أطفال فلسطين يصنعون المجد / محمد محفوظ جابر

محمد محفوظ جابر ( الأردن ) – الإثنين 11/ أيار ( مايو ) / 2020 م …

في الخامس من نيسان كل عام، نقف احتراما وتقديرا للطفل الفلسطيني الذي أبهر العالم أجمع بأساليبه النضالية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
الطفل الفلسطيني ترك مسرح الألعاب وذهب الى المسرح الميداني في الحياة ليمارس دوره ضد جنود الاحتلال بأعمال بطولية، كان رياض أمين جابر أول طفل في الثانية عشر من عمره عندما حمل حقيبته المدرسية وبداخلها المتفجرات، وانطلق الى مقر القيادة العسكرية لقوات الاحتلال وظل يراوغهم الى أن اقتحم مقرهم في فندق الإمبسادور في القدس في حزيران 1968 فكان الاستشهادي الأول الذي قتل عدد من الضباط والجنود في عملية بطولية أدخلت الرعب في قلوب الأعداء.

 

أما أطفال الآر بي جي فقد واجهوا الدبابات الإسرائيلية بشجاعة فائقة خلال الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 واعترف العدو ببسالتهم، لقد كانوا ظاهرة فريدة من نوعها في الحروب، في أنحاء العالم. وأثبت أطفال الآر بي جي الذين تراوحت أعمارهم بين 10-14 سنة والذين ولدوا في المنفى، أن الأبناء لم ينسوا أرض الأجداد ومستعدون للموت من أجل فلسطين.
وفي عام 1987 أطلق إسم أطفال الحجارة على الانتفاضة التي هبت ضد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الفلسطينية واصبح الطفل الفلسطيني الذي يلقي الحجارة على جنود الاحتلال المدججين بالسلاح رمز لتلك الانتفاضة، وكان الأطفال يحملون الحجارة في حقائب الكتب يستخدموها ضد المحتل وكم طفل استشهد في مواجهة الدبابة بالحجارة .كما استخدموا المقلاع وابدعوا في استخدام قنابل المولوتوف فحرقوا آليات العدو المهاجمة لهم.
وشارك الأطفال في الانتفاضة الثانية سنة 2000 وقدموا الشهداء الذين غادروا مقاعد الدراسة كما غادروا أهلهم واصدقائهم.
وتعرض الأطفال الفلسطينيين للاعتقال والزج بهم في سجون الاحتلال منذ أن وطأت اقدام جنود الاحتلال البلاد وتعرض آلاف الأطفال للتعذيب أثناء التحقيق كما أصيب الآلاف بجراح وبعضهم بعاهات وتشرد الآلاف بهدم بيوتهم من قبل العدو الصهيوني الذي اعتبر الطفل هو فدائي المستقبل فعامله بشراسة وقسوة متنافية مع حقوق الطفل التي أقرت في المعاهدات والمواثيق الدولية.
وفي الفترة الأخيرة بدأ الأطفال المحرومون من عيش طفولتهم كما أطفال العالم بإبداعات نضالية جديدة: ضرب المستوطنين والجنود بالسكاكين والمقصات وخطف السلاح من الجنود الذين كانوا يطلقون النار عليهم من مسافة صفر لقتلهم، واليوم يوجد في السجون أكثر من مائتي طفل يعانون من خوف التعرض لفايروس كورونا.
الحرية لأطفال فلسطين

قد يعجبك ايضا