المحامي محمد الصبيحي يكتب: قناديل المعارضة السياسية في الأردن




المحامي محمد الصبيحي ( الأردن ) – الثلاثاء 21/7/2020 م …

يسألني صحفي عربي عن عنوان المعارضة السياسية في الأردن؟؟ أين يتوجه سائلا ومحاورا؟
اجبت على السؤال بسؤال : لماذا يرغب صحفي عربي بمحاورة ( المعارضة الأردنية).
قال : انتم الدولة العربية الأكثر أمنا والأقل في نسبة في الأمية والأعلى في نسبة الشهادات الجامعية والأكثر استقرار في نظام الحكم ، وتجاوزتم بنجاح تداعيات الربيع العربي، اذن فالسر  عند المعارضة السياسية الاردنية.
قلت : لا السر عند أحد الدواوير وقبل ان تسألني عن الدوار  اقول لك انه متنزه سياسي وطني غامض ولكنه جميل وهواؤه عليل فاذهب اليه إن أستطعت.
في الأردن لا توجد معارضة سياسية، يوجد فقط سياسيون لمرحلة مؤقته ويوجد غاضبون مؤقتا  وقلة فرادى من يغضبون ويعارضون على الدوام.
لدينا ظاهرة المعارض الذي خرج من وظيفته ، والمعارض الذي يتهيأ للإنتخابات ، والمعارض الذي ينتظر المنصب الوزاري، والكاتب المعارض الذي ينتظر تسديد فاتورة  قلمه الفذ، والمعارض الذي يستمتع بالشهرة الاجتماعية، ولدينا صالونات سياسية ترتبط بأسماء أشخاص تنمو فجأة وتنطفئ فجأة دون أن تعرف لماذا وكيف مثل قنديل استهلك زيته فانطفأت جذوته
لدينا قناديل معارضة تسرج بالزيت فرادى في زمن الطاقة المتجددة.
كم نحن متخلفون في مبحث  العلوم السياسية.. فقد تذكرت ان أستاذا عربيا  في العلوم السياسية قال لي : لا تنمية اقتصادية بدون تنمية سياسية، ولا تنمية سياسية بدون أحزاب سياسية قوية، ولا إصلاح في غياب معارضة سياسية حزبية برامجية، فاكتشفت متأخرا أننا في الأردن لانملك من تلك المؤهلات شيئا ولذلك قد يستمر مسلسل فقدان الأشياء ومسلسل التراجع الاقتصادي، ومزيد من الاتكاء على سواعد الأصدقاء الذين ستمتد أيديهم إلى جيوبنا المثقوبة.
هنا سر المعادلة الاردنية الغامضة :كلما ارتفعت مستويات التعليم العالي وتزاحمت الشهادات العليا  وانتشرت قناديل الزيت المهترئة كلما تراجع أداؤنا الاقتصادي وارتفعت المديونية وغاب الأصلاح

قد يعجبك ايضا