رسالة ثانية لدولة رئيس الوزراء … لعل وعسى الصحراء وجهتنا / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 6/12/2020 م …




الصحراء الأردنية الشاسعة البرّاقة المتلألئة بفعل تربتها الثمينة التي تحتوي على العديد من العناصر والمعادن، هي وجهتنا المفترضة هذه الأيام، للخروج من مشاكلنا الناجمة عن سوء تصرفات الحكومات السابقة التي جاءت، لا لنهضة الأردن، بل لإثقال كاهليه بالديون والمشاكل والأزمات، التي أسهمت في تضييق مساحة الأرض الزراعية، لصالح الغابات الإسمنتية السكنية التي تربعت وتزداد في مساحات التربة الزراعية الحمراء من الأرض الأردنية ،وترك الصحراء الشاسعة نهبا للرياح التي تزمجر في فصلي الخريف والشتاء ،ولا نستفيد من هذه الرياح العاتية في عمل مزارع  لتوليد الطاقة البديلة النظيفة، شأنها شأن أشعة الشمس التي تغشى أردننا الحبيب معظم أيام السنة وبمعدل 3 آلاف ساعة شمسية، ولا نستفيد منها هي الأخرى في إقامة مدن الطاقة الشمسية العملاقة،ناهيك عن عدم إستغلال الصحراء كما يجب في مجال المياه ،حرصا على تسمين  أرصدة المتغولين في قطاعي الكهرباء والماء.

نستطيع الإستفادة من صحرائنا البراقة اللميعة في أربعة مجالات هي: أولا:البناء والتعمير ،حيث إستغلال المساحات الشاسعة لبناء مدن سكنية متطورة  بهدف مساعدة شبابنا الأردني المأزوم وإعادة تأهيله وتوفير سكن مقنع ومريح لكي ينعم بالزواج وخلق فرص العمل.

ثانيا:إقامة المشاريع التنموية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والعملاقة لنهضة البلد، وكذلك للإستفادة من الطاقة المتجددة الناجمة عن الرياح والشمس، وإقامة مشاريع مثل المزارع الحيوانية والشجرية يتم تقديمها للشباب بمقابل رمزي.

ثالثا: إقامة مشاريع الحصاد المائي وإنشاء السدود وحفر الآبار المائية، وخاصة في فصل الشتاء الذي تشهد فيه الصحرار هطولا مطريا مهولا بسبب التغير المناخي، والإستفادة منها في الزراعة والتنمية،وها نحن نشهد هذه الأيام فيضانات مائية كبيرة في صحرائنا بسبب الهطل المطري الكبير.

رابعا: يجب على وزارة الدفاع الزراعية القيام بعمليات مسح للصحراء ،وتحديد المساحات الصالحة للزراعة فيها، وفرز المناطق الأثرية، وذات الغنى المعدني للإستفادة منها في أمور التعدين وغيره ،وأن يتم تقسيم الأراضي الصالحة للزراعة إلى وحدات مدروسة، وتسليمها للشباب الطموح العاطل عن العمل، كي يبدأ حياته من جديد شبابا منتجا فخورا بوطنه ومنتميا له وولاؤه لقيادته ،وخير من يفلح في هذا المشروع الريادي هو قيصر الصحراء العلّامة ألبروفيسور أحمد الملاعبة، الذي سبر أغوار الصحراء الأردنية بكاملها.

الأردن ليس فقيرا ،والأردن ليس ضعيفا ،كما أن صحراء الأردن ليست قاحلة كما هي صحاري الآخرين ،لأن الله جل في علاه وعند إبداعه في خلق الكون اختار هذه الأرض الطيبة المقدسة ، وخلع عليها وصف أرض الحشد التي قدرها منطلقا لدعم وتحرير أرض الرباط  فلسطين، ولكن الوضع يتطلب حكومة مبدعة قلبها على الوطن وهمها من هموم المواطن، وهدفها تنفيذ ما يرد في كتب التكليف السامي .

قد يعجبك ايضا