المراة.. بين الواقع والتنظير / هاجر التميمي

لا فرق  في الوقت الراهن في مدى اضطهاد الجنس الرقيق, الجنس النسوي والتفاوت بين الارياف و المدن,

فليس كل من عاشت في المدن العربية اوالعراقية على وجه التحديد, تتمتع بالحرية الكاملة, وما زالت تواجه الكثير المعوقعات لكن ليس من الصعب السيطرة عليها, وعلى وجه الخصوص في المجتمعات الريفية منها.

هنا تتركز الكثير من الاسئلة  و علامات التعجب و الاستفاهم.

ما سبب تواجد العنف في المدن والارياف على وجه الخصوص؟

ما سبب العنف من اساسه في عصر الحداثة والانفتاح؟

ما الذي جعل الرجل يتصرف بهذا الشكل الملفت تجاه حواء؟

هل فعلاً كما يقال ان الاسلام جعل الرجال قوامون على النساء و العادات والتقاليد..؟!

لو رجعنا للتاريخ ماقبل عصر صدر الاسلام لرأينا العجب العجاب!

حيث كان الاضطهاد في اعلى مراتبه, تحت العرف القبائلي  السائد في شبه جزيرة العرب قبل الاسلام,  حيث تعد الاعراف العشائرية والقبلية هي القانون الرسمي, الذي لا يمكن التغاضي عنه باي شكل من الاشكال, وخصوصا العادات القبلية المتعلقة بالمرأة, حيث كانت المرأة تباع وتشترى من قبل اولياء امورهن الى التجار الملقبين بتجار الاناث, كما وصل الامر الى ما هو ابعد من ذلك, حيث اخذت بعض الاقوام بوأد المرأة ودفها حية! لكونها وكما يعتقدون بانها تجلب العار والشنار لقبيلتها! متعمدين اخراجها من الكثافة السكانية, معتربين ايها في انساناً افق الحيوان.

حتى جاء الاسلام  الذي اجرى بعض التعديلات على هذه العادات الخارجة عن اطار الانسانية,  مخاطب الانسانية لا الجنسية او النوع, من خلال الدعوة للمساواة, وبيان اهمية المرأة في بناء المجتمع, وكان ذلك جليا واضحا في ما بين ايدينا من ايات قرآنية و احاديث  نبوية ورويات عن رسول الانسانية (ص).

حيث قرن الله سبحانه وتعالى طاعته بطاعة الوالدين,  ولم يقل ولم يميز بينهما – الاب او الام- كما وهناك المئات من الاحاديث النبوية الشريفة  التي تدعوا الى ضرورة احترام هذا الكائن الملائكي -المراة- ومنها قوله (ص) ”  إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، فإنهنَّ أمهاتُكم وبناتُكم وخالاتُكم…الخ”

اذاً المشكلة ليست في  الدين… وانما هي مشكلة مجتمعة متاصلة ومتجذرة منذ عمق التاريخ القديم.

اما العادات والتقاليد فانها  تختلف من مكان لاخر في العراق, لكن لا  تحث على زواج القاصرات او العنف, بل هناك امور تساعد على تحكم ولي الامر في البنت, بشكل مفرط , بمعنى هنا تعتمد على مزاجية ولي الامر ومدركاته الثقافية, وتقديراته وقناعاته الشخصة, كون ابنته في سن 12 الى 18 كبيرة وتستحق الزواج او نها ما زالت طفلة؟.

اما في الحضارات القديمة الاخرى, لم نجد سوى العنف هو السلوك المستشري في تلك الامم, فمثلا الحضارة الفرعونية كانت هناك عادة تسمى عروس النيل, فكانوا يأخذون المرأة و تزين بالحلي والذهب وتلقى بالنهر! معتقدين انهم بهذا يقومون بأكارم المراة وتقديسها, وما هو الا قتل وتعذب ليس الا.

ومن شواهد العنف ضد المراة في العصر الحديث ايضا, كما هو الحال في فرنسا على سبيل المثال لا الحصر؛ كانت تعتبر المرأة انسانا قاصرا  لا يعول عليه في اي نشاط مجتمعيا  او ادرايا او غيره ولا تسلم اي مهمة او امر ما, فأجريت تعديلات بشأن القانون حيث قررت فرنسا اعتبار المرأة انسان, لكنه خلق لخدمة الرجل!

حيث لاول مرة سمح للمرأة فتح حساب مصرفي في سنة 1882

من هنا نستنتج ان المساواة بين المرأة والرجل لم تأتي عقب الثورة الصناعية لحاجة البلاد للأيدي العاملة فحسب, بل ترجع جذورها الى اعقاب الثورة الفرنسية النسوية.

مشاكل اليوم التي تواجه المرأة مختلفة بعض الشيء عما كانت عليه في السابق, او نستطيع القول هي افضل حال   من تلك الحقبة المظلمة السابقة, لكن مانجده الان  هي بعض فضلات التاريخ الجاهلي.

ينظر المجتمع للمرأة بأنها ناقصة عقلا ودين يحرم ويحلل الكثر لها وعليها تحت مزاجية الرجل وبعض العناوين الدينية المزيف التي لا تمت للانسانية باي صلة بالمطلق, فمزاجية ادام وذكورية المجتمع الشرقي على وجه الخصوص ما زالت مسيطرة على المشهد في المجتمعات النامية, ففي غياب قانون انصاف المرأة ليس من الغريب التحكم بها و دمار مستقبلها.

الكثير من الفتيات تركن التعليم و لا يمتلكن حق التعليم من اساسه, لم نصل و لم يسلط الضوء على فتيات الريف و ما يعانن منه, حتى وصل بهم الحال, لا يشعرن بما يحصل من اضطهاد لهن, لاعتيادهم عليه وقد اصبح جزء من يومياتهن.

كما  ان نظرة المجتمع الرديئة للمطلقة,  التي اصبحت عاهة دائمة في جسد المجتمع الشرقي.

لكون المرأة المطلقة هي فقط رفضت العيش عند اشباه الرجال, فمن العار العيش معه على هامش الحياة وعدم تقبلتها ان تكون عملة رخيصة تلقبها ايدي من الا يستحقها. فضلا عن زواج القاصرات وحرمان التعليم, غير ذلك انها لا تتحلى بالاستقرار النفسي, وهي اليوم تواجه صدمات بدنية ونفسيه عديدة فهي تواجه قرارت كبيرة

خلف الكواليس..

واخيرا اقولها بكل صراحة؛ ان المرأة هي كل المجتمع وليست نصفه..

قد يعجبك ايضا