هل حقا ً على سورية أن تعود الى الجامعة العربية ..! أم على جامعة الدول العربية أن تعود الى سورية ..!!؟ / ميشيل قولاغاصي

 

 ميشيل قولاغاصي ( الخميس ) 22/1/2015 م …

فما حدث في القاهرة لم يُفاجىء السوريين .. شكرا ً مصر , شكرا ً استاذ سامح عاشور , شكرا ً أيها المحامون العرب .. شكرا ً أيها الشرفاء العرب و العروبيون و يا أيها القوميون .

لقد صدح صوتكم , فأطرب اّذاننا و أدمعت عيوننا فرحا ً لرؤيتكم ترفعون علم سورية و تهتفون ” الله محيي الجيش العربي السوري .. ايد واحدة .. الله سورية و بشار ” و بالنشيد الغالي قراّن و انجيل الأمة العربية القومي ” بلاد العرب أوطاني ” ….

هل هذي دمشق في القاهرة .. أم القاهرة في دمشق ..؟.

نعم فلا زلنا على العهد , و سنبقى الاقليم الشمالي , و ستبقون ظهيره .. نعم هي ريح اللقاء و العودة , بعثيون و ناصريون و اشتراكيون ووحدويون و قوميون .. هو الجسد الواحد ذو القلبين و العاصمتين , لم لا فالأولى هي أم الدنيا و الثانية قلب العروبة النابض ..

فما حدث البارحة في اجتماع المحامون و الحقوقيون العرب في القاهرة و كأن لسان حاله يقول : نحن القوميون و العروبيون هنا , و لم نزل هنا بفضلك يا سورية .. صمدت ِ و انتصرت ِ فأحييتينا من جديد .. لقد كان الزوال بانتظارنا فانتشلتينا من القاع , مددت يدك ِ لتنقذينا , فمدّوا سكاكينهم نحو يدك ِ و صدرك ِ و ظهرك ِ .. أدموك ِ و اّلموك ِ فلم تتركينا .. نحن هنا بفضلك ِ يا سورية .

قومي و انهضي , أنقذينا و اجمعينا .. تفرقنا و تشرذمنا و ضعنا , و ما لغيرك أن يفعل هذا ..

نعم هتفنا للزعيم و الرمز و القائد البشار , و لك يا سورية الحبيبة , فما من أعمى إلاّ و أبصر , بأنك لست مجرد قطر ٍ عربي و شعب ٍ عربي أصيل مقاوم و حسب .. بل أنت الأمة العربية بحد ذاتها .. تحملّت ِ أوجاعنا و تلطخت ِ بأوساخنا .. و الاّن تُضربين و تُنحرين و تنزفين فداءا ً لنا و عوضا ً عنّا .

لبيك يا بشار العرب ُقد السفينة و هانحن معك و من حولك نحو الحياة مجددا ً .. فلن نسمح للتاريخ أن يقص الحكاية و يقول : كان يا ما كان في قديم الزمان أمة ٌ عربية فرّقها و شرذمها و ذراها الزمان ..

شكرا ً لكم أيها الشرفاء .

و لكن .. هل حقا ً على سورية أن تعود الى جامعة الدول العربية ..! أم على جامعة الدول العربية أن تعود الى سورية ..!!؟؟.

– جامعة ٌ خرجت على ميثاقها و نكلت عهودها و نصوص اتفاقياتها ..

– جامعة ٌ تاّمرت على البلد المؤسس فيها ..

– جامعة ٌ جعلت من نفسها منصة ً لفتح باب جهنم على سورية ..

– جامعة ٌ كفرت بالعرب و العروبة ووضعت يدها بيد الشيطان .. فدعمت الإرهاب و مولت ممالكها و ملوكها وحوشه ..

– جامعة ٌ لم تصحو حتى الاّن .

فكيف لسورية أن تعود .. و كيف لهم أن يعودوا ..!!؟؟ فليست المسألة تكتيكا ً شكليا ً أو طريقة ٌ للعودة .. إنما هي تلاوة ٌ لفعل الندامة و الرجوع عن الخطيئة التي فعلوها و ارتكبوها بالقول و الفعل و التفكير .. ذنوب ٌ لا ُتغتفر و كبائر لا غفران لها .

فلن يقبل السوريون و معهم شرفاء الأمة .. بهكذا جامعة .. و هكذا دول و ممالك و حكام و ملوك .

انتظرنا الكثير و تحملنا الكثير .. و في وسعنا انتظار المزيد , فلا بد أن نراكم أصواتكم و أنفاسكم و كل حسن ٍ و جيد ٍ تفعلوه , ليعود الصوت العربي النقي هو الغالب , و يرمي حثالة الملوك و الحكام و أذنابهم خارجا ً .

فهؤلاء تاّمروا على فلسطين و لبنان و مصر و السودان و ليبيا و حتى الاردن .. فكانت سورية السد المنيع , فتحول حقدهم و شرّهم نحوها .. وكان ما كان و الذي بات معروفا ً للجميع .

أما سورية فلم ُتبارح مكانها .. و لم تخرج على ميثاق جامعة الدول العربية .. و لم تتخلى يوما ً عن فلسطين و عن أي قطر ٍ أو شعب ٍ عربي ٍ اّخر .

فالدعوة الحقيقية و الصحيحة و التي تنسجم ُ مع البوصلة العربية و صفحات التاريخ قريبه و بعيده .. تكون بعودة الابن الضال الى حضن أبيه و ليس العكس .

ننتظر هذا الزمان .. و لا نعتقده ببعيد .. فهاهي الأصوات العربية القومية الأصيلة تخرج أكثر فأكثر و على مساحة الوطن العربي .

راكموا جهودكم و أعيدوا بناء الجسور المهدمة .. و مدّوا شرايينكم نحو قلب عروبتكم النابض .. الذي ينتظركم .

بإمكانكم فعل الكثير .. و أنتم لقادرون

 

قد يعجبك ايضا