حكومة بغداد” سريالية” وفق تفسير خروشوف وليست ” ملائكية” / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الثلاثاء 20/10/2015 م …
توفي المفكر ” ميشيل عفلق” صاحب كتاب ” في سبيل البعث” ذلك الكتاب الذي كان يحتوي على” مصطلحات غيبية لايستطيع احد مهما علت ثقافته ان يحل ” طلاسم تلك المصطلحات حتى لو اعاد قراءة الكتاب اكثر من مرة.
قفز ذلك الى ذهني وانا استمع الى من ” احيا” مثل تلك المصطلحات ولكن بعد غزو واحتلال العراق ليحل محل ” عفلق” ولكن بالضد من افكاره انه صاحب مصطلح ” الحكومة الملائكية ” في العراق و” القمقم ” والمارد” ثم يتحدث عن ” الوجودية ” وسارتر” وسيمون دي بفوار ” وغيرها من المسميات التي يزج بها في احاديثه ” الممجوجة ” في مسعى يريد من خلاله ان يوحي للمستمع ” او المشاهد انه مثقل ” بالثقافة من راسه حتى قدميه بل و حتى النخاع وبهذا فهو يستحق كل المناصب التي من بها عليه وعلى غيره المحتل الامريكي.
هتاك “نكتة عراقية ” مفادها ان ” رجلا نصح ابنه بانه عندما يتحدث في ” الديوان ” اثناء اجتماع العشيرة ” عليه ان يتجاوز ويتجنب الاحاديث الصغيرة وان ينتقي و يحجي ” اكبار واذا بهذاالابن يفاجئ الجالسين في ” الديوان” ب ” كلمة ” جاموسة” ” والده التفت اليه واذا به يورد كلمة “ اخرى “ بعير” ظنا من الابن ان الوالد يطلب منه اكبر.
الجعفري ولمن يتابع تصريحاته واحاديثه يظن ان هذا الرجل مصاب بعاهة او ربما لوثة خاصة وان ما يشاع عنه في ” بريطانيا” انه مسجل ” معاق” ويحصل على مساعدة المعاقين المالية وفق بلدية ” ايلنغ” في لندن كما يقولون.
الزعيم السوفيتي الراحل نيكيتا خروشوف زار مرة نيويورك اثنا ء اجتماعات الدورة العادية للجمعية العامة للامم المتحدة وتلاقفه ” فنانون ورسامون امريكيون ” ينتسبون الى مدرسة فنية اطلقوا عليها اسم ” الحركة السريالية” وظهرت هذه الحركة الفنية في مجال الرسم عام 1952 ومن بين شخوصها ماي رون ودوشان وماكس ارنست وهانز ارب ويؤمن فنانو ” السريالية” بعوالم اللاوعي والازدواجية.
زار خروشوف احد معارض فنانيها وطلبوا منه التعليق على احدى اللوحات فكان جوابه ” ارى هذه الصورة التي تشابكت الوانها وهي اشبه بالطفل الذي تغوط ولعب بالغائط” ولمن لايعرف خروشوف هو ابن جمهورية اوكرانيا التي تعادي روسيا اليوم وكان اول من استخدم الحذاء وضرب الطاولة التي امامه قبل ان يضرب منتظر الزيدي بوش المجرم بحذائه ضربة خروشوف جاءت احتجاجا على ما يجري في الامم والمتحدة وكان مصيبا بحق لان هذه المنظمة تحولت وبمرور الزمن من منظمة ” دولية” الى شبه امريكية” تربت على اكتاف المنتصر وتواسي المهزوم مناقضة بذلك المبادئ التي تاست من اجلها في اجتماع قمة يالطا بعد الحرب العالمية الثانية .
مصطلح الجعفري الذي اورده اما م الصحافيين واعتبر فيه ” الحكومة المسخرة” بانها حكومة ” ملائكية ” مصطلح مثير للضحك ولامعنى له في قاموس” الدبلوماسية العراقية” التي اوصلها الجعفري ومن سبقوه الى الدرك الاسفل بل ان وزارة الخارجية في عهده تحولت الى مهزلة شانها بذلك شان جميع المؤسسات التي انبثقت في العراق بعد الاحتلال وبما تحمله من مسميات مثيرة للغثيان “.
تورد بعض وسائل الاعلام اسم الجعفري مما يجلب انتبهانا لاعتقادنا انه ” جعفري حكومة الملائكة” من اجل ان نرى ونسمع ” اخر صيحة من المصطلحات التي يرددها هذا الرجل المهووس بالفذلكات والكلمات الطنانة .
و عندما ندقق ونمعن النظر نجده ذلك الجعفري الذي اصاب الاخرين بصداع وقاتلهم بالكلمة والحجة طيلة سنوات اربع دفاعا عن وطنه وشعبه امام الجمعية العامة للامم المتحدة انه الدبلوماسي الشجاع ممثل سورية لدى الامم المتحدة بشار الجعفري بن الشام الذي رفض الاغراءات وبالملايين من الدولارات عرضت عليه مقابل خيانة وطنه وشعبه لكنه رفضها وباباء .
ولو عرضت مثل هذه الاموال على اي مسؤول في حكومة” اللوحة السريالية” وفق تفسير خروشوف لها من اللصوص بما في ذلك ” جعفري الدبلوماسية العراقية الفاشلة” لتلاقفها دون تردد وهو الذي يهرول وراء انظمة تتامر على العراق و يتحدث عن رغبتها في اعادة سفرائها للعراق وقد تحول الى مراسل صحفي يتحدث بالنيابة عن الرياض والدوحة دون ان يحترم المنصب الذي يشغله.
حكومة بغداد ايها الجعفري ” ليست ” ملائكية” وان السنوات التي اعقبت عام الاحتلال اكدت انها لوحة سريالية وان خير تعريف لها هو انها ” ينطبق عليها قول الزعيم الراحل خروشوف ورايه باللوحة السريالية التي اطلع عليها في نيويورك.