الراهب الفلسطيني أنطون حنانيا يواصل شرح المعاناة التي عاناها وأهله في لبنان بلد التجنيس”4″ /

  ( فلسطين ) – الثلاثاء 1/6/2021 م … الراهب أنطونيو حنانيا

 




إنها الثمانينات وظهور التيارات الدينية المتطرفة بقوة ،وتمرد الحركات النسائية الرافضة للتعنيف وسلطة الرجل والدين،وهي سنوات انتشار الشذوذ الجنسي بقوة ابتداء من النساء اللواتي استبدلن الرجال بالنساء انتقاما من الرجال ،وتحديا لشرائع الدين ومن ثم إلى الرجال الذين جلبوا اللعنات على الارض بسبب النجاسات التي ارتكبوها.

إنها سنوات الفوضى والتخبيص،وهي سنوات انتشار الإجهاض ببركة الصهيوني مورغن تولر الذي فتح مسلخه في أوتاوا، كندا، لينتقم من ‘الذين’ سببوا محرقات اليهود.

إنها سنوات بداية الحاسوب والهواتف الذكية وردات الفعل الدينية المتطرفة ضد العلمنة الإلحادية العاهرة والمتسترة بحقوق الإنسان وحريته،وهي سنوات المشاريع الخيرية الماسونية لاختراق المجتمعات وتحضيرها لنظام العالم الجديد،وهي سنوات محو التقاليد والعادات القديمة وشن الحرب على كل من يتمسك بتراثه رافضا التطرف الديني والإلحاد.

 مع أنني عشقت العلم إلا أنني لم أقع فريسة هذا العالم الجديد،وما حدث لي كفلسطيني متأصل بالمجتمع الفلسطيني وعاداته، هو حب الفضولية في اكتشاف هذه الظاهرة الجديدة المتشعبة بتعابير متعددة، فالكنائس والمساجد تغيرت عن ماضيها وشعرت بموجة جديدة وموضة حديثة تخترق التراث الأصيل.

 لا يستطيع الإنسان  أن يتصور التحديات التي كانت تواجهني لأفهم هذا العالم الجديد وخصوصا أنني فلسطيني متجذر بأرض الأنبياء والرسل والأولياء الصالحين، وكان عدد الذين رفضوا التغييرات أقل بكثير من الذين طبعوا وانصهروا في عالم المغريات والتجاذبات الشهوانية وتحقيق النفس الفردي على حساب المجتمع الفقير والمحروم.

نحن كفلسطينيين، وبالرغم من نجاحاتنا في ميادين الحياة والعمل، كنا من الفقراء الذين خسروا بيوتهم في فلسطين وبيوتهم في لبنان، ومن الذين حرموا من أهم أركان الحياة: أرضنا وتاريخنا العريق.

 أنا بالتحديد، كنت من عالم الماضي وحكايات أهلي وأقاربي عن ذكريات بحر عكا ومغاورها تحت الماء، وعجائب النبي إيليا في جبل الكرمل، وعجائب مار جريس الخضر في عكا.

كانت جذوري متشعبة في أرض فلسطين ولكنها كانت تحتاج لحراثة وعناية علمية عالية الجودة والدقة، لمواجهة عدو خبيث مجرم إرهابي محتال عاهر فاجر ملحد ومنافق.

كنت أمام ناطحات سحاب من الظواهر التي أثارت فضوليتي لدراسة وتقييم وتحليل ما يجري لفهمه وفهم كيفية الرد عليه للحفاظ على ما ورثناه من الآباء والأجداد والأهل، وكان ذلك أغلى من كنوز الأرض كلها.

وكنت واثقا من مسببات هذه التغييرات والتعييرات التي ألمت بنا، إنه العدو الصهيوني الماسوني وكتاب دليله لتحقيق أحلامه: كتاب أنظمة حكماء (خبثاء) صهيون الشيطاني. (يتبع 5)

قد يعجبك ايضا