ماذا بعد .. هل تستحق “الامم المتحدة ولجانها المتخصصة ” الاحترام ؟ / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأربعاء 28/10/2015 م …

بالرغم من عدم توقيع ” تل ابيب” على ” معاهدة حظر انتشار الاسلحة  النووية ورفضها الكشف عن ترسانتها النووية او  السماح  بمراقبة نشاطاتها  التووية دوليا مثلما تفرض   الولايات المتحدة  الامريكية على  الدول والحكومات الاخرى   وتهددها  بالغزو والاحتلال والتدمير في حال عدم انصياعها ل” الالام المتحدة”  الا ان واشنطن اعلنتها وبلا وجل  ان وزارة الطاقة الامريكية  وافقت علانية على التعاون مع اسرائيل في المجال النووي.

وحين نستعرض المواقف الامريكية ازاء الدول والحكومات التي تسعى للحصول على الطاقة النووية للاغراض السلمية  نجد تلك المواقف تعكس هستيرية  وعدوانية  البيت الابيض  الذي يكيل ” بالف ” مكيال وليس بمكيالين لكن عندما يتعلق الامر ب” اسرائيل” فالامر  مباح ويتم صرف النظر عن ” شيئ اسمه ” تفتيش دولي” او خبراء ” اللجنة الدولية للطاقة الذرية” او مفتشين يجب  استقبالهم من قبل الدول الاخرى  وتكون   واشنطن قد زجت بينهم  جواسيسها وحتى تل ابيب وجواسيسها  والا فان الحرب بانتظار من يخرج عن” طاعة ماما امريكا” مغلفة طلباتها ” ب” الامم المتحدة” .

كل  هذا ليس  موجودا في قاموس الادارة الامريكية عندما يتعلق الامر” ب ” اسرائيل”.

يزعمون ان هناك  منظمات دولية  تشكلت وفق بنود  واتفاقات دولية انبثقت بعد اقامة  الجمعية  العامة  للامم المتحدة التي  اعقبت انشاء ” عصبة الامم”  بعد الحرب العالمية الثانية  وطلب من دول العالم احترام هذه المنظمة ومن تلك المنظمات” لجنة الطاقة الذرية  الدولية ” ومقرها فينا” هذه اللجنة لم تتحدث يوما عن ” ترسانة اسرائيل النووية” او ان تطلب ارسال  مفتشيها وخبرائها  الى ” اسرائيل” لتفتيش ” مفاعل ” ديمونه ” او غيره  للتحقق من نشاطاتها النووية  او ان تطلب منها الانضمام الى اتفاقية الحد من الاسلحة النووية لكن عندما يتعلق الامر بالعراق فرضت هذه المنظمة وغيرها على النظام  الحاكم السابق الذي اطيح به عسكريا عام 2003  ان يقوم المفتشون الدوليون بتفتيش حتى اسرة نوم  رئيس النظام والا فان الحرب بانتظاره وقد استغلت واشنطن كما هو معروف ذلك لغزو العراق واحتلاله تحت ذات ” الكذبة”  وجود اسلحة دمار شامل  وهي غير موجودة الا في مخيلة المجرم بوش والوضيع  بلير الذي اعتذر اخيرا بعد تدمير العراق وقتل شعبه.

لاندري لماذا صمتت وتصمت لجنة الطاقة الذرية الدولية عن كل  هذا التعاون بين واشنطن وتل ابيب في المجال النووي منذ زودت الولايات المتحدة اسرائيل بمفاعل ناحال شوروك” النووي عام  2008 والذي يستخدم الان كمفاعل للبحوث النووية؟؟

صحيفة ” هاارتس” الصهيونية كشفت عن تعاون جديد في مجال الطاقة النووية بين ” واشنطن وتل ابيب” زعم انه تعاون للاغراض السلمية .

يريدوننا ان نصدق ذلك خاصة وان ” اسرائيل ” وجدت بل وزرعت في المنطقة منذ عام 1948″ بمثابة ” حمامة سلام”؟؟

اين ” منظمات الامم المتحدة” ولجانها  ووكالاتها  المتخصصة  التي اقامت الدنيا ولم تقعدها بشان نشاطات العراق النووية في حينها مثلما شنت حربا على سورية من اجل تجريدها من الاسلحة الكيمياوية وتقدمت الحملة” واشنطن” مهددة بقصف سورية.

 اما ايران وما عانته من حصار وفرض للعقوبات بشان برنامجها النووي فالحديث عنها  لاتكفيه صفحات حتى ارغمت ” واشنطن ” وحليفاتها الغربيات جراء صمود طهران بوجه التهديدات الغربية   وبعد 13 عاما من العقوبات على الاقرار ببرنامجها النووي السلمي حتى ان الرئيس الروسي بوتين علق مرة  في احدى احاديثه قائلا ” لقد كذبت الولايات المتحدة على العالم مدة عقد من الزمن باعتبار ان طهران تسعى لحيازة قنبلة نووية ” لكن  اتفاق فينا الاخير مع الدول الست كشف اكاذيب الادارة الامريكية.

  واشنطن استغلت وتستغل الامم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها من اجل تنفيذ اجنداتها  في  العالم بهدف تحويله الى قطب احادي وهناك اكثر من دليل على ذلك حتى تحولت ” الامم المتحدة ” ومجلس الامن “  في الكثير من الاحايين الى ادوات لارهاب الشعوب بالرغم من ان انبثاق الامم المتحدة عقب قمة ” يالطا” التي اعقبت هزيمة النازية في الحرب العالمية الثانية جاء بهدف اسعاد الشعوب في العالم  وتجنيبها حروبا جديدة .

قد يعجبك ايضا