تاريخ من النصر الروسي لم يمنع اردوغان من ارتكاب حماقته / ميّ حميدوش

 

ميّ حميدوش ( سورية ) الأحد 29/11/2015 م …

خمسة قرون من العلاقات الروسية التركية المتوترة وعدد كبير من الحروب كان لروسيا الغالبية بنصرها كل ذلك لم يمنع سلطان أنقرة من جر بلاده إلى هزيمة جديدة.

لم يقف إجرام اردوغان على دعم المجموعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها داعش عبر إقامة معسكرات تدريب وإمداد بالعتاد والسلاح وتسهيل لمرور الإرهابيين من مختلف الجنسيات بل تعدى ذلك إلى تأمين الحماية لتلك المجموعات الإرهابية عبر محاولة تأمين غطاء جوي لهم.

لم تأتي جريمة إسقاط الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية من عبث بل كانت رسالة من الحكومة التركية بأن تنظيف الأراضي السورية من المجموعات الإجرامية خط أحمر بالنسبة لسلطان أنقرة.

وقد جاءت تلك العملية بعد ساعات من قمة طهران – موسكو التي حددت ثوابت مكافحة الإرهاب المنظم تلك القمة التي حافظت على ثوابت الشرعية الدولية والسياسية ودعمت الحق السوري بمحاربة الإرهاب ومنعت أي تدخل بالشأن الداخلي السوري بما فيه المس بالسيادة السورية.

إذا عدنا بالتاريخ نجد أن الدولة العثمانية لم تكن بيوم حليف أو صديق لروسيا كما أنها لم تكن يوماً صديقة لجوارها ومن ينسى المجازر التي ارتكبتها تلك الدولة بحق الشعوب والإنسانية.

اليوم يحاول سلطان بني عثمان مجدداً الانتقام لأجداده لكنه على ما يبدو لا يجيد قراءة التاريخ ولو كان مجيداً للقراءة لامتنع عن إقحام نفسه في صراع سيكون به الخاسر حتماً والتاريخ شاهد.

إن ما قام به حاكم أنقرة ترك آثار أبرزها الأعمال توتر العلاقات بين روسيا و حلف الناتو والتي تشهد توتراً قبل دخول روسيا في الحرب ضد الإرهاب كما أثبتت الحكومة التركية دعمها للمجموعات الإرهابية المسلحة إضافة لنسف العلاقات الروسية التركية وقد كان ذلك واضحاً بتصريحات الرئيس بوتين والحكومة الروسية.

وهنا لابد لنا من توجيه السؤال التالي ” على ماذا اعتمد اردوغان في عدوانه الأخير ؟” والجواب واضح إن اردوغان اعتمد على الدعم الخفي للولايات المتحدة الأمريكية ولابد لنا من القول بأن تاريخ أمريكا حافل بالتخلي عن الحلفاء ومصر وغيرها شاهد على صدق ما نقول.

في قراءة سريعة للفكر الاستراتيجي الروسي نجد بأن روسيا لابد أن ترد على الاعتداء التركي ولكن نوعية الرد وتوقيته سيكون مفاجأة لتركيا وداعميها المؤقتين.

قد يعجبك ايضا