المفكرة القومية الأردنية تتساءل : ماذا سيختلف – في الجوهر – سواء امتطى جو بايدن او دونالد ترامب حصان جون واين الابيض؟! لا دفاعا عن دونالد ترامب، ولكن .. !




ديانا فاخوري ( الأردن ) – الإثنين 2/11/2020 م …
كنت قد كتبت منتصف 2015 بعنوان:
لا دفاعا عن دونالد ترامب، لكن .. !

نعم ليس دفاعا عن دونالد ترامب … لكنه لم يصوت علی قتل اكثر من مليون عراقي، وتفريغ العراق من مسيحييه، وحل الجيش العراقي تسهيلا لاقامة داعش، وتمزيق العراق واقتطاع اجزاء منها لصالح السلطان العثماني!

اما هيلاري كلينتون فقد فعلت ذلك كله حين صوتت لصالح الحرب علی العراق … و شرور البلية يحملها الاعلام الامريكي اذ يعتبر التمييز والانحياز والظلم وعدم الاعتراف بالاخر ايا كان لونه او لبوسه من اختراعات دونالد ترامب متجاهلا ان الولايات المتحدة الامريكية انما قامت علی ما غرسه البيوريتانز(الطهرانيون) الانجليز – وقد تمثلوا التوراة – في اللاوعي الامريكي من ثقافة الغاء الاخر .. فاين ذهب الهنود الحمر اصحاب الارض الاصليون؟! الا يتماهی اغتصاب البيض لامريكا الشمالية مع اغتصاب الصهاينة لفلسطين؟!

وانسجاما مع المنطق الميكانيكي الليبرالي يقوم بعض العرب مثلا – من موقعهم كضحايا الامبراطورية والامبریالية – بتأييد نماذج اوباما وساندرز وبايدن (هذه الأيام) ويضعون فيهم جل (بضم الجيم) امالهم بوصفهم “أقل شرا” وكأن المشكلة تكمن في انتخاب رؤساء امريكيين “أشرار” .. انه ذات المنطق الرومانسي الداعي الی المحبة والتسامح والزهد والتفاهم والسلام بين بني البشر (الفلسطينيين و الصهاينة مثلا) بمجرد توسل الحوار والانفتاح علی الاخر وتغيير العقلية. كنت قد تسائلت باكرا ما الذي يختلف –  في الجوهر – سواء امتطت هيلاري كلينتون (جو بايدن) او دونالد ترامب حصان جون واين الابيض .. فالحصان هو هو، والايديولوجية هي ذاتها، والمصالح الاستراتيجية هي هي .. ماكينة السيطرة علی والتحكم في العالم هي ذاتها .. كلاهما يريد الامساك باقتصاد العالم، وتكنولوجيا العالم، وعسكر العالم واعلامه! اما ترامب فهو الابن الشرعي للولايات المتحدة الامريكية .. هو رمز رأسماليتها ووجهها الحقيقي .. انه يمثل امريكا عارية مكشوفة العورات بواقعيتها .. بلا ماكياج ومن غير عمليات ومساحيق تجميل!
ديانا فاخوري
كاتبة عربية أردنية

 

قد يعجبك ايضا