الأردن بين نظريات الضبع والحمار و”الجدي والتيس” / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 13/11/2020 م …

سجلت جائحة كورونا “كوفيد 19″في الأردن نظريتين هما الضبع والحمار ،في حين أنني أبيح لنفسي بعد إنتهاء الإنتخابات البرلمانية  الأخيرة، نظرية جديدة وهي “الجدي والتيس”،ولا شك أن هذه النظريات الثلاث بحاجة إلى دراسات معمقة من قبل الباحثين الإعلاميين وخبراء علم الإجتماع وحتى “علماء”السياسة “إن كانوا يجدون في ذلك مصلحة لهم.




نبدأ بنظرية الضبع التي راح ضحيتها مسؤول ملف كورونا في وزارة الصحة د.عدنان إسحق ،الذي شبّه في مقابلة تلفزيونية  فايروس كورونا بالضبع،وقال أنه يجب فتح الباب حتى يتمكن الضبع من الخروج في حال إقتحم البيت عنوة أو في غفلة من أصحابه،فقامت وزارة الصحة بإنهاء خدماته ظلما وبهتانا،مع أن هذه النظرية ليست من بنات أفكاره ،بل وردت على موقع منظمة الصحة العالمية “who” وقرأتها بنفسي،وذنب الرجل أنه تحدث بها دون أن ينسبها للمنظمة العالمية.

أما نظرية الحمار المتعلقة بكورونا أيضا فتعود إلى زميلنا الكاتب عبد الهادي راجي المجالي، الذي إنبهر بمحاورته على الشاشة ،وخرج بهذه النظرية ،ذلك أن المعاناة هي من أحد أسباب الإبداع،وقال في معرض حديثه ونصائحه لتجنب الإصابة بالكورونا ،أن على المواطنين إرتداء الكمامة،وأن المواطن الذي لا يضع كمامته على وجهه عبارة عن حمار.

أما أنا  فإنني وبعد التمحيص والتدقيق والإنبهار والإنبعاج العاطفي في نتائج الإنتخابات ،أبيح لنفسي أن أضيف نظرية ثالثة تسجل لي كبراءة إختراع وهي نظرية “الجدي والتيس”،التي تعود إلى المثل الشعبي الدارج الذي يقول”جدي ما بلعب ع تيس”،بمعنى أن  الجدي الغرّ صغير السن وعديم التجربة والخبرة لا يمكن أن يضحك على تيس مخضرم عتيق ويركب ظهره ،لكننا في الأردن قلبنا الآية في الإنتخابات الأخيرة ،وغيّرنا المعادلة وهيأنا المجال للجدي بأن يلعب على التيس ،وهذا إنجاز أردني يجب على المؤسسات العالمية المعنية بالذكاء والإبداع أن تسجله رسميا لنا لتحفظ بذلك حقوقنا الإبداعية.

قبل الغوص في التفاصيل  ومن منطلق أن هذه النظرية نقدية بحتة،قائمة على السؤال الإستراتيجي:هل يعقل أن يتغلب جدي صغير على تيس مخضرم، أؤكد أنني لا أقلل من قيمة أحد عندما أتحدث عن الجدي  الغر،أو  عندما أتحدث عن التيس المخضرم،لأنني أتقيد بحرفية ونص المثل الدارج”جدي ما بلعب ع تيس”،وإنما قمت بتوظيف هذا المثل في موضوع القياس والتطبيق بخصوص الإنتخابات البرلمانية الأخيرة ،التي سجلت العجب العجاب في النتائج التي لم تخرجها صناديق الإقتراع.

بعيدا عن فايروس كورونا المفتعل عالميا ،وفي مجال الإنتخابات التي تعد كورونا سياسية  مفتعلة محليا ،فإنه لا يمكن لجدي غرّ صغير عديم التجربة أن يحظى بثقة القطيع ويجمع حوله من كان التيس المخضرم المشهور بفحولته وقوته وسطوته وجبروته وخدماته الجليلة لمشغله صاحب القطيع يقودهم ويرضيهم،إذ  كان يمارس ألف مهمة معا منها حراسة القطيع وحمايته،والإسهام بزيادة وتحسين النسل ،ليس بالنسبة لصاحب القطيع بل لأهالي القرية بكاملها لأنه أصلي .

نحن في الأردن قلبنا المعادلة وحصل الغر على ضعف أصوات المخضرم ،وبذلك كما أسلفت فإننا نستحق جائزة عالمية لأننا خرقنا المألوف وجعلنا “التيس يلعب ع الجدي”وهذه سابقة يجب أن يتم تدريسها ليس في الجامعات فقط بل في المعاهد الدبلوماسية والأمم المتحدة،كما أننا غيرنا المتعارف عليه  وهو أن العرب ليسوا أذكياء.

قد يعجبك ايضا