لمواجهة الحرب على سعر صرف الليرة السورية

 

الأحد 1/5/2016 م …

 محمد شريف الجيوسي

تدخل الحرب الدولية على سورية مرحلة جديدة ، بعد سلسلة الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري في العام الأخير ، بالتعاون مع القوى الشعبية السورية والحلفاء الروس والإيرانيين والمقاومة اللبنانية ، حيث تعرقل الولايات المتحدة ومن يليها من غربٍ أوروبي  ورجعيين عرب وعثمانيين؛ تحقيق الحل السياسي ومخترقة الهدنة المتوافق عليها محاولة استرداد ما خسرته خلال العام الأخير ، بإدخال آلاف المسلحين المرتزقة من حدود مجاورة ، وتطوير استخدام الإقتصاد كسلاح ضد الدولة الوطنية السورية ، بإفقاد الليرة قيمتها الشرائية، عبر أساليب ووسائل مختلفة ، لسنا بصدد التفصيل فيها ، منها ما هو داخلي وما هو خارجي.   

لا بد أن الحرب الإقتصادية ليست شيئاً مستهجنا أو مستبعداً من قبل أعداء سورية ، لكن الغريب أن لا تتشكل جبهة إقتصادية شعبية سورية وعربية قومية وإسلامية ويسارية وعالمية ، لمجابهة الحرب الإقتصادية وللحد من التأثيرات السلبية اعلى القدرة الشرائية لليرة السورية ، واستعادة سعر صرفها قبل شن الحرب العدوانية عليها، ولأجل إعادة ترميم البنى التحتية وتشغيل عجلة الإقتصاد من صناعة وزراعة وتعدين .

إن للوقوف الى جانب الدولة الوطنية السورية أشكال عديدة ، تتعدى مظاهر الدعم والفعاليات والاعتصامات وإعلان المواقف بالبيانات والتصريحات والمقالات والمحاضرات وورش العمل والندوات والمؤتمرات .. إلى الدعم الإقتصادي بمواجهة الحرب الإقتصادية التي تستهدف فيما تستهدف سعر صرف الليرة السورية، لتضييق الخناق على معيشة المواطن السوري ، وتوهين قدراته على المواجهة والصمود.

وتتخذ مساندة سورية اقتصادياً أشكالاً عديدة ، مباشرة وغير مباشرة ، جماعية وفردية ، فمن الأشكال غير المباشرة ـ مثلا ـ التوقف عن شراء سلع الدول والجهات المعتدية على سورية والداعمة للعدوان ، والتوقف عن الإعلان لمنتجاتها في وسائل الإعلام الوطنية والقومية واليسارية والصديقة .. وإبراز دور تلك المنتجات في تعزيز العدوان والحروب وعدم الإستقرار العالمي.

ومن أساليب دعم سورية اقتصادياً ، أولوية شراء المنتج السوري ، والضغط الشعبي على الدول التي لا تستورد هذا المنتج أو تضع العراقيل في وجه إستيراده ، بما في ذلك فتح الحدود ، ورفع ضريبة المبيعات عنه ، وعقد الاتفاقيات الإقتصادية والإستثمارية مع سورية ، ومدها بالمنح وبالقروض الميسرة .

ومن ذلك أيضاً تجفيف منابع تزويد الإرهاب بأسباب التمويل ، بالتوقف عن شراء منتجاته السمكية وغيرها ، ولتحقيق ذلك التأكد من شهادات منشأ السلع ، بما في ذلك المنتج الصهيوني المادي وسواه .

إن قيام كل مواطن عربي وحر في هذا العالم بادخار مبلغ بسيط شهريا من الليرة السورية ، وفتح حسابات ادخار بها، لا بد أنه على أقل تقدير سيوقف تراجع سعرها ، ومن ثمة سيحسن سعر صرفها تدريجياً.فواجب وقف الحرب العدوانية على سورية مهمة قومية وإيمانية وإنسانية ، تستحق دفع ضريبتها دفاعاً عن سورية وعن الذات والعروبة والإيمان الصحيح ، وعن البشرية والحضارة والإنسانية، ولا بد أن ثمناً ندفعه الآن اختياراً ، هو أقل كلفة من ثمن سنضطر والبشرية إلى دفعه أضعافاً لاحقاً ، وقد لا يحقق الغاية المرجوة .   

بكلمات ، إن دحر المؤامرة والحرب الدولية على سورية ، مهمة عالمية مباشرة يفترض أن يكون معني بها كل مدافع عن قيم العدل والاستقرار والأمن العالمي ، كما هي قيم الحق والخير والجمال والأنسنة ، بمواجهة الإرهاب والتطرف والقتل والتكفير واستخدام الدين فيما يهبط به قصداً إلى مهاوي الوحشية والظلامية والتخلف والجهل ، فيما هو في حقيقة الأمر بريء من كل ذلك .

لقد عقدت الإمبريالية والصهيونية عقد سفاح مع الإرهاب بعد أن استنفذت كل دواعي ومبررات شن الحروب العالمية والإقليمية، فلجأت الى خلق أعداء وهميين والاستغراق في الفتن واستدعاء الجوانب المريبة في التاريخ لإشغال الناس في غير قضاياهم وبناء مستقبلهم وتنمية مجتماعاتهم ، وتركها نهبا لمشعلي الحروب والفتن من أسواق وخيرات باطنية وأسلحة وصناعة وزراعة وثقافة .  

[email protected]

 

 

 

قد يعجبك ايضا