لا وطن بديل عن الوطن الام مهما تفلسف الاخرون / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 5/5/2016 م …

 كم من  الشعراء تغنوا   بحب الوطن عندما تعرضوا  لجور الزمان  كما تغنى  شعراء  بالاهل  ووصفوهم بالكرام حتى في حال شحوا رغم ذلك فانهم كرام في نظر هؤلاء الشعراء .

ان حب الوطن يجري في عروق كل شخص منا اذا استثنينا القلة التي تعيش على مقولة” مصائب قوم عند قوم فوائد” وهؤلاء القلة  درجوا على استثمار المصائب  والويلات   في كل العهود  وقد برز دورهم واضحا  وهو ما اكده  اكثر من عقد من السنين   منذ احتلال الوطن بعد الغزو  وحتى الان  .

الوطن هو المكان الذي يربطك بمن تحب  من  اهلك واصدقائك انه المكان الذي خضت فيه اول تجارب حيانك. الوطن هو الراية التي ترفرف في سماء ذكريات طفولتك . الوطن فضية انتماء وولاء تجسدها كل وقفة تنظر فيها الى الاعلى نحو سارية العلم. الوطن يعيش في داخلك وتحمله وسام فخر واعتزاز واباء.

لا اظن ان مواطنا  اي مواطن كان سواء عراقيا او غير عراقي  يحب وطنه  بصدق  لا على طريقة ” المحتالين” و”  المنتفعين ” يسعى الا مغادرة وطنه عن عمد  لولا وجود اسباب  قاهرة تدفعه الى  خوض غمار متاهات الاغتراب المحفوفة بالمخاطر وهو ما نراه ونسمعه عن اولئك الذين اضطروا الى ترك اوطانهم  لتتلاقفهم مياه بحر ايجه ومياه البحار والمحيطات والحواجز المائية  الاخرى التي تفصل  بين ما يسمونها ” بلدان المهجر” التي  يعتقد البعض بانها ” جنة  على الارض “  لاتشوبها شائبة لكن هناك قلة من  يسعون الى مغادرة اوطانهم لغايات او لمجرد التغيير  .

العراق لم يعرف في حياته شيئا اسمه اللجوء الى ” دول المنافي”   مثلما  لايعرف  في حياته ” المفخخات والانتحاريين”   وهي ثقافة طارئة عرفها العراقي بعد ان اطلت دبابات المحتل  ومن معها من دعاة الوطنية وحب الوطن .

 ويحكى عن العراقي انه كان  يسافر فقط للراحة والاستجمام صيفا هربا من قساوة الحرارة في فصل الصيف وسرعان ما يعود ويقطع اجازته  بعد ان ينتابه”  ” الحنين الى الوطن” حب اهله ووطنه لكن وبمرور الزمن اصبح العراقي يتصدر قائمة طالبي اللجوء في اوربا لتلتحق به شعوب سورية وليبيا الى جانب شعوب  اخرى تشهد دولها حروبا هي من صنع ” دول  المنافي ” نفسها التي بات  يتمنى  المواطن  العيش فيها  ويجعلها وطنا بديلا لوطنه الام .

المواطن في دول منطقتنا  الذي اكتوى  بالنيران  اخذ يفكر بالوطن البديل  معتقدا انه سيحقق مبتغاه في العيش الذي يرغب   بعد ان ضاقت به سبل العيش بحرية  وامان في وطنه الام .

عندما اختفى نظام صدام في العراق بالطريقة التي يعرفها الجميع توسم العراقيون خيرا ظنا منهم ان حفبة زمنية اتية سينعم فيها العراقي بالخيروالامان لكن امال هؤلاء المتفائلين تبخرت و سرعان ما بددها الحكام الذين جاءوا مع الدبابة  الامريكية بل ان الشواهد تؤكد ان المحتل نفسه هو من اختار هذه  العينات والنماذج لانها خير  من ينفذ اوامر الاسياد وينبطح لهم للاخر سواء كانوا كبارا على شاكلة ” ماما امريكا” او صغارا على شاكلة ال سعود  وال ثاني  وغيرهم من الذين يجيدون “  اساليب شراء الذمم سواء ب” الريال ” او الدولار او  الانصياع  للاوامر من دول على شاكلة ايران وتركيا او غيرها من دول الجوار التي اصبحت تتحكم  حتى ب”  الحبل السري” العراقي  بعد ان وجدت ضالتها بهؤلاء   الحكام الذين يفتقدون الوطنية الحقة وتجردوا من اي حس وطني واخلاقي وانساني .

حب  الوطن ليس شعارا  انه ممارسة وعمل  يعكس مدى  حب الشخص لوطنه  سواء كان مسؤولا او مواطنا عاديا .

اما الوطنية فلم نلمسها في صفوف هؤلاء الذين يتبادلون الادوار في المناصب والامتيازات لاننا لم نر يوما ان مسؤولا في سلطة” النهب والسحت  الحرام اثاره مشهد امراة عراقية تبحث في مكبات القمامة عن مصدر للعيش او طفل جائع يمد يده للاخرين وهو يتسكع في الشوارع بحثا عن كسرة خبز في بلد مثل العراق  في حين  تتواصل عمليات   سرقة  ونهب اموال وثروات العراق دون وازع من ضمير  والجميع في السلطة مشارك في  هذه الماساة  العراقية كونهم جميعا  لاصلة لهم  بالوطن انهم من من فاقدي الشرف الوطني  الذي تغنى به الشاعر قائلا ” بلادي وان جارت على عزيزة اهلي وان شحوا  على كرام .

قد يعجبك ايضا