ها أنا ادق ناقوس الخطر / العميد ناجي الزعبي

العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) – الثلاثاء  20/10/2020 م …



اسرد  القصة التالية لانها اتت في سياق تنامي وتطور الجريمة الناجمة عن التركيبة الاجتماعية واختلالاتها وخروجها عن المألوف  وتشكيلها خطر هدم البنية الاجتماعية وتمزيقها تمهيداً للاطاحة بالوطن كله ، وماهي الحلول للخروج من هذا النفق المروع  .
بتاريخ ١٤ شباط ٩٩ تعرضت والدتي ووالدي لقتل من قبل شاب عمره ٢٢ عام بقصد السرقة برغم ان والدي استدعاه لطلاء جدران منزلنا باربد كمساعدة له كونه شقيق امرأة متزوجة تسكن بشقة بمنزلنا وعاطل عن العمل ويحتاج للمساعدة.
تبين ان الشاب تربى ببيئة اسرية مفككة والده متوفي ووالدته تعمل آذنة  بمدرسة ولديه اعمام اثنان احدهما يعاني من اعاقة بدنية والثاني مجهول مكان الاقامة ، اي ان الشاب نشأ بلا رعاية من احد وبلا تأهيل اجتماعي تربوي او تعليمي  .
كان اسلوبه بالقتل دموي يفتقر لاي شعور انساني بشري ، فقد استخدم ماسورة كسر بها جمجمة والدي ووالدتي .
كانت جريمة تتواضع امامها جريمة قطع ايدي صالح وفقأ عينيه  .
ومنذ ذلك التاريخ تحدثت بالفضائيات وبالصحف ونبهت لضرورة تقديم العناية الاجتماعية لجيل الشباب وتوفير التعليم وفرص العمل لهم ، ونوهت لخطورة تفاقم هذه الافة الاجتماعية وخطر انعدام ارادة الدولة ، واكاد اجزم نظراً لاضطراد المخاطر وتعميقها وتفاقمها وتفجرها ان  ارادتها هي تعميق  هذه الافة ، وخطر البطالة والفقر والجهل والتخلف وغياب الاسرة وتفككها الشأن الاكثر اهمية وخطراً وبأن المستقبل ينذر بتكون  الجريمة المنظمة كنتيجة وسياق حتمي لهذا الواقع المرير    .
لكن كان واضحاً ان هناك جهود ممنهجة للانزلاق اكثر واكثر لهذا المستنقع الخطر والدفع بهذا الاتجاه سواء كان بقصد او بلا قصد  .
والان نحن نجني الثمار بلطجة وخاوات وارهاب تكفيري وجريمة منظمة تطورت لتستهدف اجهزتنا الامنية ومنشآتنا وامننا وقد عانت  سورية من هذه الافة ومن الارهابيين الذي ذهبوا للجهاد هناك وفلسطين على بعد بضعة كيلومترات من مقراتهم  .
الجريمة تقف على بوابات منازلنا وتسكن وعينا ووجداننا وثقافتنا  المغيبة وقصور مداركنا ،  الجريمة تداهمنا كقنبلة موقوتة وتفرض نفسها على اجيال تائهة طحنها الفقر والعوز والقهر وانسداد الافق والدولة في واد وشعبنا وكاديحينا  في واد آخر ،  ولا يوجد ما يبشر بمعالجتها بل على العكس
لم يقتصر الامر عند هذا الحد فقد تطور لمراحل اكثر خطورة وتهديداً للسلم الاهلي فقد اخذت هذه الظاهرة تحظى برعاية وعناية وحماية مافيات ذات نفوذ في اماكن رسمية حساسة تذكرنا بعصابات ومافيات شيكاغو وبوسطن ك الكابوني وكوكسكلان .. الخ .
ان بتر واجتثاث هذه الافة يحتاج لارادة سياسة ( مستقلة ) وخطة نهوض وتنمية وقرار حازم حاسم ليجفف منابع مثل هذه الظاهرة كالفقر  والجهل والتخلف والرعاية الاجتماعية واجتثاث الفساد والفاسدين والبلطجية الكبار الذي يشكلون العراب والراعي الحقيقي الاخطر الثاني بعد الافات الاجتماعية والاقتصادية

قد يعجبك ايضا