يوم الجلاء / د. محمد رقية

 

د. محمد رقية ( الخميس ) 21/4/2016 م …

تعتبر سورية الدولة الوحيدة في العالم التى يسمى عيد استقلالها بعيد الجلاء وذلك لأنها لم تبق للمحتل الأجنبي أي تواجد على أراضيها  كما فعلت العديد من الدول التي استقلت بعد الحرب العالمية الثانية .وجلا آخر جندي فرنسي مستعمر عن أراضيها في السابع عشر من نيسان عام 1946 .

يشكل يوم الجلاء قمة الهرم النضالي الذي خاضه شعبنا السوري ضد المستعمر الفرنسي على مدى أكثر من ربع قرن من الزمن , منذ معركة ميسلون عام 1920 بقيادة الشهيد يوسف العظمة مرورا” بثورات المناضلين الأشداء سلطان باشا الأطرش , قائد الثورة السورية الكبرى , والشيخ صالح العلي , وابراهيم هنانو , وحسن الخراط , وأحمد مريود وغيره الكثير , الذين قضوا بثوراتهم على طرح المستعمر الفرنسي تقسيم سورية الى خمس دويلات طائفية . فوحدوا سورية بدمائهم وتضحياتهم ونضالاتهم وانتصروا عليه وعلى أفكاره الشيطانية .

وأخذت سورية قرارها السيادي المستقل منذ يوم الجلاء الأول . وناهضت كل أشكال القوى الاستعمارية وعلى رأسها الاستعمار الاستيطاني الصهيوني , الذي اغتصب أرض فلسطين السليبة عام 1948 .  وساعدت وأيدت كل قوى التحرر في العالم وكانت عضوا” فعالا” في منظمة دول عدم الانحياز . وازداد هذا القرار صلابة وشدة واتخذ أبعادا” واسعة بعدة ثورة الثامن من آذار عام 1963 والحركة التصحيحية بقيادة الرئيس الخالد حافظ الأسد عام 1970 . لذلك استمرت القوى الإستعمارية وعلى رأسها الحركة الصهيونية العالمية وقاعدتها المتقدمة في اسرائيل بمحاولة السيطرة على هذا القرارالسيادي منذ عدوان 1967 لتعيش منطقتنا عصرا” جديدا” من الذل والخنوع والعبودية . وحركوا أخيرا” ظاهرة الربيع الصهيوني منذ عام 2011 لتحقيق هذا الهدف وتدمير بلدنا . إلا أن شعبنا الأبي وجيشنا العقائدي وحكمة القائد أثبت مرة أخرى أن هذا الشعب الصامد لايقهر , ومتحد لاتنفصم عراه وصابر لايكل ولايمل .وأفشل هذه الخطة الجهنمية والحرب الكونية  بتضحياته وصموده ودعم الأصدقاء الأوفياء ليتجدد عيد الجلاء بتكريس الاستقلال والقرار السيادي وتحرير الأرض المغتصبة .

سيبقى يوم الجلاء يوما” خالدا” في تاريخنا الحديث وشاهدا” على تضحيات شعبنا الوفي وتأكيدا” جديدا” على أن التضحيات والصمود وإرادة الإنتصار تحقق المعجزات .

تحية إلى شعبنا وإلى تضحياته وشهدائه الأبرار وكل جلاء والوطن بخير

قد يعجبك ايضا