عندما يصمت القضاة في العراق امام امتهان الحكام السرقة واللصوصية / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 5/3/2021 م …




حقا عندما يطلقون على العراق في ظل حكام ما بعد الغزو والاحتلال  بلد الغرائب والعجائب لم يات هذا الوصف صدفة بل جاء في مكانه جراء ما يحصل من فساد مالي واداري منذ اكثر من عقدين من السنين دون ان نرى بصيص امل في ان  ينهض البلد من كبوته في ظل هؤلاء الحكام  .

 شاشات الفضائيات وما اكثرها في البلاد تورد بين فترة واخرى مقابلات  يطل فيها اما مسؤول كان ضمن طبخة الاحتلال وهرول مع دبابات الغزو عام 2003 واستمر في السلطة  لسنوات  كان طيلة كل تلك السنوات” صم بكم عمي ” على كل الذي يحصل وما يراه من فساد ونهب للمال وتدمير للاقتصاد واما عضو في” البرلمان” الذي لايحتاج الى وصف او تعريف لان  هدف الاعضاء فيه فقط هو الامتيازات الخاصة ” والرواتب الخيالية والمخصصات   وضمان الراتب التقاعدي الخرافي الذي يتقاضاه في فترة وجيزة  هو وعائلته دون تقديم  شيئ للعراق وشعبه يستحق ذلك التقاعد الذي جرى  تثبيته وفق فرمانات  صادق عليها ” البرلمان” اصبحت قوانين  موثقة في سلطة تفتقد الى” الشرعية الحقيقية ” فضلا عن الحصانة والحمايات واستغلال منشئات حكومية لاغراض خاصة و السكن المجاني في بيوت فارهة تابعة للدولة.

 واما من يظهر في تلك المقابلات كان في  حكومات الاحتلال المتعاقبة واما في مؤسسة من مؤسسات حكم ما بعد  الغزو  والاحتلال يطل هذا المسؤول بعد ان لهف وسرق وانتفخت اوداجه  ليتحدث عن ادلة لديه  يدين فيها الاخرين باعتبارهم لصوص وسراق وتراه متحمسا جدا ونسي نفسه معتقدا ان ” خلقته ” قد تمر على الذاكرة العراقية .

كثيرون  يطلون عبر الفضائيات بوجوههم التي لن ينساها حتى الطفل العراقي ورسخت في  ذهنه نتيجة عبثها وتدميرها واهمالها للعراق وشعبه ويتهمون الاخرين بالسرقة واللصوصية ظنا منهم ان العراقي اصيبت ذاكرته بالتلف او نسي  هؤلاء الذين جلبوا الكوارث للعراق الذي تحول بسبب لصوصيتهم الى بلد مهزوز الاركان مدمر منتهك السيادة بل اوصلوه الى   حافة الافلاس .

شخص واحد من بين هؤلاء الذين كانوا ضمن ” جوقة” المهرولين خلف دبابات الاحتلال  يفضح  الاخرين ولن ينسى نفسه انه ” مشعان الجبوري” عندما يسالونه على الهواء مباشرة  لن ينكر ” انه هو الاخر حرامي” ساهم مع الاخرين من الذين يحكمون بالعراق في نهب وسرقة  ثروات الشعب .

المحاكم في جميع انحاء العالم تبحث عن ادلة لادانة السراق وتبذل جهودا استثنائة للحصول عليها  لادانة السارق او اللص الا   في العراق الادلة موجودة وموثقة.

 ماذا تريد المحاكم بعد كل هذا ” في بلد الديمقراطية المتامركة” اكثر من ظهور مسؤول سابق على شاشة الفضائية ليصرخ باعلى صوته ” انا سارق وحرامي حتى تلاحقه و تدينه وتدين هذا المسؤول او ذاك من الموجودين في السلطة حتى الان؟؟

اين المحاكم في ” دولة القانون” من كل ذلك وهو يظهر علنا  وبيده وثائق وهو يصرخ باعلى صوته ” انا حرامي” انا سارق اموال العراق وهناك سراق وحرامية في السلطة مثلي ايضا ولدي ادلة ووثائق تدينهم؟؟

لقد اخرس القضاة والحكام في العراق منذ الغزو والاحتلال وهم يرون باعينهم ما يحصل وبحوزتهم ادلة موثقة  لانهم تنقصهم الشجاعة والجراة على متابعة ما يحصل وان المحاكم هي الاخرى تسرب اليها الفساد  بعد ان تحولت بناياتها  الموشحة ب” الميزان” كدليل على العدل الى مجرد اطلال اتى عليها الزمن  يوجد في داخلها مجموعة من القضاة الذين اصيبوا بالطرش والعمى واخرس معظمهم  ان لم يكن جميعهم  ولم يعد  يسمعوا او يروا  ما يحدث من كارثة في العراق  ويخشون  حتى بالاشارة لذلك  واصبح العراقي ينظر لهم كمشاركين في الفاجعة التي حلت بالبلاد .

ان سكوت القضاة على ما يحصل في العراق يجعلهم من المشاركين في الفاجعة العراقية ولايوجد اي تفسير اخر على هذا الصمت المعيب.

 

قد يعجبك ايضا