اجراءات واشنطن غير القانونية وراء الاتفاق الستراتيجي بين الصين وايران / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 29/3/2021 م …




ما ذا يتوقع من  يفرض حصارا اقتصاديا وسياسيا  وحتى عسكريا  جائرا على بلد بامكانه التحرك للتخلص من هذا الحصار الذي يلحق ضررا بالشعب  وبالبلاد نفسها  سؤال نوجهه الى سيد  البيت الابيض جو بايدن الذي ابدى انزعاجه من  معاهدة الاتفاق الستراتيجي بين الصين وايران؟؟

لقد عبر بايدن عن امتعاضه من الاتفاق الستراتيجي الذي وقعه وزيرا خارجية ايران والصين في

 المجالات  السياسية والاقتصادية وحتى التقنية وفي المجالات العسكرية والدفاع خاصة ما يتعلق باجراء المناورات المشتركة ويشمل الاتفاق الذي مدته  25 سنة  مساهمة بكين في  اصلاح البنى التحتية التي تضررت جرا الحصار والعقوبات الامريكية و تطوير سكك الحديد والطاقة والنفط والبتروكيمياويات  في ايران .

 وتتعهد الصين وفق المعاهدة بتقديم استثمارات  صينية في ايران ب 450 مليار دولار  وهو رقم ارعب واشنطن التي اكثر ما يثير شهيتها “رفم مليار” وهورقم درجت بالحصول عليه جراء حلب بقرات دول وانظمة الخليج بحجج واهية  او السكوت على جرائم ترتكبها السعودية التي تشتري الصمت الامريكي ب” مليارات الدولارات”  من موارد النفط.

 ولعل جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول  واحدة من تلك الجرائم البشعة التي صمتت ” سيئة العالم الحر” عليها مثلما سكتت دول اخرى حليفة لواشنطن  تزعم انها راعية حقوق الانسان والحريات في العالم .

شيئ طبيعي ان تبحث الدول والحكومات التي تهتم بشعوبها و التي تتعرض لاجراءات امريكية  قسرية وغير شرعية عن مخرج وهاهي ايران وجدت فرصتها في الافلات من عقوبات صارمة وحصار اقتصادي لا انساني متواصل لعدة سنين .

 واخذت دول عديدة تحذو حذو ايران منها فنزويلا التي تتعرض لحصار وعقوبات امريكية جائرة و اعلن رئيسها مادورو ان بلاده على استعداد لتبادل النفط مقابل الحصول على لقاح كورونا.

هذه ليست المرة الاولى التي تتحرك فيها طهران  لتتخلص من الاستهتار والعجرفة الامريكية فقد اقدمت على ارسال عدد من البواخر المحملة بالنفط ومشتقاته الى فنزويلا التي تعاني هي الاخرى من حصار وعقوبات امريكية ظالمة.

عندما تقدم دولة ما على اتخاذ اجراء كالذي  اتخذته  ايران  حين وقعت  اتفاقا يمتد الى ”  ربع قرن” مع الصين لتتخلص من العقوبات الامريكية تشعر القيادة الامريكية بالانزعاج لكن عندما تعد العدة واشنطن  وتحضر لاتفاق “ستراتيجي مبهم وغامض ” مع العراق الذي توجد فيه حكومة لاحول ولاقوة لها في ظل تواجد عسكري امريكي في قواعد تنتشر في العراق تفسر واشنطن التي حددت بداية شهر ابريل ” نيسان” موعدا  لاتفاقها  الذي سمته ” الستراتيجي” مع العراق ذلك تفسيرا اخر  زاعمة  بانه سيكون له نتائج ايجابية على الوضع العراقي المتردي وهي ” كذبة” لاتحتاج الى دليل لان دليلها هو تحكم واشنطن بالقرار العراقي جراء وجود حكومة هزيلة ليست صاحبة قرار وطني ولعل عدم اكتراث الولايات المتحدة بما يصدر عن ” برلمانها” من قراراتها تتعلق بالعلاقات مع واشنطن دليلا على استخفاف امريكي وعدم اهتمام بذلك .

  لقد مضى اكثر من 18 عاما وواشنطن تتملص من بنود العديد من الاتفاقيات التي تهم العراق وحتى مسالة تسليح القوات العراقية لاحظنا كيف خذلت الادارة الامريكية العراق خلال غزو الارهاب واحتلال محافظات عراقية من قبل ” داعش” ولن تفي بارسال المعدات والاسلحة التي يحتاجها  العراقيون للدفاع عن البلاد في اطار اتفاقيات موقعة مثلما لم تدافع هي الاخرى  عن العراق وتحولت الى متفرج بل داعم لاعمال ” داعش” التخريبية والاجرامية  مستغلة ذلك لممارسة  ضغوط على السلطة الحاكمة  واعادت نشر قواتها من جديد في العراق تحت كذبة التصدي لداعش.

حسنا فعلت ايران بالتوجه نحو الصين ولا ضير ان تتوجه الى روسيا  ايضا التي ترتبط معها بعلاقات جيدة طالما ان ذلك يخدم ايران ومصالح شعبها لتضع حدا للاستهتار الامريكي والاعيب واشنطن في المنطقة ولتكسر حاجز ” الخوف  لدي بعض الحكومات والانظمة  من” بعبع” البنتاغون واجهزته التجسسية والتخريبية في العالم .

ان الاتفاق الستراتيجي بين بكين وطهران علامة دالة على ان العالم يتجه نحو التخلص من افكار ومخططات الولايات المتحدة ومحاولاتها للهيمنة في اطار  مسعاها لتحويل العالم الى  قطب احادي الجانب بعد  بروز دور العملاقين الصيني والروسية في المحافل الدولية والاقليمية . 

قد يعجبك ايضا