سناء محيدلي : مُقاومة !! / ثريا عاصي

 

ثريا عاصي ( لبنان ) السبت 28/11/2015 م …

* الصورة للشهيدة سناء محيدلي …

تقتصر الدعاية في غالب الأحيان، على صورة مُرفقة بكلمة مكتوبة أو منطوقة يجري تكرارهما على مسمع ومرأى من المستهلك بشتى الأساليب، مئات المرات بل ألاف المرات حتى التّخَمِ الذهني والبصري!

الدعاية تسوّق لمُنتج مادي، أو فكري أو عقائدي، دون أن تترك للمستهلك فرصة لالتقاط أنفاسه، حتى لا يسأل أو يُقارن أو يستخدم ما تعلمه من تجاربه.

لا جدال في أننا في عصر الدعاية التي يُقصد منها، أن نصدّق الكذب، وأن نقتنع بحقيقة ما ليس حقيقياً، وأن نقبل الغلط وأن نشرب نفطاً!

هذه مسألة صعبة جداً في الظروف المعقّدة التي نعيشها، لا سيّما أنّ الدعائيين والمنافقين يكادون يمكلون من دون غيرهم، أداة التعبير وحريته. الذي يحتجّون ويعترضون ينزل عليهم غضب من عند عرب عربسات، جزاؤهم السكوت أو السجن أو الجلد أو قطع العنق.

من المرجّح أن تكون القناة اللبنانية mtv أداة لعرض الصور المذيّلة بالكلمات، والمتوّجة بالعناوين، أي أداة لتزوير الحقائق ولحشو الرؤوس، امتهاناً للرموز الوطنية والقومية.

إنّ الإرهاب هو أن يـُقدم فردٌ أو جماعة على قتل فرد أو جماعة من الناس العُزّل. بالله عليكم ماذا فعلت سناء محيدلي حتى تضعونها على لائحة الإرهاب؟ هل تعرفون أنّ هذه الفتاة هي ابنة الحزب السوري القومي الاجتماعي؟ أما سمعتم بأنطون سعاده، مؤسّس هذا الحزب؟ لقد أقدمت الدولة اللبنانية على إعدامه بعد أقل من ثمان وعشرين ساعة على اعتقاله، مدلِّلة على أنها في جوهرها هي دولة إرهابية بامتياز، تلاحقها منذ اغتيال أنطون سعاده، لعنة الإرهاب، حتى كادت أن تختنق بين أكياس القمامة والنفايات!

لقد حاولت سناء محيدلي إرهاب جنود إسرائيليين جاؤوا إلى بلادها حيث مارسوا الإرهاب، هم وأعوانهم في لبنان، ضدّ المدنيين اللبنانيين. مارسوا أيضاً «الارهاب» ضدّ الكينونة الوطنية اللبنانية! هل تذكرون صبرا وشاتيلا، هل تذكرون اتفاقية 17 أيار، هل تذكرون الانتخابات الرئاسية؟!

لا تتذكّروا يا جماعة الـ. mtv اعلموا أنّ سناء محيدلي (استشهادية مقاوِمة) وأكبر من إرهابكم الإعلامي . لقد تصدّت لإرهاب المستعمرين، العنصريين الإسرائيليين، فكانت أكبر من الرجال الصغار!.

 

 

قد يعجبك ايضا