حوار سياسي هام مع د.خيام الزعبي

 

الثلاثاء 19/1/2016 م …

 حاوره: سهيل نقولا ترزي مدير مؤسسة بيلست وموقع بيلست الاخباري

** الغرب في مشروعه للشرق الأوسط لايبحث سوى هدف واحد تحقيق أمن إسرائيل

أكد  مدير صحيفة العالم الجديد وأستاذ محاضر في جامعة دمشق الدكتور خيام الزعبي، أن الغرب في مشروعه للشرق الأوسط الجديد لايبحث سوى عن تحقيق هدف واحد وهو تحقيق أمن إسرائيل وأن تكون هي السيد المطاع في الشرق الأوسط فضلاً عن حماية أمنها في المنطقة وترسيخ وجودها على حساب الدولة السورية كما حصل في العراق التي كانت من احد أهم أسبابه ضرب البوابة الشرقية للوطن العربي التي تشكل العمق الإستراتيجي للدفاع عن الأمن القومي العربي.

وقال الزعبي في حوار مطول لـ”موقع بيلست الاخباري”إن مأزق سورية اليوم أن مجموعة من الدول تحلم بإبتلاعها، وتريد تسيير أمورها حسب رؤيتها الخاصة والتحكم بمقدراتها،هذا ما لن يتحقق، فهؤلاء جميعاً لم يعرفوا قدر سورية ولم يقرأوا التاريخ والجغرافيا ولم يدركوا مكانتها الإقليمية والدولية، التي ستحرق كل من يريد الإقتراب من حبة رمل من ترابها المقدس، وأن كل من يتآمر على إخراجها  من المشهد الإنساني والإفتاءات على دورها التاريخي سيخرج هو من المشهد صغر إن كان أو كبر، فسورية مقبرة الغزاة في الداخل والخارج.

وأضاف “أن بشائر النصر تطل من مدينة حلب واللاذقية وها هي روسيا تشن عمليات عسكرية تحمل اسم معركة الحسم وهي الأقوى من نوعها، إيذاناً بإقتراب موعد النصر وتحرير المدن من فلول داعش الذين عاثوا فساداً وخراباً وقتلاً وإرهاباً، وها هم جنود الجيش السوري وحلفاؤه يتقدمون العمليات العسكرية ويطاردون القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة الأخرى”.

وأشار الزعبي إلى أن عمليات تحرير هذه المناطق التي طالت عدة أيام، عكست بشكل واضح مدى خبرة وكفاءة قوات الجيش السوري العسكرية والتكتيكية، ومدى إصرار المقاومة على دحر أعداء سورية وشعبها من المرتزقة والعملاء، لذلك فإن جيشنا السوري يحقق إنتصارات قوية على أرض الواقع، مؤكداً أن هذه الإنتصارات والهجوم الذي ينفذه الجيش هو بمثابة بارقة أمل لإقتلاع جذور الإرهاب التى تجتاح بلدنا سورية، في إطار ذلك فرض الجيش السوري نفسه على الساحة العربية، وأضحى حديث العالم أجمع، بعدما إستطاع إزاحة وطرد تنظيم داعش عن مختلف المناطق السورية .

وفي ذات السياق أوضح د.خيام الزعبيأن الوقائع الذي تشهده منطقتنا تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الأمريكي “الشرق أوسط الجديد” يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب دمشق، وأدلة الفشل على ذلك كثيرة

 بدءاً بسقوط وفشل جميع العمليات الإرهابية التي جرت وتجرى داخل سورية في تحقيق أي أهداف أو مكاسب سياسية، وأن مشروع تقسيم سورية تحت وهم إرساء الديمقراطية قد إنهار بعد أن إنكشفت كل خيوط اللعبة ورأى العالم ما يجري في العراق وليبيا واليمن من قتل ودمار، وفي هذا الإطار يمكنني القول أن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة في كل ما يتعلق بالقتال في سورية.

وأردف قائلاً” نقول ونحن على يقين ثابت لا يمكن إركاع سورية من خلال تحالفات بين دول ورؤساء وأمراء لا يربط بينهم سوى الحقد على سورية ومواقفها القومية المشرّفة لإنهاء دورها ووجودها في المنطقة، وأعتقد أن دمشق ستكشر عن أنيابها لتعيد الكرة الى الملعب السوري لأن دمشق هي من تملك لوحدها مفاتيح ضبط وإعادة تريبب أوراقها من جديد وخصوصآ بالداخل السوري.

وأضاف”إن المرحلة الراهنة خطيرة جداً ووجب على  السوريين حمل السلاح والدفاع عن وجودهم, قبل فوات الأوان, لأن نيّة الأعداء القادمون من خلف الحدود، القتل الجماعي وإغتصاب الأرض، وإني على يقين تام بأن سورية التي إنتعش الإرهاب في معظم مناطقها، لا توجد قوة على الأرض، قادرة على التصدي لداعش وجيوشها، إلا النظام السوري وجيشه، بعد أن أثبت صلابته وتماسكه وتمتعه بقدرات قتالية إستثنائية، ونحن لا نزال نؤمن بأن أي جهد لإستئصال هذا التنظيم الإرهابي.

وفي ختام الحوار نوه الزعبي  إلى أن سورية  ستكون بخير، ومهما فجَّروا وقتلوا لن يسمح شعبنا لأي كان بالتدخل في شؤونه أو إستلاب إرادته، وهو قادر دوماً على مجابهة التحديات مهما كانت والخروج منها أكثر قدرة وعزيمة وتصميما على المضي قدماً، فكثيرون راهنوا على أن يسير مستقبل البلاد في غير ما آلت إليه الأمور، ولكنهم فشلوا في النهاية

وفيما يلي نص المقابلة بالكامل:

س1: الوطن العربي مازال يتعرض لمؤامرة كبيرة تهدف الى تمزيقة؟

فلو توقفنا  قليلاً، وتأملنا فيما يحدث من قتل، وتدمير، وتخريب وما أصاب العراق ، وليبيا الخضراء واليمن ومصر وتونس والسودان والصومال، واليوم في سورية نكتشف إن الوطن العربي يتعرض لمؤامرة كبيرة تهدف إلى تمزيقه، والسيطرة على مقدراته من قبل الطامعين وتحويل الوطن العربي بالكامل لمستعمرات قواعد غربية، ونرى أيضاً إن هذا التغيير المصطنع من قبل الغرب بمساندة من وكلاء لهم بالوطن العربي كان ضرورياً على الغرب فعله لكي تبقى الشعوب العربية منهكة ومشتتة لعشرات السنين و حتى تكون إسرائيل هي السيد المطاع في الشرق الأوسط فضلاً عن حماية أمنها في المنطقة

وفي هذا الإطار إن الغرب في مشروعه للشرق الأوسط الجديد لايبحث سوى عن تحقيق هدف واحد وهو تحقيق أمن إسرائيل وأن تكون هي السيد المطاع في الشرق الأوسط فضلاً عن حماية أمنها في المنطقة وترسيخ وجودها على حساب الدولة السورية كما حصل في العراق التي كانت من احد أهم أسبابه ضرب البوابة الشرقية للوطن العربي التي تشكل العمق الإستراتيجي للدفاع عن الأمن القومي العربي، وبالتالي فإن الغرب وحلفاؤه يسعى من وراء تآمره على الدولة السورية إلى محاولات الإنتقاص من السيادة الوطنية السورية لأكثر من هدف ومصلحة في ذلك، وهي في هذا تسعى لتوفير البيئة الحاضنة لنشر الفوضى الخلاقة في العالم العربي و يحقق الأهداف المرجوة لمخططها للشرق الأوسط الجديد، لذلك جند عبر حلفائه في المنطقة الآلاف من المسلحين تم إرسالهم إلى سوريا في مهمة قتل وتدمير الشعب السوري ضمن محاولة شطب وتدمير الدولة السورية وإخراج سوريا من المعادلة الإقليمية التي قد تهدد إسرائيل مستقبلاً.

س 2:مأزق سورية اليوم أن مجموعة من الدول تحلم بإبتلاعها، وتريد تسيير أمورها حسب رؤيتها الخاصة والتحكم بمقدراتها.؟؟

هذا ما لن يتحقق، فهؤلاء جميعاً لم يعرفوا قدر سورية ولم يقرأوا التاريخ والجغرافيا ولم يدركوا مكانتها الإقليمية والدولية، التي ستحرق كل من يريد الإقتراب من حبة رمل من ترابها المقدس، وأن كل من يتآمر على إخراجها  من المشهد الإنساني والإفتاءات على دورها التاريخي سيخرج هو من المشهد صغر إن كان أو كبر، فسورية مقبرة الغزاة في الداخل والخارج.

س3باتت حرب قوات الجيش السوري وحلفاؤه واضحة ومحسومة النتيجة، خاصة بعد نجاحها في تحرير عدد كبير من المناطق، ويبدو أن ساعة الصفر لتحرير المناطق الأخرى قد حان موعدها؟؟

اليوم بشائر النصر تطل من مدينة حلب واللاذقية وها هي روسيا تشن عمليات عسكرية تحمل اسم معركة الحسم وهي الأقوى من نوعها، إيذاناً بإقتراب موعد النصر وتحرير المدن من فلول داعش الذين عاثوا فساداً وخراباً وقتلاً وإرهاباً، وها هم جنود الجيش السوري وحلفاؤه يتقدمون العمليات العسكرية ويطاردون القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة الأخرى، إذ تمكنوا من إنتزاع أراضي كانت تحت سيطرة داعش  في حلب واللاذقية وإدلب وحمص وحماه ودرعا والرقة وريف دمشق بما في ذلك كيلومترات من الطريق السريع الذي يربط المدينة بالرقة معقل التنظيم، هذا مما أرغم داعش في بعض المناطق وخاصة إدلب بالإتصال ببعض شيوخها لتأمين خروجهم الآمن منها إلى بلدانهم الأوروبية، وبالتالي فإن عمليات تحرير هذه المناطق التي طالت عدة أيام، عكست بشكل واضح مدى خبرة وكفاءة قوات الجيش السوري العسكرية والتكتيكية، ومدى إصرار المقاومة على دحر أعداء سورية وشعبها من المرتزقة والعملاء، لذلك فإن جيشنا السوري يحقق إنتصارات قوية على أرض الواقع، وبالتالي فإن هذه الإنتصارات والهجوم الذي ينفذه الجيش هو بمثابة بارقة أمل لإقتلاع جذور الإرهاب التى تجتاح بلدنا سورية، في إطار ذلك فرض الجيش السوري نفسه على الساحة العربية، وأضحى حديث العالم أجمع، بعدما إستطاع إزاحة وطرد تنظيم داعش عن مختلف المناطق السورية .

س4: في سياق متصل بدأ الموقف الغربي والعربي المعادي لنظام الأسد يتراجع خطوات للخلف، فيما يؤشر إلى وجود علاقات خلف الستار قد تظهر إلى السطح فى الأيام المقبلة؟

إن ظهور الإرهاب، دفع عدد من هذه الدول باتجاه تشجيع التسوية في سورية حتى تتمكّن مجتمعة من مواجهة هذا الخطر العابر لكل الحدود والذي يطال المنطقة بأكملها، والى مراجعة حساباتها تجاه مقاطعتها للنظام السوري، هذا مما عجل التقارب السوري والعديد من الدول الغربية والأوروبية والعربية فالرئيس أوباما بدأ الآن يدرك ويعترف بالحقيقة، وهي أن الخطر الأساسي على المنطقة وعلى مصالح الغرب، لا يتمثل في نظام الأسد، وإنما في إحتمال إستيلاء الجهاديين في سورية ودول أخرى في المنطقة على السلطة، ويبقى أمام أوباما وحلفائه فرصة أخيرة قد تلجأ إليها لتحقيق مكسب إيجابي يتمثل في إمكانية تغيير سياسته في المنطقة العربية من خلال إيجاد قنوات إتصال مع النظام السوري والتعاون للقضاء على داعش ومساعدة دمشق في إعادة ترميم ما دمرته الحرب وترميم العلاقة بين دول المنطقة العربية.

س5: في ذات السياق إن الوقائع الذي تشهده منطقتنا تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الأمريكي “الشرق أوسط الجديد” يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب دمشق، وأدلة الفشل على ذلك كثيرة؟

 بدءاً بسقوط وفشل جميع العمليات الإرهابية التي جرت وتجرى داخل سورية في تحقيق أي أهداف أو مكاسب سياسية، وأن مشروع تقسيم سورية تحت وهم إرساء الديمقراطية قد إنهار بعد أن إنكشفت كل خيوط اللعبة ورأى العالم ما يجري في العراق وليبيا واليمن من قتل ودمار، وفي هذا الإطار يمكنني القول أن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة في كل ما يتعلق بالقتال في سورية، وهنا فإن الملفات المتداخلة في المنطقة ستخضع لما قد يحدث في الفترة المقبلة وتتأثر بها، وجميع الإحتمالات واردة والجيش السوري يواصل إنتصاراته، والذي قام بقلب الموازين, وأسقط حسابات أمريكا والغرب، لذلك نقول ونحن على يقين ثابت لا يمكن إركاع سورية من خلال تحالفات بين دول ورؤساء وأمراء لا يربط بينهم سوى الحقد على سورية ومواقفها القومية المشرّفة لإنهاء دورها ووجودها في المنطقة، وأعتقد أن دمشق ستكشر عن أنيابها لتعيد الكرة الى الملعب السوري لأن دمشق هي من تملك لوحدها مفاتيح ضبط وإعادة تريبب أوراقها من جديد وخصوصآ بالداخل السوري.

مجملاً…إن المرحلة الراهنة خطيرة جداً ووجب على  السوريين حمل السلاح والدفاع عن وجودهم, قبل فوات الأوان, لأن نيّة الأعداء القادمون من خلف الحدود، القتل الجماعي وإغتصاب الأرض، وإني على يقين تام بأن سورية التي إنتعش الإرهاب في معظم مناطقها، لا توجد قوة على الأرض، قادرة على التصدي لداعش وجيوشها، إلا النظام السوري وجيشه، بعد أن أثبت صلابته وتماسكه وتمتعه بقدرات قتالية إستثنائية، ونحن لا نزال نؤمن بأن أي جهد لإستئصال هذا التنظيم الإرهابي، ليس ممكناً من دون أن تكون القوات المسلحة السورية، هي عماد ذلك الجهد، وإن الإختبار الحقيقي لقدرة التحالف على هزيمة “داعش” سيكون في سورية وليس في أي منطقة أخرى.

بإختصار شديد ستكون سورية بخير، ومهما فجَّروا وقتلوا لن يسمح شعبنا لأي كان بالتدخل في شؤونه أو إستلاب إرادته، وهو قادر دوماً على مجابهة التحديات مهما كانت والخروج منها أكثر قدرة وعزيمة وتصميما على المضي قدماً، فكثيرون راهنوا على أن يسير مستقبل البلاد في غير ما آلت إليه الأمور، ولكنهم فشلوا في النهاية

 

قد يعجبك ايضا