حماس تعتبر الدماشقة مستوطنين من الاشكيناز .. جنون رافعة القمامة !! / نارام سرجون

 

نارام سرجون ( سورية ) الجمعة 1/1/2016 م …

عندما نقرأ البيان المنسوب لحركة حماس – والذي لم يصدر نفي رسمي له من الحركة – والذي يعزي فيه الأمة العربية والاسلامية بما سمته استشهاد المجاهد زهران علوش لانحس أن البيان مستفز فقط لكنه يدفعنا للاحساس أننا شعب من المهاجرين اللقطاء وأننا كسوريين صرنا مستوطنين أشكيناز على أرضنا التي ليست لنا وأننا نتبادل الأدوار مع المستوطنين الاسرائيليين ..

علوش الذي قيل ان الحركة نعته وعزت به الأمة الاسلامية هو من قصف دمشق وجرح جدران بيوتها وشبابيكها وأسال دم قاسيون .. هذا المجرم عامل أحياء دمشق كما لو أنها مستوطنات يهودية معادية له قرب دوما يقصفها عشوائيا ليجعل حياة “المستوطنين الدماشقة الأشكيناز” جحيما لايطاق فيرحلون الى بلدان العالم لاجئين عبر القوارب .. لم يوجد شيء شبيه بهذا الحجم من الخيانة والدناءة في تاريخ العالم .. الا دناءة حماس التي باركت قتل من اعتبرتهم “الاشكينازيين الدماشقة” وقصف مدارسهم وأحيائهم..

لم تدن حماس يوما سلوك جيش الاسلام ولاقصفه المدنيين في دمشق وكأن سكوتها مباركة ضمنية لأنها كانت تصدر بيانات تدبن ماتسميه البراميل المتفجرة على دوما وتسكت عن سقوط القذائف على دمشق التي يطلقها علوش وزعرانه .. ومن يقرأ البيان المنسوب لحماس يحس أن اللغة الاستفزازية للبيان تريد دفع الشعب السوري عنوة للتعاطف مع المستوطنين الاسرائيليين الذين تقصفهم حماس بنفس الطريقة العشوائية من باب أن عدو عدوي صديقي .. فحسب التعزية الحمساوية يتحول الشعب السوري الذي يتم قصفه بالصواريخ والهاون على ارضه الى مجموعة من المستوطنين الذين تحاربهم القوى الجهادية الاسلامية وجيش الاسلام لنيل الحرية من الاحتلال السوري لدوما !! ..أي صار الدمشقي أبا عن جد والذي سكن دمشق منذ ماقبل التاريخ ونزل آدم من الجنة ووجده في دمشق ليس أصيلا بل مستوطنا مثل يهود الأشكيناز في حيفا ويستحق القصف كما لو أنه يدير كيبوتزا اسرائيليا في القدس .. وتتحول مدارس الأطفال الى أهداف مثل مدارس الحاريديم اليهودية في القدس .. ويصبح علوش مثل عبد العزيز الرنتيسي والشيخ أحمد ياسين الذي كان بيان حماس الذي نعاه شبيها بنعوتها لزهران علوش ..

أي جاءت حماس وقررت أن زهران علوش الذي كان يقصف الآمنين في دمشق انما كان بدافع عن شعبه ضد المحتلين السوريين ولذلك قرر قطاع دوما قصف مستوطنة باب توما .. أي أن شعب دوما لاينتمي الى شعب باب توما الذي يعامل معاملة المستوطنين الغرباء .. وشعب جوبر لاينتمي الى شعب التجارة والصالحية والمهاجرين والشعلان والمزرعة ..

هذا البلاء المجنون المسمى حركات جهادية تريد أن تجعل من كل حي في الشرق دولة مستقلة تقرر من هو العدو ومن هو الصديق .. وتجعل من سكان كل شارع شعبا منفصلا عن بقية الشعوب التي تسكن في الشوارع المجاورة ..

حماس لاشك أنها ستدرس في أكاديميات العالم على نموذج الحركات المضطرية نفسيا وسلوكيا وأخلاقيا والتي ستكون مثالا يدرسه الغزاة عن الجنون الجماعي الذي يطلقه جنون قيادات الشعوب عندما تنتقل عدوى الجنون من القيادات الى جزء من الشعب وجزء من الجمهور .. فقد بلغ الجنون بحماس وقادتها أنهم صاروا مضطربين نفسيا وصار أحدهم يثير الشكوك بقواه العقلية المختلة اختلالا شديدا وانعكس هذا الأمر على قطاع من جمهور حماس الذي صار مختلا فيترك “قطاع غزة” ليحارب في حلب واللاذقية .. فلايوجد هناك مبرر فلسطيني يستدعي من قادة حماس هذا الاندفاع الأخرق والرعونة في الغباء لاستعداء الشعب السوري والشعب المصري والشعب اليمني والشعب العراقي من أجل حفنة من الدولارات النفطية .. ومن أجل عمامة السلطان في استانبول .. حتى صارت بياناتها مخصصة من أجل أن يفوز حزب تركي في انتخابات بلدية أزمير.. كما تستعمل انجازات البلديات في تنظيف القمامة من الحدائق لاثبات جدارتها في مقعد البلدية .. حماس صارت تستعمل في السياسة كما تستعمل عمليات رفع القمامة في البلديات للدلالة على حسن اداء الأحزاب والبلديات التي تنتخب الحزب .. فحماس تتدخل ببياناتها وتسابق قادتها لمنح الاوسمة لأردوغان من أجل أن يفوز أردوغان وحزبه في انتخابات تركية ليس فيها أجندة فلسطينية واحدة وهي ليست انتخابات فلسطينية ..

الخيانة عندما تختلط بالاضطراب النفسي والخلل العقلي واللااستقرار السلوكي هي حالة من حالات الجنون الجماعي .. التي توصل شعبا محتلا الى البحث عن شعب حر ليجعل منه عدوا له .. تماما كما تفعل حماس في استعداء الشعوب العربية الحرة دون أن تعود مواقفها على قضيتها بأي نفع .. ولانستغرب أن نصل الى يوم تتذكر حماس أن تعزي فيه بوفاة باروخ غولدشتاين الذي قتل المصلين في الحرم الابراهيمي وظل يحصد الفلسطينيين حتى وثب عليه من بقي حيا في المجزرة وقتلوه ..

هناك جنون في خطاب حماس فهي تحيي زهران علوش الذي قصف دمشق كما يفعل الطيارون الاسرائيليون .. وهذا يقودنا الى سؤال ان كانت حركة حماس ستوجه الشكر أو قد وجهت الشكر سرا للطيارين الاسرائيليين الذين يضربون جيش “النظام” السوري الذي يحاربه المناضل الحر زهران علوش .. هذه معادلة لاتتقبل الا حلا واحدا وهو أن من يثني على زهران علوش لابد أن يثني على من يهب لنجدة زهران علوش ويخفف عن علوش معاناته العسكرية ويتآخى معه في السلاح ويصوب معه بندقيته في نفس الاتجاه .. أي الجيش الاسرائيلي والطيارين الاسرائيليين .. ولابد أنه يغبط الجيش الاسرائيلي على تمكنه من اغتيال حليف الجيش السوري الشهيد سمير القنطار ..

أخشى وفق تعريف حماس أن يكون مناحيم بيغين وبن غوريون مجاهدين من أجل وطنهما وهما اللذان مارسا الجريمة بحق الفلسطينيين لأنهما أرادا الاستقلال والحرية .. وربما يأتي يوم يوزع في دكاكين حماس كتاب بنيامين نتنياهو (مكان تحت الشمس) كمادة تدريسية من تأليف المجاهد بنيامين نتنياهو الذي حارب الاستبداد الفلسطيني حتى تحققت الحرية .. والحقيقة أن من يقرأ كتاب نتنياهو يحس أنه يقرأ عقلا ينسجم مع نفسه ولايختلط فيه الجنون بالعقلانية بل الحلم بالعزيمة .. ولايبدو صاحبه مضطربا نفسيا لأنه يعرف عدوه وصديقه .. ورغم أننا عازمون على أننا لن نترك مكانا تحت الشمس لنتنياهو .. وسنهدم المكان وسنطفئ الشمس التي يستلقي تحتها نتنياهو مسترخيا في يوم قادم الا أننا يجب أن نحترم العدو الذي لايتغير عدوه ولايتبدل صديقه ويتابع معركته دون أن تنحرف رصاصته قيد شعرة عن قلب الهدف وعين العدو ..

رسالة حماس المليئة بالرذيلة والجنون والعيوب والعار هي من علامات قيام الساعة الفلسطينية .. فالشعب الذي يحارب بالسكين حتى جعلها في الميزان أثقل من القنابل الذرية الاسرائيلية لايمكن أن يغفر لهؤلاء المجانين المخمورين والتنابل في قيادة حماس الذين صار الشاباك يكتب لهم بياناتهم ويرسل مقاتليهم للقتال الى جانب علوش ويعلمهم حفر الأنفاق وقصف دمشق بالهاون كما لو أنها مستوطنات .. حتى جعل عملاء الشاباك من الفلسطيني الضحية العنصر البشري المكروه والممقوت في الشرق الأوسط بسبب قيادة مضطرية نفسيا وأخلاقيا .. والفلسطيني لاذنب له الا أن حماس سرقت اسمه وباعته في سوق دبي والدوحة كما يباع نفط دير الزور المسروق في تركيا بأبخس الأثمان .. وحماس حولت اسم فلسطين الى رافعة للقمامة في بلدية استانبول ترفع بها قمامة حزب العدالة والتنمية . كما فعلت رافعة القمامة عندما رفعت محمد مرسي وقمامته في مصر ووقف السافل مشعل ليصف صديق بيريز العظيم بأنه رجل دولة من طراز رفيع ..

أعتقد أن شعب فلسطين وهو شعب أصيل بجذره السوري الأصيل لايستحق هذا العار بل يحتاج الى يوم قيامة تزيح رافعة القمامة وتخسفها .. ومانراه اليوم من جنون الحمساويين هو من علامات قيام الساعة الفلسطينية .. وعلى الشعب الفلسطيني أن يوقف هذه القيادة المصابة بالشيزوفرينيا الاسلامية .. وأن يوقف هذا العصر المجنون والجيل المختل الذي خلقته حماس .. حركة المقاومة الاسرائيلية ..

 

قد يعجبك ايضا