ساحة” اكساراي” مسرح عروضه تتسم بالدموية والموت الجماعي / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 16/10/2015 م ….

اكساراي اسم   باللغة التركية “  لساحة ” لايهمني معتاها  سواء  كان ” يمثل تاريخا مجيدا ” للسلطة العثمانية  وفق تفسيراتهم ام انه شيئ اخر يرتبط بتاريخ  هذه السلطة  المعروف للجميع  وقد افتضح هذا التاريخ بالدور التخريبي الذي تشهده منطقتنا العربية  بقدر  اهتمامي بالذين   يرتادون هذه الساحة على مدى ساعات اليوم  ليتحولوا الى ضحايا لاحقا وفي ظل طقس اخذ يزحف نحو  شتاء قارص وقاسي وتقع اكسراي وسط مدينة اسطنبول  وتحديدا في قسمها الاوربي .

قد يعتقد البعض  ان ” اكسراي ” تحفة ثمينة  او معلما تاريخيا او مسمى يدل على السعادة والخير والامن والامان  حقا انا اجهل كل ذلك لكن الذي يهمني هو ان ” ساحة اكسراي” هذه انظر لها على انها مسرحا كبيرا لايعرض سوى الفصول والمسرحيات الماساوية بل الكارثية لانه  يحتضن كبار وصغارا واطفالا شيوخا  وشبابا ونساء هربوا من سورية والعراق  وهم يحلمون بمستقبل زاهر وسعيد ما ان  تتحدث لهم.

 يجلس البعض منهم على اريكات خشبية بينما يفترش اخرون  ارضية هذه الساحة  والى جانبهم اكياس مليئة بعدة  السباحة التي يعتقدون انها تقيهم من الغرق وبات سعر العدة يكلف من يغامر بحياته قرابة ” 50″ دولارا  وسط تواجد كثيف للشرطة التركية العلنية والسرية . يتهيأ معظمهم ان لم يكن جميعهم لرحلات مجهولة سبقهم فيها الكثيرون ولم ينج منهم الا ما ندر.

 انها رحلات الموت  التي ينظمها اخرون  يمنونهم بالحياة السعيدة مقابل  دفعهم الاف الدولارات والاموال الى جانب دفع  حياتهم ثمنا لمثل تلك الرحلات اما غرقا واما يقعون في  قبضة مافيات  متمرسة في الاحتيال ليجدوا انفسهم مجرد  مفلسين وقد خسروا كل شيئ في الشوارع وقد ضاقت بهم سبل العيش او  العودة من حيث اتوا وهم يحلمون بعد ان فقدوا  كل ما بحوزتهم من اموال جلبوها معهم بعد ان باع بعضهم حتى منزله  وهم  يبحثون  عن المسستقبل السعيد .

ويتجول في هذه الساحة  الكثير” من المافيات “  من الوجوه  الكالحة التي  اثرت وانتفعت على حساب ماساة السوريين والعراقيين تلك الماساة  التي تقف ورائها حكومة البلد الذي يسمح ببيع البشر مقابل  الحصول على  العملات الصعبة التي يحصل عليها المهربون من هؤلاء والتي تذهب  حصة الاسد منها الى الحكومة التركية التي تعلم بكل مايدور في ” ساحة تعد منطلقا” لموت الذين يغامرون في  حياتهم بحثا عن الامن والامان المفقودين في بلادهم جراء الارهاب الذي تدعمه وتسانده انقرة وحليفاتها في المنطقة بعلم ودراية من واشنطن والا بماذا نفسر  ان تصل الاعيب الولايات المتحدة منذ المجيئ بداعش الى المنطقة وبقية جماعات التكفير والارهاب  مثل ” النصرة ” التي تحولت في نظر ” العم سام”  الى  معارضة معتدلة  الى تقديم السلاح علنا وبعشرات الاطنان  بعد ان تعرضت هذه الجماعات الارهابية الى   ضربات قاسية من قبل سلاح الجو الروسي.

 اي ان واشنطن تريد ان تمد  حبل الانقاذ لهذه الجماعات مما يؤكد ضلوع واشنطن في المؤامرة التي تتعرض لها المنطقة وبهذا تتحمل هي الاخرى نتائج الكارثة التي حلت بالشعبين العراقي والسوري مثلما تتحمل الجرائم التي تلحق بهؤلاء الذين  تجمعوا ولازالوا  يتجمعون في ساحة ” اكسراي” مسرح الموت  المجاني  التي وصلوها بعد ان دفعوا مبالغ من المال تدخل نسبة كبيرة منها جيوب سلطات اردوغان .

 ساحة  اكسراي  لاتعرف غير لغة التهريب لكن هذه المرة  تهريبا مرتبا ومنظما لان السلطات النركية التي كانت لاتسمح بمرور الطير عبر بحارها   على دراية بكل الذي يحصل مثلما شاركت وتشارك بقية انظمة الفساد في دخول القتلة والارهابيين الى سورية والعراق.

 وهاهو وزير خارجيتها يقف الى جانب وزير خارجية العائلة الفاسدة التي تحكم السعودية في زيارة مشبوهة لها  وهما يرددان مقولة  مواصلة دعم “  المعارضة السورية المسلحة  المعتدلة على الطريقة الامريكية ” كما تفعل سيدتهم من وراء المحيطات .

  ان تركية والسعودية  شريكان في كل ضحية  عراقية او سورية تبتلعها مياه البحر  حيث نشاهد اليوم في  دهاليز ” اكسراي ” ومسرحها الدموي  شبابا  واطفالا ونساء وشيوخا وعوائل بكاملها  ربما   تلقى مصيرها  جراء امواج البحر.

سورية كانت ولاتزال مدركة وواعية  لهذه  اللعبة الامريكية ووقفت بالضد منها والتي اسمها ” التحالف الدولي ضد الارهاب” والتي هي بمثابة مسرحية فضحتها المواقف الروسية الصادقة والجادة لمحاربة الارهاب وهاهي موسكو تعلنها بصراحة ودون وجل وبلا تردد   قالها الرئيس بوتين خلال زيارته الى كازاخستان  ان موسكو لاتجد تفسيرا للموقف الامريكي من هذه الحرب  ضد الارهاب وقد دخلتها روسيا بقوة غير مكترثة بما يردده الغرب من اقاويل وقد اثبتت موسكو انها الصديق الوفي للشعوب والحكومات التي تحرص  غلى شعوبها  فكانت سورية اول من رحب ودعا روسيا للمشاركة بالحرب ضد الارهاب وبقيت ” حكومة الملائكة” في العراق تراوح في  مكانها  مترددة لخشيتها من ” جرة اذن امريكية” دون ان تتخذ قرارا وطنيا لانها بعيدة عن الوطنية وليست حريصة على العراق وشعبه وان السنوات التي اعقبت غزو العراق واحتلاله تكشف زيف ووطنية هؤلاء المنتفعين المستفيدين من الماساة العراقية  في الداخل بما في ذلك ماساة الذين اضطروا الى ترك العراق  مرغمين والتوجه” الى مسرح “اكسراي ” الاجرامي.

قد يعجبك ايضا