في الأردن … بحجة الثقة…النواب يتغولون على الوزراء / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( فلسطين ) – الجمعة 26/3/2021 م …




يبدو أن الوزراء والنوّاب على حد سواء ،قد إختلط عليهم الحابل بالنابل ،ولم يعودوا قادرين على تحديد مهامهم ،بسبب إختيارهم غير المدروس،وعدم تطبيق قواعد الحكم الرشيد عند إختيارهم،وربما يقول البعض أن النواب لا يتم إختيارهم بل ينتخبون،ونجيب بأن الوزراء والنواب يتم إختيارهم وإن إختلفت طريقة الإختيار،ويتميز النواب عن الوزراء بمسرحية صناديق الإقتراع.

هذه الحالة التي نتحدث عنها ،ينجم عنها خلل كبير لأن الوزير الذي جيء به تنفيعا أو بالبراشوت أو لسبب ما ،لا يعرف قواعد اللعبة وما هي مواصفات ومهام الوزير ،لأن جل ما يهمه  هو أنه أصبح متنفذا أكثر، وعليه السعي أكثر لتحسين وضعه المادي وتوفير العيش الرغد لنسله، من خلال تحقيق منافع لهم إبان وجوده على كرسي الوزارة،وكذلك النائب الذي جيء به ب”طنّة ورنّة” ومن خلال مسرحية الإنتخابات المزوّرة،فإنه لا يعلم المهام الملقاة على عاتقه ،وحجم ووزن موقعه.

عدم الفهم من قبل كل من الوزير والنائب لمهامهما ،خلق حالة من الإرباك وتبادل الأدوار،وتسبب في خلل عميق أعاق التقدم والتنمية والنهضة في البلد،وزاد من مشاكلنا الناجمة عن سوء أداء حكوماتنا المتعاقبة ،التي لم تترك أيا منها بصمة تذكر في مجال نهضة الأردن ،وخلق تنمية مستدامة فيه ،وعمّق من مشاكل ومعاناة الشعب ،ووسّع الفجوة بين القمة والقاعدة ،بحجة أن عجز وضعف الحكومات أمر مسكوت عنه ،ولا يعلمون أن كل حكومة يتم تشكيلها  مزودة بخارطة طريق هي كتاب التكليف السامي،ويتوجب إختيار الوزراء  مناصحاب افختصتص وتحميلهم برامج تتعلق بوزرارتهم وغمهالهمحتى تنفيذ المطلوب منهم ،لا كما يحدث عندنا من حكومات مشمشية يجري تطعيمها بالخوخ والبرقوق والمكثرى كل يوم ،لتنفيع البعض.

أجزم أن غالبية النواب لا يعلمون وزن وحجم مواقعهم ،ولا يدور بخلدهم أنهم أهم من الوزراء ،لأنهم في الأصل هم الذين يشرعون للوزير ويراقبون أداءه ويتحققون من طريقة عمله ، وما يجري عندنا في الأردن هو عكس السير لأن النائب تخلى عن مهامه ربما لأنه لا يعلمها أصلا أو لا يقدر عليها ،فهرب بإتجاه عمل أقل ما يمكن ان يقال عنه أنه معيب بحقهم ،وهو السعي لتسول الخدمات لبعض أبناء مناطقهم كالتعيين مثلا ،وهذا هو صميم عمل الحكومات ،ولا علاقة للنواب به  من قريب أو بعيد.

ما يجري على أرض الواقع معيب بحق بعض الوزراء الضعفاء أمام النواب وبعض النواب المتنمرين على الوزراء،إذ يتنمر هذا النائب أو ذاك على بعض الوزراء ،ويقتحم مكاتبهم محملا بالضغوط والتهديدات في حال عدم تلبية مطالبهم غير المشروعة أصلا،ولسان حاله يقول أنه في حال عدم الإستجابة لمطالبي فإنني سأهاجمك من تحت القبة،ولكون الوزير المعني ضعيف  أصلا  فإنه يرضخ له ،ويقوم بتعيين أقاربه ،وربما قام أيضا لإرضائه بمخالفات قانونية من النوع الثقيل تتعلق بالعطاءات لترسو على النائب المعني خوفا منه،ولنا في هذا الملف ظاهرة مرضية  وحميدة  تميّز بها وزير المياه السابق البروفيسور معتصم السعيدان ،وهي أنه الوزير الوحيد الذي وقف في وجه بعض النواب من هذه العينه كالسد المنيع ،وكان لسان حاله يقول أن وسيلة الإتصال الوحيدة معكم هي تحت القبة ،ولذلك صنعوا لوبي كبير ضده ،وأبعدوه عن منصبه دون وجه حق،وهذا ظلم كبير .

لن ينصلح واقع هذا البلد إلا بإتباع قواعد وأسس الحكم الرشيد،واختيار وزراء إختصاص أقوياء خبراء علماء في مجالهم ،والإبتعاد عن المقولة الفاسدة أن موقع الوزير سيادي،وكذلك إختيار نواب إختصاص خبراء علماء في مجالاتهم ،وألا يكون من أصحاب المصالح ،ويتم إفهامهم أنهم مشرعون ومراقبون على الحكومة، وليسوا  متسولي وظائف دنيا لبعض أبناء مناطقهم ،وأنهم نواب وطن وليسوا نواب حارات.

قد يعجبك ايضا