تقرير … بمناسبة الذكرى ألـ 60 لتعريب الجيش الأردني وطرد الجنرال الإنجليزي كلوب ..

 

محمد شريف الجيوسي ( الثلاثاء ) 1/3/2016 م …

*ترحيب شعبي أردني وعربي ودولي بالقرار

*القرار أتاح للأردن الإقتراب اكثر من قضايا امته

تصادف اليوم الذكرى ألـ 60 لتعريب قيادة الجيش العربي ( القوات المسلحة الأردنية ) وهي المناسبة التي تحظى باحترام اردني رسمي وشعبي كبيرين .

ويعتبر الأول من آذار عام 1956 ، يوم مجيد من أيام الأردن التاريخية المجيدة .. حيث مثلت خطوة تعريب قيادة الجيش العربي الأردني، محطة مفصلية في حياة الأردن وقواته المسلحة، حينما أقدم الملك الأردني الحسين بن طلال على اتخاذ هذا القرار الوطني والقومي الجريء، والشجاع، بتأييد من منتسبي الجيش من الأردنيين والشعب الأردني بعامة ، وذلك بإعفاء الجنرال الإنجليزي كلوب (أبو حنيك ) من منصبه، وتعيين ضابط أردني قائداً للجيش، ليكون جيشاً عربياً أردنياً خالصاً.

ويجمع المراقبون على ان قرار تعريب الجيش الأردني لم يكن قراراً سهلاً في تلك الظروف ، بخاصة أن الملك الأردني الشاب لم يكن قد مضى على تسلمه لمسؤولياته فترة طويلة ، في ظروف سياسية صعبة، ومحيط مضطرب شهدتها حقبة الخمسينيات من القرن المنصرم ،وقد ساعد قرار التعريب على إعطاء الجيش العربي حرية اتخاذ قراره وتأهيل كوادره وتسليحه، والتفكير الواقعي بأولوياته. 

وبقول الملك الحسين بن طلال في كتابه مهنتي كملك : ( لقد طلبت مراراً من الإنجليز أن يدربوا مزيداً من الضباط الأردنيين القادرين على الارتقاء إلى الرتب العليا، وكان البريطانيون يتجاهلون مطالبي، كان أعلى منصب يستطيع أن يطمح فيه الأردنيون هو منصب قائد سرية ولا شيء أكثر من ذلك، بعد أشهر من المفاوضات اتسمت بالصبر والأناة أستجيب الى طلبي، وذلك بقبول إنكلترا أن تفرض علينا خطة للتعريب يتم بمقتضاها منح الضباط الأردنيين في المستقبل مزيداً من الامتيازات، لقد كانت كلمة المستقبل تعني للإنجليز، وقد أبلغوني بذلك رسمياً، بأن سلاح الهندسة الملكي في الجيش العربي الأردني سوف يتولى قيادته ضابط عربي في عام 1985، وتقول حكومة بريطانيا إنها سوف تتحدث عن التعريب بعد ثلاثين سنة )

وقد نص قرار إنهاء ونسفير كلوب على التالي :

بناءً على الرغبة الملكية السامية قرر مجلس الوزراء ما يلي:

أولاً: إنهاء خدمة الفريق كلوب من منصب رئاسة أركان الجيش العربي الأردني.

ثانياً: ترفيع الزعيم راضي عناب إلى رتبة لواء وتعيينه رئيس أركان حرب الجيش العربي الأردني.

 ثالثاً: إنهاء خدمات القائم مّقام باترك كوجهل مدير الاستخبارات.

رابعاً: إنهاء خدمات الزعيم هاتون مدير العمليات العسكرية.

وفي يوم الجمعة الثاني من آذار وبناءً على أوامر الملك الحسين ، غادر الفريق كلوب الأردن من مطار عمان.

ورد الملك حسين على رسالة رئيس الوزراء البريطاني التي جاء فيها، أن الملك يتحمل المسؤولية ونتائج هذا القرار:  بقوله ( أنا أقدمت على هذا العمل وأعرف نتائجه وهذا حقي وأنا مارست هذا الحق ولا رجعة فيه مطلقاً )

وفي الساعة السابعة والنصف نقلت الإذاعة الأردنية من مدينة القدس، القرار الذي لم يكن متوقعاً .

وقد مهد القرار لإلغاء المعاهدة البريطانية عام 1957 ، وجلاء الوجود العسكري البريطاني عن الأردن نهائياً ، وعقد جملة اتفاقيات عسكرية مع الدول العربية الشقيقة،  كـ مصر وسورية والعراق ولبنان والسعودية، وتم تقديم معونة سنوية مقدارها (36) مليون دولار بدلاً من المعونة البريطانية، وذلك بموجب اتفاقية التضامن العربي التي وقعت في مصر في 19 كانون الثاني 1957. وأتاح قرارالتعريب الوقوف مع الشقيقة مصر أثناء العدوان الثلاثي عليها عام 1956م.

وقام الرئيس السوري شكري القوتلي بزيارة إلى الأردن في أواخر شهر أيار 1956، رداً على زيارة  الملك الحسين لسورية ، صدر على أثرها بيان مشترك جاء فيه: ” إقرار اتفاقية عسكرية لمواجهة الخطر الصهيوني ورفع درجة التمثيل الدبلوماسي معها إلى رتبة سفير، وإقرار مبادئ الوحدة الاقتصادية والجمركية بين البلدين.. الخ”.

وأوفد الحسين بعثات عسكرية الى جميع البلاد العربية المجاورة، سعياً منه إلى عقد اتفاقيات لتوثيق التعاون العسكري بين الأردن وتلك الدول وكانت نتيجة هذه المساعي عقد اتفاقيات عسكرية معها . 

وداخليا أقيمت لاحقاً معسكرات التدريب الصيفية لطلاب المدارس الثانوية  ، واستعمال الأسلحة الخفيفة، اعتباراً من سنة 1962 ، وتم فصل الشرطة والدرك عن الجيش العربي. حيث صدر قانون بفصل الشرطة والدرك عن الجيش العربي اعتباراً من 14 تموز.

ووصفت جريدة البرافدا السوفيتية نبأ عزل كلوب بأنه “انتصار كبير للشعب الأردني في نضاله من أجل التحرر من السيطرة الأجنبية”.

وكتبت جريدة الشعب الصينية بأنه “بمثابة نصر جديد للأردنيين في نضالهم ضد ميثاق بغداد وان إقصاء كلوب كان أمراً لا بد منه ليتاح للأردن الدفاع عن سيادته”.

وقد رحبت جهات عديدة من الشرق والغرب ومن وسائل إعلام عربية واجنبية بقرار الملك الحسين بتعريب الجيش ، واجمعت على انه قرار شجاع ومن حق الأردن إتخاذه . .

 

قد يعجبك ايضا