روسيا ليست مقاولا لتحرير فلسطين / عادل سمارة

 

عادل سمارة ( فلسطين ) الإثنين 19/10/2015 م …

يتسائل كثيرون من الرفاق والأصدقاء، ويتفذلك كثيرون من الأعداء عن التنسيق بين الجيش الروسي وجيش الكيان الصهيوني فيما يخص الطلعات الجوية.

من المهم الانتباه ان روسيا تنسق كذلك مع سلاح جو العدو الأمريكي. فهل هناك من فارق؟

تنسيق روسيا لا يعني قط أن روسيا تناقش مع العدو الصهيوني دخول طائراته الأجواء السورية فهي تترك هذا لسوريا نفسها. روسيا تريد ان لا تشتبك مع الصهاينة لأن مهمتها محددة ولأنها لا تريد حربا مع امريكا عبر صراع مع الكيان. ليس شغل روسيا حماية سوريا من الكيان. . كما ان من العيب ان نطلب من روسيا حماية أجوائنا. لكن من حقنا ان نطلب منها أسلحة ذات كفاءة لحماية أجوائنا.

هذا مع وجوب الحذر بأن روسيا:

1) تعترف بالكيان.

2) أن روسيا إذا ما قررت حماية أجوائنا فإننا قد نتورط في تبعية هائلة لها بحيث نكون عملاء كما هو الكيان عميل للغرب من نتنياهو وحتى يهود الفلاشا الفقراء. أي كأننا نغريها لتصبح إمبريالية . كما ثرثر عزمي بشارة والمتمولون منه منذ زمن.

3) وهذا يخلق حالة من التبعية بدل الاستفادة من الحروب على سوريا لخلق واقع عروبي جديد.

4) لا ننسى أن هذا الكيان حتى لو تفوق على سوريا جويا، وحتى لو لم تعطنا روسيا اسلحة مناسبة، هذا الكيان يهتز اليوم حتى بثورة السكاكين (أصح المُدى) أي أنه ليس بالقوة الهائلة التي يعتقدها البعض. وحتى لو لم تعطنا روسيا السلاح المناسب، فهذا لا يعني ان نفك تحالفنا معها إلا إذا توفر أحد أمرين: بديل افضل لو ان نبني واقع عروبي قدير. وهذا ما يهرب منه معظمنا إما لشعور بالعجز أو لأنه ليس وحدويا حقيقيا.

5) من السذاجة إهمال حقيقة ان روسيا تدافع في سوريا عن نفسها من الإرهابيين .

وأن روسيا تدافع عن السوق الأوروبي للغاز الروسي وهذا أمر اقتصادي واستراتيجي، لأن اي فلتان اوروبي من روسيا يحولها إلى خنجر إرهابي ابيض ضد امريكا.

6) ونعم روسيا دولة عظمى لها مصالحها، وبما انها رأسمالية فقد تتحول إلى امبريالية، لكن هذا لا يعني ان لا نتحالف معها.

والأهم هو: أن ركزوا جهودكم/ن ضد القطريات العربية ليصبح وطننا في وضعة الند لروسيا . اولويتنا وطن عربي بلا أنظمة قطرية، بلا حكام الخليج بلا توابع، بلا عملاء وليس هل تتحول روسيا إلى امبريالية أم لا.

سيكون عاراً تاريخياً ان نتحول إلى محمية روسية حتى لو كان يحكمها لينين.

قد يعجبك ايضا