الفشل العربي في تكوين الدول / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 24/3/2021 م …




ثمة ما يزال حتى يومنا هذا من يسأل عن سر الفشل العربي في تكوين الدول،وهذا سؤال مشروع لأن السواد الأعظم منّا، لم يطلع على “المصيبة  الكبرى”التي تغلف حياتنا وتحدد مسارنا وترسم خطواتنا المتعثرة نحو المستقبل ،وهي “وثيقة كامبل السرية”،الصادرة عن مؤتمر كامبل عام 1907 الذي عقدته القوى الإمبريالية آنذاك بزعامة بريطانيا، لتحديد ملامح المنطقة العربية بعد إكتشاف النفط في الخليج عام 1905.

ما نحن فيه في المساحة العقيمة الممتدة بين الماء إلىر الماء ،من تخلف وتعثر وديكتاتورية وزرع كيان الخزر في فلسطين ،وأمية وأمراض وفقر وتيه مستمر ،منصوص عليه في هذه الوثيقة السوداء ،وتم تنفيذه  عمليا في مجال تأسيس الدول الفاشلة عام 1916 ،وفق ما ورد في معاهدة “سايكس –بيكو” بين فرنسا وبريطانيا ،اللتان عملتا  بجدية متناهية من أجل التخلص من اليهود فيهما،رغبة في إنقاذهما من الفساد والإفساد اليهودي ،الذي ترجمته سياسة الإنتقام التي إتبعها يهود أوروبا بعد “ثورة”مارتن لوثر كينغ”على أنقاض الحاج المسلم الإصلاحي الحقيقي “مالكولم إكس”.

كان المندوب السامي البريطاني في جزيرة العرب السير بيرسي كوكس قد نجح في ترسيم الحدود في جزيرة العرب ،وتسليم المناطق القبلية لمن عثر عليهم من اليهود قطاع الطرق في صحراء العرب،وعلى رأسهم الملك عبد العزيز ،وعقد معهم مقاولة تقضي بتمكينهم من الحكم مقابل التعهد بتنفيذ أجندته المنصوص عليها في وثيقة كامبل السرية ،وتهالك عبد العزيز وتنازل عن فلسطين عام 1915.

لقد سمح لهؤلاء اليهود التحكم بمصائر مساحاتهم القبلية ،وبسبب تفجر النفط في الخليج ،باتوا يتحكمون في سياسات الدول الكبرى الفقيرة ،ونجحوا في تدمير كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا وتهميش مصر وتخريب لبنان ،ومحاولة السيطرة على الأردن ،الذي تم تهديد قيادته ممثلة بالراحل الحسين من قبل الملك فيصل  عام 1969،بأنهم سيشعلون ثورة في الأردن تنهي حكم الهاشميين وتقضي على المقاومة الفلسطينية، في حال حال رفض الراحل الحسين إخراج المقاومة الفلسطينية من الأردن ،لأن السعودية لا تستطيع تحمل ثورتين ضدها في اليمن والأردن.

هناك ملاحظة قيّمة وهي أن الإستدمار الغربي نجح في تفصيل دول عربية بعينها، لأشخاص وعائلات مجهولة الهوية والنسب للبعض،مع أن تصرفاتهم تشير إلى أصولهم اليهودية ،ولا أريد تسمية الأمور بمسمياتها ،تاركا الأمر لذكاء القاريء وقدرته على مراجعة المواقف والمراحل التي مرت بها العديد من الدول العربية.

لسنا بحاجة لإئتلاف سحرة مغربي يهودي هندي ،لمعرفة أسباب تخلفنا وعدم إنتصارنا على أعدائنا وتمكين مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية من الإستمرار والتدرج بأمان في تحقيق اهدافها ،ومعرفة أسباب الفقر عندنا وتصحر أراضينا وتفشي الأمية في صفوفنا رغم كثرة الجامعات لدينا ،وكذلك تفشي الأمراض ،وهجرة الأدمغة العربية إلى الغرب ،وإستفحال الخلافات العربية –العربية ، وإنعدام المواطنة الحقة ،وعدم الإلتفات للبحث العلمي والتنمية  والحرية وحقوق الإنسان ،ودفع المليارات للغرب المتصهين كي يدمر الدول العربية المناهضة للسياسية الصهيونية.

 واقعنا الحالي الذي رسمته لنا وثيقة كامبل السرية ونفذه وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا سايكس وبيكو ،وممارسات أيتام بيرسي كوكس وصنائع الصهيونية والماسونية من الحكام “العرب”،دليل كاف وبرهان شاف على أسباب فشلنا في إقامة دول عربية بمعى الكلمة.

قد يعجبك ايضا