنها ستحدث فحسب بل ايضا لأن الامور وصلت الى درجة الاعلان عن شيء كهذا والتي لا يمكن ان تتم دون توجه رسمي بذلك، فالسجل التاريخي للعلاقات الاماراتية مع سلطات الاحتلال الصهيوني مليء بالتعاون الامني والعسكري بين الطرفين.
من ناحية نظرية فإن الأمراء اصبحوا يملكون ثروات هائلة لها دورها وتأثيرها ولها مصالحها الخاصة التي تحتاج الى الأمن والحماية وهنا تلتقي المصالح الطبقية لهؤلاء الامراء مع مصالح الامبريالية الامريكية الصهيونية، وهذا ما يفسر لماذا لم يصل ما يسمى “الربيع العربي” الى الخليج ولماذا ساهموا أنفسهم في ذلك الدمار العربي، واستنجدوا بالعدو الحقيقي لهم ضد إخوانهم في العروبة والاسلام.
إن العلاقات الاستخباراتية كانت نقطة اتصال مبكرة بين البلدين، ويعود تاريخها إلى سبعينيات القرن المنصرم، بحسب يوسي مليمان، في صحيفة “هآرتس”.
ومنذ ذلك الحين، كان لكل رئيس في وكالة المخابرات الإسرائيلية “الموساد”، علاقة مع نظيره الإماراتي، ومع مغادرة مسؤولي المخابرات الإسرائيلية للخدمة، عمل الكثيرون منهم في شركات أمنية، وجدت طرقًا لبيع السلع والخدمات للإمارات، وإنشاء بعض العلاقات التجارية الأولى والأكثر أهمية بين البلدين، وتسارعت وتيرة هذه الاتصالات بعد توقيع إسرائيل والفلسطينيين على اتفاقيات أوسلو للسلام العام 1994.
وحسب الاناضول نشرت صحيفة إسرائيلية، بتاريخ 1/9/2020 : إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، زار دولة الإمارات العربية المتحدة، سرا، قبل عامين، والتقى خلالها ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد. وأضافت صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية إن رئيس جهاز “الموساد” الإسرائيلي، يوسي كوهين شارك في اللقاء.
واستخدمت الإمارات تطبيق بجاسوس الاسرائيلي للتجسس على العائلة الحاكمة القطرية، ومن أجل ملاحقة المعارضين السياسيين في الإمارات وخارجها.
واتسع التعاون الأمني بين الامارات والكيان الصهيوني الى درجة استخدام الطائرات الإماراتية التي نقلت اللوازم الصحية الى الفلسطينيين والاسرائيليين وهبطت في مطارات العدو، لنقل السلاح الإسرائيلي الى ليبيا لصالح اعوانهم هنالك، وقد أرسلت الإمارات أنظمة دفاع جوي متطورة إلى ليبيا لدعم مليشيات خليفة حفتر، اشترتها من “إسرائيل”.
ولا يمكن انكار دور دولة الامارات في اليمن ضمن التحالف العربي والتي خدمت عدة أمور وقضايا أمنية لصالح عدو الأمة العربية عبر الوجود العسكري على أراضي اليمن.
وقد تطور التنسيق الامني الذي افضى الى تحالف الامارات مع السعودية في العدوان على الشعب اليمني من اجل موطئ قدم في اليمن لتأمين الملاحة الاسرائيلية وحفاظا على امنها، بعد انتشار أخبار مؤكدة عن تحويل سقطرى الجزيرة اليمنية إلى مرتع للسياح والخبراء العسكريين الإسرائيليين بترتيب إماراتي والتي تسيطر ميليشياتها عليها.
وفي نهاية أغسطس/آب 2020، كشف موقع “ساوث فرونت” الأميركي المتخصص في الأبحاث العسكرية، عن عزم الإمارات و”إسرائيل”، إنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في جزيرة سقطرى، ونقل الموقع عن مصادر عربية وفرنسية أن “وفداً ضم ضباطاً إماراتيين وإسرائيليين، قاموا بزيارة الجزيرة مؤخراً، وفحصوا عدة مواقع بهدف إنشاء مرافق استخبارية”.
وحسب موقع عرب 48 : أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سلسلة من المحادثات الهاتفية السرية مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بحسب ما كشفت القناة 13 الإسرائيلية، وذلك في أعقاب توقيع الاتفاق النووي مع إيران في لوزان السويسرية في نيسان/ أبريل عام 2015.
ولم يكن ناتنياهو ليفعل ذلك، لو لم يكن هناك بالفعل تنسيق أمني بين الطرفين حول ما يسمونه الخطر النووي الإيراني وأنها العدو المشترك لهما، ولا استبعد امكانية تقديم الخدمات مما ساهم في وصول العدو الى الوثائق النووية التي تم نهبها من ايران.
وبتاريخ20 آب/ أغسطس 2019 ذكرت صحيفة “هآرتس” في تقرير لها أن “إسرائيل” وأبو ظبي تعاونتا بشكل كبير بمبلغ قيمته 3 مليارات دولار لتزويدها بأدوات استخباراتية حديثة بما في ذلك طائرات التجسس، ولم تكن الامارات لتدفع هذه المليارات لولا الرعب الذي ادخله ناتنياهو بأن الخطر الايراني قادم ويتطلب التعاون لوقفه.
ويعتبر وزير الخارجية يائير لابيد شخص خبير في الشؤون الخارجية والأمنية، فهو عضو كنيست من الدورة 19– الدورة 23، وكان في جميع هذه الدورات، عضوا في لجنة الخارجية والأمن، عضوا في اللجنة الفرعية للاستخبارات، الأجهزة السرية، الأسرى والجنود المفقودين، رغم انه امضى الخدمة العسكرية برتبة رقيب أول وعمل كمراسل عسكري لصحيفة الجيش الأسبوعية بامهان في معسكر القاعدة، بين عامي 1982 – 1985، وهذا يثير التساؤلات حول حقيقته التي كانت خلف فرصة نجاحه الإعلامي وتلميعه!! وليأخذ هذه العضويات التي تشير الى دور ما في الموساد.
لماذا مكتب للموساد سواء داخل السفارة او خارجها :
1- سيكون المكتب قاعدة للموساد على ارض عربية وسط جمهور عربي، يمكن العدو من جمع المعلومات بكافة اشكالها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية …. الخ، عن المحيط العربي والاسلامي وخاصة ايران.
2- حماية الاسرائيليين القادمين الى الامارات من السياح والتجار والدبلوماسيين …الخ، خوفا من استهدافهم من عمليات المقاومة المحتملة على ارضها.
3- حماية النظام في الامارات من أي استهداف خارجي ومن المعارضة الداخلية، خاصة بعد توقيع “اتفاق ابراهام”، الذي يعتبر التنسيق الأمني بين الطرفين هو أحد نقاطه.
هذه هي نقطة البداية لحقيقة اتفاق أبراهام فإلى اين ستقودنا ؟

قد يعجبك ايضا