هل تفرط روسيا بالنصر؟ / ناجي الزعبي

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) الثلاثاء 15/3/2016 م…

نعلم يقينا ان روسيا الاتحادية تخوض الى جانب الدولة الوطنية السورية معركة مصير وحدتها الوطنية ومستقبلها وافقها وفضائها الجيوسياسي ,  وقد بذلت في هذا السياق جهودا مضنية , وقدمت تضحيات وكلف مادية ,  وبشرية ,  واقتصادية ,  وصنعت تحالفات ,  وقوى ومؤسسات اقليمية ,  ودولية مناهضة لمشروع الهيمنة الاميركية الراسمالية الاقتصادية  , والعسكرية .

 لقد كان نهج الاتحاد الروسي وحلفائه مبنيا على اسلوب علمي , وقراءة موضوعية للتاريخ ,  والحاضر واستشرافا منهجياً للمستقبل , وقد ساهم النهوض الروسي في تحقيق انجازات استراتيجية تاريخية كالاتفاق النووي الايراني ,  ورفع العقوبات عن ايران ، وتكريس منظمة البريكس وشنغهاي , والدول المطلة على بحر قزوين , ودول الالبا وسيلاك في اميركا اللاتينية ,  وفتحت الافاق على مصراعيها لمقارعة الدولار والاجهاز على هيمنته المستمرة منذ اتفاقية بريتن وودزعام 1944 الى هذه اللحظة ,  وظهر بنك الاستثمار الاسيوي كبديل لصندوق النقد والتبادل التجاري للدول المتحالفة بالعملات المحلية تمهيدا للتخلي او زعزعة السوفت .

لقد كان نصر حزب الله في عام ٢٠٠٦ ايذانا ببدء عهد جديد من السياسة الجغرافية الروسية  بعد ان ايقنت  بان هزيمة الامبريالية ممكنة فاستعادت افخازيا ,  واوسيتيا الشمالية والجنوبية ,  وجورجيا ,  والقرم ,  وفككت اوكرانيا , واطاحت بمشروع الثورات البرتقالية  الملونة  ,.

 وعقدت اتفاقيات توجتها اتفاقية غاز بروم مع الصين بقيمة تناهز ال ٦٠ مليار دولار ومع ايران ودول اوراسيا .  تملك روسيا مع ايران ,  والجزائر ,  وقطر ,  وفنزويلا اكبر احتياطي للغاز في العالم وتتطلع الى تزويد اوروبا به عبر المتوسط ,  كما تملك صناعات عسكرية وتقنيات حديثة وتسعى لتصديرها لدول العالم .

كما تتطلع  لتكريس استقلالها الوطني والحد من الهيمنة الاميركية الاطلسية على العالم وابعاد خطر الدرع  الاميركية الصاروخي عن حدودها الغربية  وتخوض معركة المصير من  البوابة السورية الامر الذي كمن خلف كل الجهود , والمواقف , والتضحيات التي قدمتها في هذا السياق .

 لقد ردت روسيا الاعتبار للدبلوماسية ,  وللشرعية ,  والمؤسسات الدولية , وللمؤسسة العسكرية الروسية , والدولية وقلبت بذلك موازين القوى الدولية التي طالما كانت في صالح اميركا  ,وعمقت بهذه التحولات ازمة الرأسمالية وسرعت بافولها ,  واجهزت او كادت  على حلف الناتو الذي يعاني من شيخوخة بمؤسساته واسلحته .

 كما عززت من استقلال دول اميركا اللاتينية وانهاء الحصار على كوبا ثم اضطرت اوباما ان يعترف باعباء شركائه السعوديين والاتراك والصهاينة ووصفهم بالطائفيين والمستبدين واعلن صراحة بعدم نيته ارسال قوات للقتال نيابة عنهم ,  وكان في ذلك اعلان نعيهم ونهاية مدة صلاحيتهم .

 لقد كانت المساهمة الروسية الى جانب الدولة الوطنية السورية في حربها على الارهاب حاسمة على الصعيدين الدبلوماسي , والعسكري وهم الان على وشك تحقيق النصر ,  وتعتبر محطة جنييف ٣ بنسخته الثانية احد المحطات والمراحل في امر عمليات المعركة ، وقد اقتضت المناورة التصرف ببعض القطعات غير الجوية  في خطوة تكتيكية لرفد الجهد الدبلوماسي ونحن نعلم ان الجهد البري يقع على عاتق الجيش السوري وليس الروسي ,  وانتزاع مواقف وخطوات تركية سعودية ، ورد بالمناورة على التصعيد الذي يسبق كل مفاوضات بقصد الابتزاز وهي خطوة تدفع في اتجاه النصر

 فهل تفرط روسيا مع حلفائها  بذلك.

قد يعجبك ايضا