هل أصبح ” أبوبكر البغدادى ” .. على حدودنا؟! / د . رفعت سيد أحمد

 

د . رفعت سيد أحمد ( مصر ) الإثنين 18/1/2016 م …

* المعلومات الجديدة الواردة من ليبيا تتحدث عن وصول (أبوبكر البغدادى) وعدد من قيادات داعش إلى (سرت) وقيامهم بالتدريب المسلح لعمليات طيران انتحارية ضد مصر والجزائر !!

* الوثائق تؤكد أن داعش المصرية تنوب عن (أبوبكر البغدادى) وجماعته الإرهابية فى الوظيفة والدور القائم على استنزاف الجيش وضرب الاستقرار الوطنى فى مصر

* مع اقتراب 25 يناير، الجماعات الإرهابية تحاول أن تشوه ذكرى الثورة، بأحداث عنف متنقلة للإيحاء بأن الأمن فى مصر مضطرب وأنها على أبواب ثورة جديدة

* القصة الكاملة لـ(أبوبكر البغدادى) تؤكد أننا أمام إرهابى متنقل، من المحتمل جداً أن يأتى إلى حدود مصر ويهدد استقرارها ومن الواجب الانتباه لهذا الخطر القادم من ليبيا سواء عبر البغدادى أو الجماعات الإرهابية الأخرى وعددها 45 جماعة أشهرها جماعة فجر ليبيا الإخوانية الممولة من قطر وتركيا !!

* تواترت فى الأيام الأخيرة أنباء صحفية وسياسية مهمة من داخل العراق وليبيا عن وصول أبوبكر البغدادى، مصاباً، ومريضاً إلى ليبيا وتحديداً إلى مدينة (سرت) المقر الرئيسى الآن لجماعة داعش الليبية، وأنه قد بدأ يتعافى ويعيد ترتيب صفوف الجماعات المسلحة هناك والتى وصل عددها إلى قرابة الـ45 جماعة أشهرها بالإضافة لداعش، جماعة فجر ليبيا الإخوانية التى تحكم طرابلس وتمولها قطر وتركيا، وأن (داعش) الليبية قد بدأت إثر زيارة ثم إقامة البغدادى بعد سلسلة من التدريبات المسلحة على نماذج طائرات حديثة لاستخدامها فى عمليات انتحارية وإرهابية ضد أهداف مصرية وجزائرية على الحدود، وفى روايات أخرى أن الذى تواجد الآن فى ليبيا هم بعض القادة المتميزين عسكرياً ومخابراتياً من قيادات داعش العراقية، وأنهم قد بدأوا فى تدريب عناصر داعش الليبية على أعمال إرهاب جديدة ومنها ضرب مصافى النفط أو السيطرة عليها واستهداف المصالح والأهداف المصرية الممتدة عبر 1100كم2 هى طول الحدود المصرية/الليبية.

***

* إن أنباء قدوم البغدادى إلى ليبيا تدعونا إلى البحث فى طبيعة هذه الشخصية وتاريخها الدموى، والذى نرى بداية أنه هو الذى يؤهلها لأن تتحول إلى (أداة دموية متنقلة) وأنه يرجح أن يدفعها إلى القدوم إلى ليبيا، وإلى توجيه عمليات إرهاب جديدة ضد مصر، لأنها الدولة الوحيدة فى المنطقة التى لاتزال تمتلك جيشاً متماسكاً وقادراً على إحباط مخططاتهم الإرهابية الهادفة للاستنزاف والتدمير لبنية الدولة المصرية.

إن شخصية أبوبكر البغدادى، وتاريخه الدموى يؤهله لأن يكون حاضراً ليس فحسب بتنظيمه ولكن جسده ومخططاته الإرهابية المباشرة ضد مصر انطلاقاً من ليبيا التى تتحول الآن إلى دولة ممزقة إلى عدة دويلات أخطرها دولتى (فجر ليبيا) و(داعش سرت)، فماذا عن تاريخ أبوبكر البغدادى وحقيقته؟

***

الدموى المتنقل !!

يحدثنا التاريخ أن اسمه الحقيقى هو إبراهيم عواد إبراهيم ، ولد عام 1971 في مدينة سامراء العراقية، وهو ينتمي إلى عشيرة البدري.

وينقل تقرير لصحيفة تلجراف البريطانية أن البغدادي انتقل إلى حي الطبجي في بغداد وهو في سن الـ18 حيث حصل على شهادته الجامعية الأولى والماجستير من جامعة العلوم الإسلامية ثم حصل على الدكتوراه في القانون الإسلامي من الجامعة ذاتها في العام 2000.وبقي البغدادي في الحي نفسه حتى عام 2004، وكان يسكن في غرفة ملاصقة لمسجد الحي الذي عمل فيه إماما لنحو 14عاما،لكنه غادر المنطقة إثر خلاف مع باني المسجد وأهل الحي.

ونقلت الصحيفة عن أبي أحمد أحد المصلين في المسجد في تلك الفترة أن البغدادي كان أفضل لاعب كرة قدم ضمن فريق المسجد، وكانت هي الرياضة الوحيدة التي يمارسها.

وتنقل صحيفة عربية تصدر فى لندن عن أستاذ درس البغدادي على يديه أن الشاب لم يكن سلفياً، وتخصص في التجويد، ولا علاقة له بغير التلاوة، في حين تشير مواقع جهادية إلى حصوله على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.

* التحق البغدادي بجماعة التوحيد والجهاد التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة وكان يقودها الأردني أبو مصعب الزرقاوي وكانت تقاتل في محافظة الأنبار. وقد اعتقلته قوات الاحتلال أواخر عام 2005 وسجن لمدة أربعة أعوام في سجن بوكا في البصرة حيث تعرف إلى أعضاء معتقلين من تنظيم القاعدة وانضم إليهم. وحيث يتردد أنه قد تم تجنيده من قِبَل المخابرات الأمريكية وقتها والتى كانت تحتل العراق.

وتقول معلومات وزارة الداخلية العراقية بهذا الصدد إن الدكتور إبراهيم عواد إبراهيم السامرائي “كان يعرف بأبي براء وتشرب الفكر التكفيري من قادة التنظيم الذين كانوا معتقلين معه وقتذاك”.

* أبو بكر البغدادي – وفقاً لمؤرخى سيرته – هو المسؤول عن كافة النشاطات العسكرية لتنظيم القاعدة في العراق فى تلك الفترة، ووجه وأدار مجموعة كبيرة من الهجمات والعمليات كهجوم 28 أغسطس 2011 على جامع أم القرى الذي أدى لمقتل 6 أشخاص من بينهم خالد الفهداوي. وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فى 2/5/2011 هدد أبوبكر بالانتقام العنيف بسبب وفاته. وأعلن في 5 مايو (2011) عن مسؤولية تنظيمه في الهجوم الذي وقع في مدينة الحلة والذي نتج عنه مقتل 24 عسكري وإصابة 72 آخرين. (يعنى قتل عراقيين مسلمين بدلاً من أن يقتل الأمريكان الذين قتلوا أسامة بن لادن وهو الأمر الذى يثير الرئية فى دور وشخصية وعلاقات أبوبكر البغدادى بالأمريكان!!) وتحدثنا الوقائع التاريخية الدامية لتاريخه أنه في شهرين فقط بين مارس وأبريل 2011 أعلن التنظيم عن مسؤوليته عن 23 عملية هجومية في جنوب بغداد بناءً على أوامر أبوبكر.

في 15 أغسطس 2011 تم تنفيذ مجموعة من العمليات الإنتحارية من النتظيم الذي يديره البغدادى بدأت مجموعة العمليات في مدينة الموصل ونتج عنها وفاة 70 شخصاً. وتعهد التنظيم بتنفيذ 100 عملية إنتحارية انتقامًا لمقتل ابن لادن.

في 22 ديسمبر 2011 وقعت سلسلة انفجارات بالعبوات الناسفة والسيارات الملغمة ضربت كثير من أحياء بغداد نتج عنها مقتل 63 شخص وإصابة 180 آخرين. وجاء الهجوم بعد أيام قليلة من انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة.

***

عميل بدرجة شيخ معمم!!

* هذا ولقد ذكرت ذكرت صحيفة “راديكال” أن المستشار السابق بوكالة الأمن القومى وعميل جهاز الاستخبارات بالولايات المتحدة، إدوارد سنودن، ادعى بتلقى قادة ومسئولى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” تدريبات خاصة من قِبل أجهزة استخبارات الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، وذلك في وقت سابق من بدء عملياتها المسلحة بالعراق وسوريا.

وأضافت “راديكال” أن اللاجئ السياسي في روسيا، سنودن، أوضح أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والبريطانية متورطة في تأسيس ورعاية كافة التنظيمات الإرهابية بالعالم، وذلك في إطار الإستراتيجية السياسية التى تسمى “عش الدبابير”، التى تتبناها عدة دول غربية.

كما أكد سنودن، أن إسرائيل تستهدف من تشكيل تلك الجماعات والتنظيمات المسلحة، استغلالها في إشعال الصراعات الداخلية بمنطقة الشرق الأوسط، والذي من شأنه حماية المصالح الإسرائيلية بالمنطقة.

وأوضح عميل وكالة الأمن القومي الأمريكية السابق، أن زعيم تنظيم “داعش”، أبو بكر البغدادي، تلقى تدريبات عسكرية مكثفة على مدار عام كامل على يد جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، فيما تلقى خلال تلك الفترة بعض الدورات الخاصة بالتعاليم الدينية واكتساب مهارات الخطابة، مضيفاً أن البغدادى التقى بالعاصمة “واشنطن” في وقت سابق بعد الاحتلال الأمريكى للعراق (أى خلال الفترة من 2004 – 2010) السيناتور الجمهوري، جون ماكين، وذلك قبل لقائه فيما بعد في منطقة حدودية جنوب تركيا.

* إن هذه الشخصية الدموية والصديقة للأمريكيين، يحتمل جداً أن تنتقل إلى أى مكان تريده الأجهزة المخابراتية التى تحركها، وليبيا هى أحد الأماكن المرشحة للدور الجديد للبغدادى فى تفكيك ما تبقى من الدول العربية وتحديداً مصر والجزائر.

***

دلالات حضور البغدادى

سواء صدقت المعلومات وكان البغدادى الآن فى ليبيا، أو لم تصدق، وأنه لايزال فى العراق، فإننا نؤكد الآتى:

أولاً : “تنظيم داعش ولاية سيناء” ينوب الآن عن البغدادى ومخططاته الدامية وتحالفاته التاريخية المريبة مع (الموساد) والـ(C.I.A)، وذلك عبر سلسلة عملياته الدامية فى سيناء أو فى الغردقة، والآن فى المنيب بالقاهرة وأن ذات الفلسفة الإجرامية التى تستحل الدماء، وتكفر الآخر، والتى دعى إليها البغدادى منذ العام (2004) منذ أيام أبومصعب الزرقاوى، هى ذاتها الأفكار والسياسات التى يتبعها تنظيم (داعش ولاية سيناء) وبالتالى سواء حضر البغدادى بجسده أو لم يحضر فإن مجرمى داعش (فى مصر وليبيا) يحلون محله، وينوبون عنه ومن المهم جداً الانتباه إلى أنهم بمخططاتهم القادمة الدامية امتداد طبيعى لأبى بكر البغدادى وجماعته فى العراق وسوريا وأن هذا يستدعى من مصر أن تنحاز وبوضوح إلى الدولة العراقية وحشدها الشعبى والدولة السورية وجيشها العربى فى مواجهة داعش دون تردد أو مجاملة للسعودية ودول الخليج تحديداً. فأمن مصر القومى أولى وأهم من اعتبارات (المال) والنفط !!.

ثانياً: مع اقتراب ذكرى ثورة 25 يناير، على أجهزة الأمن وجيشنا الوطنى المضحى وباقى قوى المجتمع المصرى السياسية والدينية، أن ننتبه جيداً أن ثمة أعمال عنف وإرهاب كبيرة ستحدث من أتباع أبوبكر البغدادى فى مصر وذلك لكى يشوهوا هذه الثورة العظيمة ولكى ينسبوا لها ولذكراها هذا الإرهاب الدامى، وهى بريئة منه تماماً ومن هؤلاء الإرهابيين ومن يؤيدهم من العناصر الشاذة التى تحاول أن تنسب نفسها إلى ثورة 25 يناير.

ثالثاً: لقد سبق، ونصحنا، ونعيد الآن النصيحة بضرورة الضربات الاستباقية مصرياً وعالمياً وعربياً لهذه الجماعات الداعشية الموجودة فى ليبيا والتى يبعد بعضها حوالى 60كم فقط عن الحدود مع مصر. هذه الجماعات سوف تتحول إن لم يتم ضربها مبكراً وعبر مخططات دولية واضحة وليس (منتقاة) كما يتم الآن؛ فإنها ستتحول إلى خطر كبير على أمن مصر القومى وسوف تحول الساحل الشمالى(أحد المصادر السياحية المصرية المهمة والمتبقية) إلى أرض مخترقة وسوف تستنزف الجيش والقرى السياحية هناك بطريقة دامية،فلنحذر ولنبدأ المواجهة.

E – mail : yafafr @ hotmail . com

 

قد يعجبك ايضا