كيف تدمر بلدك؟ … غورباتشوف نموذجا / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 7/3/2021 م …




قبل سنوات أجرت السي إن إن  الأمريكية مقابلة صحفية مع الرئيس السوفييتي الأسبق الجاسوس غورباتشوف ،الذي أسهم مع الجاسوس الثمل يلتسين في تدمير الإتحاد السوفييتي بعد الهزيمة العسكرية ،التي تعرض لها الإتحاد السوفييتي على يد الأمريكان بمساعدة الإسلام السياسي في أفغانستان،وكان السؤال المحور الذي وجهته له المذيعة  هو:كيف نجحت في تدمير الإتحاد السوفييتي؟

هز الجاسوس غورباتشوف كتفيه مزهوا وقال لا فض فوه أنه وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب،ولأن المذيعة الأمريكية لم تفهم الإجابة طلبت منه الإيضاح أكثر ،فأسهب هذا الجاسوس الذي غيّر وجه التاريخ وقال :العملية أبسط مما تتصورين ،لقد وضعت النجار وزير للطاقة ،وخريج الإقتصاد وزيرا للصحة ،وخريج الفنون وزيرا للمياه  وهكذا ،قمت بعملي خير قيام.

ولأن الشيء بالشيء يذكر ،وبما أننا نعيش لحظة ساخنة في الأردن وهي التعديل الوزاري العجيب الغريب، الذي أجراه دولة رئيس الوزراء  د.بشر الخصاونة ، وأثار حنق وغضب وإستهجان المواطنين كافة ،فإننا سنسقط حالة غورباتشوف على د.الخصاونة ولكن بدون تشبيه ،لأننا نحترم دولة الرئيس، وما إنتقادنا له إلا حرصا على مسيرة الوطن وحماية له من الزلل.

عندما خرج علينا دولة الرئيس بشر الخصاونة  بحكومته الأولى وبدون التدقيق فيها ،كانت صرخاتنا كفيلة بهدم جبال  كثيرة ،فالعدد كان صادما ،وغالبية الوزراء كانوا عبءا على الوطن قبل أن يكونوا عبءا على دولة الرئيس،ومع ذلك لم يسمع صراخنا أحد،وقلنا علّ وعسى أن يشعر دولته بالصدمة عندما يكتشف المآسي ،ولكنه صدمنا أكثر عندما أجرى التعديل الحالي على وزارته ،وأخرج منها خبيرا متخصصا في مجاله وإبن ميدان هو معالي البروفيسور معتصم السويدان ،الذي أبلى بلاء حسنا في ترقيع  الإرث الذي تسلمه.

رغم عدم معرفتنا شخصيا بمعالي الوزير السعيدان ،إلا أننا ملزمون بإنصافه كوزير كفؤ وخبير وميداني ومتخصص، إيمانا منا بأن من ينجز في ميدانه يستحق الثناء ،ومن يقصر يستحق التنبيه بتوجيه النقد إليه ،بعيدين عن العلاقات الشخصية أو الكيدية ،لأننا في نهاية المطاف سنحاسب من قبل رب منتقم جبار.

حبا الله الأردن بميزات لم يعطها لأي من البلدان وهي التعددية ،إذ أن التركيبة السكانية في الأردن  فيها مكونات من شرق المتوسط إلى غربي بحر قزوين ،عربا ومسلمين وجميعهم يمتازون بالقدرات العالية وبالصفات الحميدة،وبذلك يكون من كرم الله علينا أنه منحنا هذه التعددية ،لكننا لم نحسن إستخدامها لصالح هذا الوطن المستباح من قبل البعض الذين لا يحسنون تنفيذ ما يرد في كتب التكليف السامية عند تشكيل الحكومات ،فبدلا من البحث عن الأقوياء والخبراء وأصحاب الكفاءة ،يحصرون بحثهم في دوائرهم الضيقة من أصدقاء ومحاسيب و……..،وضمهم إلى وزارات لا تقدم ولا تؤخر،ولولا أداء جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين للتغطية على قصورهم ،لبانت عيوبهم حتى قبل  تعيينهم وزراء ليصبحوا عبئا عل الوطن وعلى جلالة الملك وعلى من إختارهم.

نصيحتنا لمن يكلف بتشكيل الحكومات أن يختار الأفضل كي يريح ويرتاح ،فالمسؤولية أمانة وكلنا مسؤولون أمام الله وجلالة الملك والوطن عن عملنا بغض النظر عن ما هيته ،ولا بد من التوضيح أن المسؤول القوي في موقعه ،يكون سندا للوطن وللمجال الذي يعمل فيه……..

قد يعجبك ايضا