تركيا تتحدث بالنيابة عن اذربيجان في حربها مع ارمينيا.. يا للمهزلة / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 3/11/2020 م …




من يطلع على تصريحات المسؤولين الاتراك يعتقد ان اردوغان والشلة المحيطة به لهم مواقف سلبية ثابتة من سلوك وتصرفات ومشاريع ومخططات الولايات المتحدة الامريكية ليس في منطقتنا فحسب بل في مناطق العالم الاخرى  لكنهم  ليس  ”  صادقون  ” بكل الذي يرد على السنتهم سلبا ضد  واشنطن التي عرف عنها انها لاتتحمل نقدا من اي طرف مهما كان من الدول الحليفة لها مثل المانيا وفرنسا وحتى بريطانيا التي نادرا ما تنتقد اصلا لانها مؤيدة 100 بالمائة  لكل ما يصدر عن اروقة البيت الابيض.

 ما بالكم بتركيا؟؟

تركيا بصرف النظر عن ما يصدر من تصريحات  لكبار المسؤولين فيها بما فيهم اردوغان تعتبر اهم دولة بالنسبة للولايات المتحدة  ويمكن  اعتبارها  من وجهة نظر امريكية ” شرطي المنطقة” بعد غياب ” شاه ايران” الذي كان  يطلق عليه هذا اللقب  كونها عضو في حلف ” ناتو” العدواني وتوجد على اراضيها قواعد عسكرية امريكية تضم اسلحة نووية وفق المصادر الاعلامية الى جانب موقعها الجغرافي ووجود الممرات والمضائق التي تربط  بعض البحار والتي  يمكن الاسنفادة منها في الحروب من وجهة نظر امريكية طبعا وانها تنفذ الاجندات الامريكية سواء كانت تعني ذلك او انها مواقف تركية تصب بالصدفة  في خانة المخططات والمشاريع الامريكية ليس في منطقتنا العربية فحسب  بل في مناطق اخرى من العالم.

  ولعل منطقة ما وراء القوقاز والصراع العسكري بين ارمينيا واذربيجان الاهم في الاجندات التركية التي تلتقي مع الاجندات الامريكية حيث روسيا القريبة من الصراع والمستهدفة رقم واحد بهدف زجها في الحرب الحالية بعد ان تصرفت  موسكو بذكاء في حربها ضد الارهاب المدعوم تركيا وامريكيا في سورية واستطاعت ان تتجاوز ” مصيدة” توريطها في مستنقع على شاكلة مستنقع افغانستان الذي نصبه الغرب الاستعماري للاتحاد السوفيتي  .

 بالامس اعتبر وزير الدفاع التركي خلوصي اكار ان اذربيجان لن توقف  الاعمال العسكرية القتالية في ناغورني كاراباغ والمناطق المتاخمة له الا بعد انسحاب القوات الارمنية.

وقال اكار ان اذربيجان دولة صديقة وشقيقة بالنسبة لتركيا مؤكدا “على رفض احتلال ارمينيا ” وفق زعمه لاراضي اذربيجان لكن اكار نسي كما يبدوا ان قوات تركية تحتل اراضي سورية وحتى اراضي عراقية وقبرصية  طالما انه يرفض الاحتلال .

هذه المرة الاولى النى نلمس فيها ان دولة تتدخل بهذه الوقاحة في حرب بين البلدين تتدخل وكانها  هي المعتية بكل الذي يحصل وان الشروط التي يطرحها قادة انقرة هي التي يجب ان تسود اما حكومة اذربيجان ماهي الا تابع للسياسة التركية المتهورة ليس في القوقاز فحسب بل في منطقتنا وفي شرق البحر المتوسط وفي ليبيا وقبرص وغيرها.

تصريحات كبار المسؤولين الاتراك تؤكد ان تركيا متوغلة بشكل مباشر في الحرب بين اذربيجان وارمينيا  وهي ترى بعينها  وتتلمس مواقف بعض الدول من الصراع الاذربيجاني  االارمني التي تتصف بالعقلانية والحرص على ان يسود السلم في المنطقة وان لاتتسع رقعة الحرب  مثل الموقف الروسي رغم وجود اتفاقات عسكرية بين موسكو ويرفان لكن روسيا تمارس سياسة  متزنة بعيدة عن التهور الذي نلمسة عمليا في مواقف تركيا بارسال ” المرتزقة” والارهابيين لمنطقة الصراع وهو ما ترفضه روسيا وايران المجاورة ايضا فضلا عن دعمها  العسكري المباشر لباكو .

ان التحرك التركي في منطقة القوقاز لم يات عفويا او انه حدث بالصدفة لانه يصب في خانة المشاريع الامريكية التي تستهدف محاصرة روسيا سواء في منطقتنا العربية او  في اوربا او في منطقة بحر البلطيق وحتى هذه المنطقة التي تعدها روسيا الاخطر طالما ان الارهاب الذي شنت الحرب ضده في سورية لابعاده عن حدودها بات قريبا منها جراء المغامرة التركية بالتدخل في  صراع ” ناغورني كارباخ وارسالها  الارهابيين  للقتال الى جانب اذربيجان .

 ورغم نفي انقرة بالتدخل العسكري في الصراع لكن تصريحات كبار المسؤولين الاتراك وعلى راسهم اردوغان تؤكد ضلوع  تركيا وتدخلها المباشر ضد ارمينيا غير مكتفية بالمجازر التي ارتكبتها ضد هذه البلاد في حروب سابقة كانت نتائجها ولازالت تمثل صفحة سوداء في تاريخ اسلاف اردوغان العثمانيين والمحيطين به.

قد يعجبك ايضا