العراق الى اين ?/ حسين عليان

 

حسين عليان ( الأردن ) الجمعة 12/2/2016 م …

يكثر الحديث فى وسائل اﻻعﻻم المختلفه عن مستقبل العراق فﻻ يخلوا حوار على الفضائيات عن هذا السؤال سواء كانت عراقيه او عربيه وحتى الدوليه منها كما ﻻ تخلوا التسريبات والتقرير والتحليﻻت الصحفيه التى تسربها دوائر استخباريه كبالونات اختبار لسناريوهات حول مستقبل العراق الى اين .

ويتسابق العديد من القوى و الوجوه السياسيه والعشائريه سواء من داخل العمليه السياسيه والبعض من خارجها للبحث عن دور ما

لذلك تشهد المنطقه حراكا سياسيا نشطا يظهر ذلك فى اجتماعات ومؤتمرات محمومه علنيه وسريه فى الجوار العراقى من عمان للخليج الى تركيا ولكل يبحث عن تأشيرات سفر لواشنطن لتسويق نفسه مقدما خدماته وعارضا قدراته .

ويسود وهم كبير لدى الكثير من القوى و الوطنيين العراقيين ان الوﻻيات المتحده بدأت بأعاده النظر بسياساتها اتجاه العراق والعمليه السياسيه وأنها تود اصﻻح اﻻوضاع واعاده ترتيب التوازنات داخل العمليه السياسيه وهيكل الدوله سيما وان من تولوا زمام السلطه من اﻻحزاب والشخصيات قدموا افشل نموذج للحكم (والديمقراطيه ) والفساد المؤسف ان البعض ممن جابهه العمليه السياسيه وقاتل اﻻحتﻻل بدأ يروج هذا الطرح معتمدا على معطيات ييبرر فيها مواقفه تحليلاته وتصوراته كالحديث عن حاله صحوه عربيه بقياده الملك سلمان والسعوديه وان هذه الصحوه ستفضى الى تحجيم النفوذ اﻻيرانى لذلك تحمسوا للتدخل السعودى فى اليمن ودعموا موقف السعوديه فى سوريه لنفس الدواعى واﻻسباب ودون ان يقرأوا جيدا خلفيات وسلوك الموقف السعودى من تلك اﻻحدات وتعاطوا مع المسأله من واقع عاطفى مأزوم .

الاعتقاد الثانى ان امريكا بعد توقيع اﻻتفاق النووى مع ايران ادى ﻻنكفاء ايران داخل حدودها وان اﻻمساك باﻻوراق اﻻقليميه لم يعد مهما طالما استطاعت تأمين نظامها السياسي من السقوط واﻻعتراف بحقها بالطاقه النوويه السلميه .

وقد تحدثنا عن ذلك فى مقاﻻت سابقه بشكل مستفيض يمكن العوده لها

وما يهمنا الحديث عنه هنا تفصيﻻ شأن العراق ونعود لسؤالنا اﻻساس العراق الى اين ؟

وحتى نستطيع اﻻجابه على هذا السؤال تعالوا نناقش اﻻهداف اﻻمريكيه التى تقف وراء غزو واحتﻻل العراق وتدميره .

اوﻻ : كان غزو العراق حاجه امريكيه داخليه للتعبير عن فرض اﻻحاديه القطبية والهيمنه على العالم واعاده رسم حدوده وفق تصورات المحافظين الجدد

ثانياً : وقع اﻻختيار على العراق ﻻعتبارات عديده اهمها ان فى العراق نظام خطر يعمل على تنميه اقتصاديه وبشريه ولديه مشروع نهضه يجعل منه قوه اقليميه سيما وانه يشكل نقطه ارتكاز ﻻمه تواقه للتحرر وكل ذلك ﻻ يتماشى مع الوﻻيات المتحده وحلفاءها اﻻقليمين وفى الغرب .

ثالثا : احتﻻل العراق وتدميره يكشف اﻻمن القومى العربى كونه كان حجر الزاويه فيه وبذا يسهل العبث بأمن المنطقه العربيه وقد تحول العراق من عنصر تدعيم استقرار للجوار العربى الى عنصر تهديد ونشر للفوضى والتطرف والطائفيه للجوار العربى بالمعنى السياسي كان ﻻعبا اقليميا واصبح ملعبا للقريب والبعيد .وهذ ما يخدم امن  الكيان الصهيونى .

رابعا : اﻻستيلاء على نفطه لتحكم السيطره على نفط المنطقه ولتستطيع التحكم بأقتصاديات العالم وفى المقدمه منهاة اقصاديات اسيا الصاعده فى الهند والصين .

خامسا : ان احتﻻل العراق وتفكيكه على اسس عرقيه اثنيه ومذهبيه يشكل مدخﻻ لتحقيق حروب اهليه ومذهبيه فى المنطقه العربيه،وربما وصوﻻ ﻻواسط اسيا وهذا فى صلب

استراتيجيات الوﻻيات المتحده التى كتبها محافظيها الجدد ومراكز دراساتها .

هذه اﻻهداف وراء احتﻻل العراق وما كان لها ان تتم لوﻻ ما اقرته من سلسله من اجراءات لم تسقط السلطه فحسب بل فككت الدوله بكل مقوماتها وذهبت ﻻبعد من ذلك بتفكيك المجتمع كل ذلك تم من خﻻل العمليه السياسيه وبتجاوب قوى وشخوص تم توظيف اطماعهم وطموحاتهم واحقادهم وغرائزهم وقاموا بدورهم على اكمل وجهه البعض كان يعى ما يفعل والبعض وظف بغباء لكن الجميع عماهم جشعهم وطائفيتهم .

كل ما جرى فى العراق كان سياسات مرسومه وليست اخطاء امريكيه كما يروج بعض السذج وقصيرى النظر

اساس الفساد فى العراق فساد سياسي يكمن فى فساد السياسات اﻻقتصاديه واﻻجتماعيه واﻻمنيه كى يصل العراق لما وصل اليه لذلك لم ولن تجدى معه عمليات اﻻصﻻح .

امام هذا المشهد ليشرح لنا اصحاب المشاريع الوطنيه والتهميش واعاده التوازن كيف سيتم اﻻصﻻح ومالذى تغير من اهداف امريكا فى العراق ، كل ما تسعى له امريكا عبر تلميحات وتصريحات وتسريبات بشأن مﻻحقه المليشيات واﻻرهاب والفاسدين واصﻻح العمليه السياسيه هو اعاده توظيف قوى وشخصيات جديده وتحشيدها فى مناطق شمال وغرب العراق لبناء اقليم سنى وبذا يتحقق تقسيم العراق تحت مسمى نظام فدرالى دستورى من ثﻻث مناطق اقليم كردى وشيعى وسنى وبغداد مركز بﻻ صﻻحيات .

انها وصفه ﻻستمرار الحرب اﻻهليه والنزاعات لمئه عام اخرى فﻻ بأس من الفوضى الخﻻقه اﻻنها مقدمات و ارهاصات الديمقراطيه كما بشرتنا رايس وكلنتون و…. .

كل هذا الحراك فى العراق ومن حوله يهدف الى تعميم الفوضى فى كل المنطقه ليقطع طموحات روسيا وسوريه وايران توسيع محورهم الذى يتقاطع مع مصالحها .

نصيحتي لكم كفو عن اللهاث وراء اﻻكاذيب والمناورات اﻻمريكيه ، على العراقيين جميعا مغادره الخطابات الدينيه والمذهبيه ان ارادوا القضاء على اﻻرهاب والتطرف والمليشيات ان ارادوا اﻻمن واﻻستقرار والحفاظ على دماءهم ووحدتهم ووحده وطنهم

مشروع امريكا يتحقق بالمراهنه على غرائزكم و انقساماتكم المذهبيه .

عذرا من مثلنا الشعبى : امريكا مثل القحبه من التوب تكود

قد يعجبك ايضا