قراءة سياسيّة وأمنيّة وعسكريّة في مواقف الأمين العام لحزب الله / ياسر الحريري

 

 

ياسر الحريري ( الإثنين ) 19/1/2015 م …

*الحرب الأمنيّة ضدّ حزب الله والمقاومة مُحتدمة وإسرائيل تتخبّط

من جملة المواقف المهمة التي تحدث عنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، هو حديثه عن العملاء والاختراقات الامنية من قبل اسرائيل والاميركيين لحزب الله، حيث لم ينف على الاطلاق ان حزب الله تعرض وممكن ان يتعرض لاختراقات وان جسم الحزب الذي كبُر بات اكثر عرضة لهذه الاختراقات الامنية، بل من الطبيعي ان تحاول الاجهزة الامنية الاسرائيلية والاميركية وحتى العربية والغربية ان تخترق حزب الله وتحديدا الاميركيين والاسرائيليين، كون حزب المقاومة هو هدف دائم لهذه الاجهزة الامنية.

السيد نصرالله رغم هذا الكلام اقرّ ان هذا الاختراق خاطىء، الا ان المقاومة تستطيع دائما ان تعالج الامور وتكتشف هذه النوعية من العملاء، وبالتالي هي حرب سجال امنية وعلى مستويات اخرى مع العدو الاسرائيلي، ومن المتوقع ان يحصل هذا الاختراق بين الحين والآخر، والا لماذا ستفتش اسرائيل عن عملاء في امكنة اخرى، مع العلم ان هذه الشبكات كانت موجودة.

واكدت مصادر في 8 اذار ان حزب الله يواجه اسرائيل ويشارك في المعركة الاقليمية السياسية والامنية والعسكرية ومن الطبيعي ان تجري متابعته ومحاولات اختراقه الدائمة من قبل اسرائيل اولاً ومن ثم من قبل الاجهزة الامنية الغربية والاميركية والعربية ربما. واشارت الى ان هؤلاء العملاء ليسوا ابناء تعبئة، بل اشخاص قضوا سنوات طويلة في الحزب وتولوا مهام ومسؤوليات حساسة في اكثر من قطاع حساس، وهنا بيت القصيد، اذ الحالات التي يتعرض فيها الحزب للاختراق لم تكن بخطورة الاشخاص الذين كشف النقاب عنهم، خلال السنوات الاخيرة،

الامر الآخر وهو خطير جدا، تضيف المصادر: اولاً يتعلق الامر، بقدرة المخابرات الاسرائيلية والاميركية على اختراق الحزب في هذه الشخصيات، وثانيا وهذا الاهم، كيف تصل الاجهزة المخابراتية الاميركية والاسرائيلية الى هؤلاء وعن اي طريق وبأي اسلوب، ومن هم الوسطاء، اذ طالما تبين ان المسألة المالية ليست اساسية، وخصوصا في قضية عمالة محمد شوربة، التاجر والممتلئ ماليا ومصرفيا، اي انه ليس بحاجة لأي مساعدة مالية ومن سبقه من عملاء في الاساس ليسوا بحاجة الى مساعدات مالية. ورأت المصادر ان طريقة الاكتشاف واسلوب كشف العملاء فالاميركي وغيره علم ان هناك جهازاً امنياً لدى حزب الله لكن لديه اصدقاء يعاونوه احيانا في كشف العملاء من اشخاص ودول يزودونه بالمعطيات الحساسة حول بعض هؤلاء، مما يعني ان بعض من جرى كشفه لم يستطع الهرب كما حصل مع اخرين واعتبرت المصادر ان بعض الذين استطاعوا الافلات من حزب الله وهم من كوادره الامنية وهربوا الى خارج لبنان، بالطبع لديهم اشخاص اشاروا اليهم بالهرب، لأنهم انكشفوا، وربما الاسرائيلي، لكن اذا لم يكن الاسرائيلي ابلغهم انه جرى اكتشافهم وسألت من يكون قد ابلغهم وامّن لهم وسائل الهرب من الضاحية او بيروت، والى اين خرجوا داخل او خارج لبنان، وكيف وعن اي طريق وبأي اوراق ثبوتية اذا لم يعبروا الجنوب اللبناني باتجاه اسرائيل .

واكدت المصادر ان حزب الله يتعرض لحرب امنية قاسية جدا، بدليل ما يحدث، لكن يبقى الاهم ان حزب الله يكشف هذه الامور ويخرج بها الى العلن ولا يخفيها مع قدرته على ابقاء الامور طي الكتمان، لكنه بالـتأكيد يعلم ان الاسرائيلي او الاميركي سيأتيان يوماً ويتحدثان عن هذه الامور، لذلك كشف حزب الله عن هؤلاء يشكل عامل ثقة وحماية له ولجمهوره، واكدت المصادر ان كل ذلك لا يعفي شراسة الحرب الامنية التي يتعرض لها الحزب والمقاومة في لبنان كما لا ينفي خطورة هذا المشهد على اختراق الحزب بهذه الاسماء والشخصيات الحزبية.

 

 

قد يعجبك ايضا