هل تتحول منطقة ناغورني كاراباخ الى سورية أخرى بتدخل اردوغان ؟ / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 1/10/2020 م .
الصراع حول اقليم ناغورني كاراباخ بين ارمينيا واذربيجان اخذ منحى جديدا بتدخل اردوغان في الصراع الى جانب اذربيجان وسط انباء عن ارسال انقرة ” ارهابيين” من شمال سورية ونقلهم الى منطقة المعارك وهو ما اكدته وزارة الخارجية الروسية على لسان المتحدثة ماريا زاخاروفا فضلا عن ارسال مرتزقة سوريين من خونة الوطن لدعم القوات الاذربيجانية ضد قوات ارمينيا في الحرب الدائرة في منطقة القوقاز .
الرئيس الارمني ارمين سركيسيان نفسه حذر من تحويل منطقة ” القوقاز ” الى سورية فضلا عن المخاطر التي قد تتعرض لها ايران المجاورة لكلا البلدين بعد ان افادت الانباء بسقوط قذائف هاون ومروحية اذربيجانية اسقطتها المضادات الارمنية وفق المصادر داخل الاراضي الايرانية نظرا لقرب ايران من منطقة الصراع وقد تستغله الدول الراعية للارهاب في حال تدفق الارهابيين على منطقة الصراع لاستثمار ذلك ضد ايران وحتى ضد روسيا التي اعربت عن خشيتها من ذلك مؤكدة ان موسكو تعتبر اي تصريحات حربية او خطوات عدائية من قبل اطراف ثالثة وتعني بذلك تركيا قد يزيد من حدة التصعيد في المنطقة المتنازع عليها وقد يجلب عواقب من الصعب للغاية التنبؤ بها الى منطقة جنوب القوقاز باكملها .
اردوغان المنفلت والمتمرد على المجتمع الدولي لديه الاستعداد ان يغامر ضد ارمينيا نظرا للعداء التاريخي معها والذي يمتد الى سنوات الحكم العثماني والمجازر التي ارتكبت ضد الارمن انذاك وبقيت وصمة عار في جبين اسلاف اردوغان الذي يسعى الى احياء امجاد اتى عليها الزمن فضلا عن محاولته الضغط على روسيا من خلال موقفه ضد ارمينيا حليف موسكو لعله يفلح بالحصول على بعض المكاسب و التنازلات الروسية سواء في سورية او ليبيا في حال ايجاد تسويات في هتين البلدين.
ومع اصرار الطرفين الاذربيجاني والارمني على مواصلة القتال رغم التوسط الروسي لوقف القتال فقد طلع علينا اردوغان وكانه يتحدث بالنيابة عن رئيس اذربيجان بالقول” السبيل الوحيد لاحلال سلام مستدام في منطقة قره باغ المتنازع عليها بين اذربيجان وارمينيا يكمن في سحب قوات ارمينيا بالكامل من المنطقة”.
تخيلوا الصفاقة والوقاحة من رئيس دولة يدس انفه في الصغيرة والكبيرة ولابد ان سياسة اردوغان هذه التي جعلت من تركيا منبوذة على المستويين الاقليمي والعالمي سوف تصطدم يوما بدولة كبرى ويتادب بعد ان يعرف حجمه كما حصل في الازمة التي نشبت بين روسيا وتركيا جراء اسقاط طائرة السوخوي فوق سورية وكيف هرول مرغما للاعتذار من موسكو بعد القرار الحازم الذي اتخذه الرئيس الروسي بوتين بتدمير اية طائرة عسكرية تركية تحلق فوق سورية.
ولاحظنا في حينها كيف اذعن اردوغان وقادته للقرار الروسي حتى توجهه الى موسكو وتقديم الاعتذار الى القيادة الروسية.
شخص مثل اردوغان لايعرف سوى لغة القوة وسوف يجلب يوما الخراب والدمار الى بلاده جراء مغامراته العسكرية وحماقته كما فعل صدام ب” كوناته” التي جلبت الفاجعة للعراق.
انظروا سلوك اردوغان وموقفه وقارنوا ذلك مع مواقف رؤساء روسيا وفرنسا والولايات المتحدة” الذين يمثلون ” مجموعة مينيسك” فقداعربوا عن ادانتهم للتصعيد العسكري في منطقة قره باغ داعين الى الوقف الفوري للقتال هناك والتفاوض غير المشروط.
اردوغان وحده يصر على استمرار القتال بينما الامم المتحدة ومعظم الدول الاخرى ورؤسائها تدعوا الى وقف الصراع العسكري في القوقاز.
ووجه انتقادات الى روسيا والولايات المتحدة وفرنسا بصفتها رؤساء مشاركين في مجموعة مينيسك الخاصة بقره باغ التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوربا.
وقال ان محاولات مجموعة مينيسك ايجاد سبل لتهدئة الاوضاع في المنطقة غير مقبولة. مشددا على ان الوقت حان لتحقيق هذه النتيجة المنشودة وان اذربيجان وفق اردوغان شرعت في اتخاذ خطوات بهدف حسم القضية.
وكرر اردوغان الغارق في حروب بالمنطقة والداعم للارهاب حماقاته التي لاحدود لها في راسه الساخن ولابد وان هذا الراس سوف يصطدم هذه المرة بصخرة صلدة جراء عناده واصراره كرر دعم اذربيجان عسكريا ونقل الارهابيين الى منطقة الصراع بالقول ” سنواصل دعم اذربيجان بكل امكاناتنا انطلاقا من ” شعب واحد في دولتين”.
ونخشى ان يمرر المجتمع الدولي لرئيس احمق مثل اردوغان حماقاته في القوقاز مثلما فعل وارتكب من جرائم في سورية والعراق وليبيا وسبق ذلك غزو قبرص وتجزئتها من قبل الجيش التركي ومعاداة دول الجوار مثل اليونان فضلا عن معاداة مصر وغيرها من الدول العربية .
لانظن سوف تسلم ” الجرة هذه مرة” لاسيما وان لدى روسيا التي سئمت من اكاذيبه ووعوده ف سورية و سوف يستهدفها الارهاب في القوقاز بفضل اردوغان وهي تشعر بذلك لديها اكثر من موقع تستطيع من خلاله وقف هذيانه وقرص اذنيه ووضع حد لغطرسته وتماديه والى الابد بعد ان تملص من كل الاتفاقات التي ابرمها مع موسكو حول ادلب وغيرها .