الوضع العربي الراهن / ناجي الزعبي

 

 ناجي الزعبي ( الأردن ) الجمعة 25/3/2016 م …

 نجحت الراسمالية المالية المركزية ( الامبريالية الاميركية )  وادواتها العدو الصهيوني ، والرجعية العربية  ، وراس حربتها الارهاب التكفيري  بادخال الوطن العربي برمته في اتون صراعات بينية داخلية ,  وانشغلت جيوشه , واقتصاده ,  وسياساته في معالجة الازمات الداخلية التي افتعلتها واشنطن .

  لقد انتجت اميركا فايروس الارهاب التكفيري  وخصبته السعودية ووظفته بعد افغانستان ، ويوغسلافيا وكسوفو  ، بالعراق  ، وسورية وليبيا  ، وتونس  ، والجزائر  ومصر ،  والصومال ،  ونيجيريا واوروبا .

 والان اقصى ما تتطلع له هذه الدول هو الحفاظ على وحدة اراضيها وتطهيرها من الارهاب ومن التيارات والقوى ذات النزعات الانفصالية ، وفي  احسن الحالات تطهيرصفوف انظمتها وحكوماتها  من الطائفيين  والفاسدين والمرتهنين للمال الخليجي او للعدو الصهيوني .

 وزادت من حاجة جيوشها للاسلحة والمعدات والتجهيزات والذخائر فاستنزفت بالتالي مداخيلها وعمقت ازماتها الاقتصادية وزادت من بؤس شعوبها وتخلفها ، وانعشت تحالف شركات تصنيع الاسلحة الاوروبية الاميركية عابرة القارات ، والطبقات الكمبرادورية ” وكلاء ووسطاء الشركات الكبرى “، اضافة لترسيخ انظمة التبعية في وطننا العربي واستباب الامر لهم لانشغال الشعوب وقلقها من اخطار التهديد بالتقسيم والسقوط ببراثن الارهاب ، لتصبح المعادلة هي الاختيار بين السئ او الاسوأ وهذا يفسر ضلوع هذه الانظمة والقوى ذات المصلحة بتكريس هذه المراوحة من الاستنزاف للوطن وموارده وقواه ومن العري الفاضح لهذه الانظمة والقوى بالانحياز السافر للعدو الصهيوني حتى اصبحت الخيانة والعمالة والارتماء باحضان العدو وجهة نظر!!   .

 في الوقت الذي ينعم به العدو بانشغال وطننا العربي باي شئ وكل شئ الا مجابهته  والسعي لاجتثاثه ليصبح قضاءً مبرماً ، يبتلع إثره كامل وطننا الفلسطيني الذي يعاني ابنائه من اليتم وغياب القيادة السياسية الوطنية ، وتخلي الغالبية العظمى من شعبنا العربي عنه وعن التخطيط والاعداد لتحرير فلسطين ، وتركه يجابه آلة الحرب الصهيونية , والاستيطان ؛ في احسن الحالات ,  والانقلاب عليه ووصمه بالعهر كما في تصريحات خلفان الاخيرة , وفتح ابواب اوطاننا العربية مشرعة للمؤامرات الصهيونية والانفتاح الاقتصادي والشراكة الكاملة مع العدوالصهيوني ,  وتوظيفه لقتل شعبنا كما في اليمن ، وسورية ,  في اسوأ هذه الحالات.

  وبذا يمكن تلخيص المشهد العربي  بما يلي : شعب عربي مستعينا بالمرتزقة من كل حدب وصوب ينشغل بقتل الشعب العربي , وكلاهما القاتل والمقتول ( يهتف الله اكبر)  ويستهلك اسلحة ومعدات , وذخائر ممولة بالمال العربي , ويدمر جيوشنا ,  ومواردنا وبُنانا التحتية , وينعش الاقتصاد الاميركي , ويمنح العدو الصهيوني امناً استراتيجياً مجانياً دون اي اثمان و كلف من اي نوع .

ان اقصى ما يتطلع اليه شعبنا العربي في الوقت الراهن  هو  : تحرير مدنه المحتلة من قبل ابنائه المشحونين بالفكر التكفيري والطائفي والمذهبي والاقليمي , او استعادة  وحدة اراضيه , او المحافظة عليها .

 وفي غمرة هذا الليل الحالك و هذا النفق الاسود المظلم   تسطع قوى نضالية تدفع من دمائها ومواردها وامكانياتها للتصدي لهذا الخطر الداهم وتحارب على مختلف الجبهات ببسالة وإقدام قل نظيرهما  كحزب الله ,  والحشد الشعبي العراقي , واللجان الشعبية اليمنية , والمقاومة الفلسطينية البطلة سواء كانت منظمات او افراد ، والجيش  والشعب السوري و العراقي ، واليمني بالتحالف مع الاصدقاءالمخلصين اقليميا كايران ، ودوليا كروسيا .

  وعوضاً عن التأييد والاصطفاف الى جانب هذه القوى النضالية ودعمها والتحالف معها ،  تجابه هذه القوى النبيلة المخلصة هجمة رجعية عميلة شرسة من ذات القوى والزعماء العرب وادواتهم ومؤسساتهم كالجامعة العربية , ومجلس التعاون الخليجي , ووزراء الداخلية , والخارجية العرب بمشهد مخزي ومعيب فاضح وبالمزيد من العمالة والارتماء بالحضن الصهيوني والاميركي

  . وبرغم نفض اوباما يديه من هذه الحفنة من الجامحين الطائفيين في اشارة لانتهاء مدة صلاحيتهم كعملاء لاميركا ، وقادة وزعماء لاوطانهم  ، وطلبه منهم ان يسعوا لاقامة حوارا” شراكة وتعاون وحوار  مع القوى الاقليمية , وامتلاك المشروع النهضوي لمجابهة اية الاخطار المحتملة الا انهم لا يصغون الا لما فيه مصالحهم الانية ولا يقدرون تبعات ومخاطر مواقفهم المشينة ويصرون على نهجهم الذي افضى الى ما آل اليه وطننا العربي من تخلف وجهل وهوان وانحدار .

  رحلة التاريخ وحركته تؤشر لتحول حثيث في موازين القوى لصالح قوى التحرر ،وان بدا المشهد حالكاً الا ان الواقع الموضوعي يبشر بفجر غد قادم خال من شرور الراسمالية وادواتها.

قد يعجبك ايضا