ماهو سيناريو الحرب القادمة بعد انتهاء حرب كورونا ؟ / كاظم نوري




كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 20/4/2020 م

رغم كرهي وامتعاضي الشديدين  من سماع  كلمات حظر اقتصادي  وعقوبات احادية الجانب ” امريكية او اوربية” خارج اطار الامم المتحدة او ” حرب” مهما كانت طبيعتها اقليمية او كونية  ورغم امنياتي بان تسعد البشرية بالسلام والطمانينة وان تتجاوز ” كارثة كورونا” باقل الخسائر  لكن بوجود قيادة امريكية مغامرة  لاهم لها ” سوى جني المال وانعاش الاقتصاد الامريكي على حساب اقتصاد الدول الاخرى ” ولاتعنيها البشرية بشيئ حتى شعبها وبدعم من دول اوربية تهرول دوما وهي مغمضة عيونها وراء السراب الامريكي” وفي المقدمة فرنسا وبريطانيا  تبقى  احتمالات” الاستفزازات التي قد تسفر عن ” الصدام المسلح” في العالم قائمة ما ان تتخلص  البشرية من ” فاجعة  كورونا” ويستعيد العالم عافيته لاسيما ان من يحكم الولايات المتحدة مجرد لاهثين وراء المال والهيمنة على مقدرات الشعوب .

  وبتنا  نسمع الحديث الممجوج في وسائل الاعلام  الذي   اخذ يطفح على السنة بعض زعمار الدول الاستعمارية الغربية  الكبرى تماشيا مع النهج الامريكي الخطير ازاء التعامل مع ظاهرة كورونا”  عندما وصف رئيس فرنسا ” الماكر رون” الصين بالنظام الاستبدادي في عودة صريحة وواضحة الى الحرب الباردة” وربما الحرب الساخنة لاحقا .

 وتحدث ” الماكر رون”طويلا عن الشفافية و الديمقراطية في الدول الاستعمارية  لكنه  نسى او تناسى  عن عمد ان يتحفنا ” بشفافية” باريس عندما جرى ترتيب عملية قتل الاميرة دايانا اميرة ويلز و عشيقها  دودي الفايد بحادث سير مدبر بين فرنسا وبريطانيا بتنسيق بين مخابرات البلدين  في عام 1997  وضاع الخيط والعصفور.

 كما لم يفسر الرئيس الفرنسي  لنا  طبيعة الاجراءات القمعية ” في بلاد الديمقراطية”” فرنسا”  ضد اصحاب الستر الصفراء   من المطالبين بحقوق مشروعة لم تستجب لها السلطات الفرنسية التي واجهت المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع وبخراطيم المياه واعتقلت العشرات  ربما المئات منهم .؟؟

اما ” ديمقراطية  العالم الراسمالي ” التي صدعوا رؤسسنا بها ” وتحدث عنها الرئيس الفرنسي  فقد لمسناها لمس اليد في العراق منذ غزوه واحتلاله عام 2003 وحتى الان ” اكاذيب وتزوير وخداع ولصوصية وسرقة مقتنيات وثروات العراق وتهريبها الى المتاحف والمصارف الاجنبية والاستحواذ على الثروات النفطية بتنظيم عقود غير عادلة والسكوت على كل الذي مارسته السلطات الحاكمة التي وصلت الى حكم العراق ب” ديمقراطيتهم” المزورة المستوردة  التي يتبجحون بها .

 ان بوادر الصدام الدولي بدا من الان التمهيد له اعلاميا  بتصريحات وتهديدات امريكية على ارفع المستويات تارة ضد الصين واتهامها بالاستفزازفي مناطق بحر الصين والتنقيب عن النفط  وتارة ضد روسيا فضلا عن الاستفزازات العسكرية الامريكية لايران في مياه  منطقة الخليج وتحريك معدات عسكرية ستراتيجية للقواعد الامريكية في منطقتنا لاسيما في سورية و العراق  بذريعة  حماية جنودها المرابطين في المنطقة  من اعتداءات غير  موجودة سوى في ذهنية قادة الولايات المتحدة الذين يتباكون زورا على الاوضاع الصحية في بلادهم جراء ” انتشار  وباء ” كورونا” لكنهم  يحتفظون بالاف الجنود والمعدات العسكرية على اراضي الدول الاخرى دون الاكتراث ب” كورونا” او غيرها .

اخر تصريح امريكي كان اتهام روسيا باجراء تجارب نووية خلافا لمعاهدات موقعة بين موسكو وواشنطن في العهد السوفيتي وهي كذبة طبعا لان الولايات المتحدة نفسها تملصت  ولازالت تتملص من تلك الاتفاقيات رغم الدعوات الروسية المتكررة والمتواصلة التي لم تلق ردا امريكيا  ايجابيا  من اجل تمديدها .

اثارة هذا الموضوع غيرالموجود اصلا  من قبل الولايات المتحدة في هذا الوقت الذي ينشغل فيه  العالم بحرب من نوع اخر هدفه التمهيد لحرب  محدودة الاهداف ولن يخفي قادة الولايات المتحدة ذلك ووصل الحال ان يطلق بعضهم ” مصطلحات منها ” محاسبة الصين والحزب الشيوعي الحاكم اي القيادة الصينية بينما تحدث اخرون عن استخدام السلاح النووي ضد خصوم لم يحددهم بالاسم لكن الصورة واضحة للاخرين  .

قادة الولايات المتحدة يتعاملون مع الدول الاخرى حتى الكبرى منها  بغطرسة ووقاحة  وكانهم هم” اي الامريكان”  اساتذة” والبقية مجرد طلاب ابتدائية لديهم  يستحقون العقاب متى اراد الاستاذ الامريكي ان يجلد الطالب.

تذكرت وانا استمع الى الهوس الامريكي والعنجهيات والتعامل مع الاخرين بصلافة  ووقاحة منذ  وصول الرئيس ترامب الى البيت الابيض  تذكرت فرحة  ذلك الصديق عندما قال ” ومن منطلق ديني” من يدري ربما اتى الله بهؤلاء ليحكموا الولايات المتحدة حتى يغامروا  بحرب ويصبح  بعدها مصير الولايات المتحدة الامريكية في خبركان؟؟

منذ ظهور ” كورونا” والماكنة الاعلامية الامريكية التي تديرها ” سي اي ايه” لم تتوقف عن رمي الاتهامات دون ادلة ثبوتية على  الاخرين ومحاولة ” تسييس” الوضع بعد ان فشل برنامجها الطبي في عموم الولايات المتحدة بالتصدي للفيروس الذي الحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الامريكي فضلا عن الخسائر البشرية الهائلة  كما هو الحال في  دول حليفة للولايات المتحدة مثل بريطانيا وفرنسا التي افتضح عجز اجهزتهما الصحية عن مواجهة ” كورونا” واستخفافهما بالبشر.

قد لايشاركني الكثيرون  الراي بما اوردته لكني اشعر ان اختفاء ” فيروس  كورونا ” عن وجه الارض سوف لن  يمر مر الكرام جراء ماتركه هذا الوباء من فاجعة اودت بحياة الالاف  وتسببت  بافلاس العديد من الدول فضلا عن  مجاعة الملايين من البشر الذين سوف ينهضون ويثارون انها ” ثورة جياع ” هذه المرة ولن يستطيع احد ان يقف بوجهها وقد تشمل دولا كثيرة خاصة في منطقتنا التي تشهد اجراءات للحد من انتشار الوباء نتج عنها ” مجاعة” حقيقية نظرا لعدم توفيرها مستلزمات العيش في ظل تلك الاجراءات .

 ويبقى سيناريو الحرب هو الاخر واردا بعد اختفاء ” كورونا” وان بوادر تلك الحرب اخذت طريقها للاعلام بصورة واضحة وان الحرب لاتحتاج سوى الى مغامر يشعل الفتيل وما اكثر المغامرين في اروقة البيت الاسود. حرب اذا اندلعت لاسامح الله سوف يكون وقودها الملايين ولن توفر حتى صحراء نيفادا.

 

 

 

قد يعجبك ايضا