هل ”  حرب ” كورونا” الاقتصادية  تفضي الى حرب كونية ؟ / كاظم نوري




بيار عقيقي - فيروس كورونا: إنها الحرب

كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 8/4/2020 م …

لاندري لماذا يتبادر للذهن ان  هناك تنسيقا بين الولايات المتحدة وبريطانيا حتى عندما قررت الاخيرة مغادرة الاتحاد الاوربي واصرت على ذلك تحت زعم اجراء انتخابات وتصويت على بقاء او عدم بقاء لندن في الاتحاد الاوربي وقد جرى الاستفتاء ليصب في خانة المغادرة والطلاق وهو ماشجع عليه الرئيس الامريكي دونالد ترامب خلال اخر زيارة له الى العاصمة البريطانية وحث فيها البريطانيين على اختيار بوريس جونسون من حزب المحافظين لرئاسة الحكومة بدلا من وصول حزب العمال الداعي لبقاء بريطانيا في الاتحاد الاوربي الى الحكم وبقائه معارضا وهو ماحصل وتحقق.

ترامب اختار جونسون  ربما من منطلق ” شبيه الشيئ منجذب اليه” تسريحة شعر مبعثرة تصريحات متشابهه جمعت الاثنين قبل ان نسمع شيئا عن ” كورونا” حتى ان ترامب قال بالحرف الواحد في حينها ” سنقيم علاقات تجارية واقتصادية اوسع مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الاوربي.

مضت اشهر فقط على زيارة ترامب الى بريطانيا التي لم يكن مرحب  بها  من قبل الشعب البريطاني جراء التظاهرات المضادة للزيارة  لينفذ جونسون قرار الانسحاب من الاتحاد الاوربي بعد ان  حدد فترة زمنية فتحقق حلم ترامب لكن جاء ” كورونا” ليلتق ترامب وجونسون” بالتصريحات حول الخسائر الاقتصادية و البشرية جراء ذلك في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.

 فقد اعتبر ترامب موت 200 الف مواطن امريكي في ظل اجراءات ادارته ضد الوباء نصرا فتخيلوا الرقم وكيف استسهل سيد البيت الابيض ذلك بينما رئيس الحكومة البريطانية كرس كل تصريحاته بابلاغ البريطانيين انهم سيفقدون وجوه احبة لهم وقال ان موتا بانتظار العديد من البريطانيين  كرر ذلك مرارا دون ان يلتفت الى حالة الرعب التي دبت في اوساط المواطنين جراء مثل هذه التصريحات.

وكان اخر بيان للحكومة البريطانية جرى توزيعه على المواطنين يشير ضمن تعليمات محددة الى ضرور تجنيب ” المؤسسات الطبية البريطانية” صرف المزيد من الاموال ووصل الحال انك تبحث عن ” كمامة” لشرائها  من مخازن متخصصة ببيع المعدات الطبية لم تجدها وتطالعك لافتتة لاتوجد هذا في العاصمة  لندن ولاندري ماذا بشان المدن البريطانية الاخرى.

الشيئ نفسه   تتناقله وسائل الاعلام الامريكية شحة في المعدات الطبية وفي اجهزة التنفس الاصطناعي مع الاشارة الى ازدياد رواد شراء الاسلحة كونها مرخصة للخشية من حصول فوضى وفق وسائل الاعلام جراء عدم  سيطرة الدولة على الشارع فقدكانت هناك مشاهد لشكوى وتذمر حتى من قبل الكوادر الطبية الامريكية التي تكافح الوباء.

تخيلوا المشهد الذي يحصل في دولتين عظميين ووصل الحال  ان تحولت الولايات المتحدة الى دولة مافيا للاستحواذ على شحنات ” الكممامات ” االمخصصة الى فرنسا وغيرها من قبل الصين.

ان لكل حرب وحرب ” كورونا”ليس استثناء ” تداعيات” لانه ليس من العدل ان يموت الالاف ويبقى امثال هؤلاء الحكام  الذين يتوعدون شعوبهم وشعوب العالم الاخرى بالموت على قيدالحياة يستثمرون هذه الفاجعة التي حلت بشعوب العالم ويقفون وراءها .

ترامب  هاجم منظمة الصحة العالمية وتوعدها بالويل والثبور واوقف دعمها ماليا متهما اياها بالتحيز الى الصين في مواقفها من مواجهة ” كورونا”  بالرغم من ان معظم المنظمات الدولية تخضع لسطوة واشنطن جراء دس متعاونين معها في صفوفها وبقيت ” تحمل مسمى ” دولية ” بالاسم فقط” وتحول بعض هذا المنظمات الى منظمات امريكية صرف تخدم الاجندات الامريكية في العالم.

هتاك قولا للكاتبة البريطانية المعاصرة ” اوزي”: الزرافة غير قادرة على ابادة جنسها لكن الانسان قادر على ذلك يوجد 30 الف نوع من السمك و70 نوعا من القرود و30 نوعا من القطط لكن بقي نوع واحد من الانسان فالانسان هو ” الحيوان الوحيد” الذي ازاح اقاربه “انسان النياندرتال والانسان المعتدل القامة وانسان جاوه ” وغيرهم من الوجود . ولازال يبيد يبيد بني جنسه الاخرين باضطراد” انتهى ” قول الكاتبة البريطانية.

تصريح مثير للاهتمام والاستغراب يدلل على حماقة اليائس والمستهتر جاء على لسان كرستوفر فورد نائب وزير الخارجية الامريكية في ضجة” كورونا” التصريح لاعلاقة له بالوباء قال فيه:  ان الولايات المتحدة الامريكية لاتستبعد اللجوء الى رد ” نووي” على اي هجوم محتمل يستهدف بنيتها التحتية الفضائية.

 واكد فورد انه على خصومنا المحتملين ان يعلموا ان لافرق من هذه الناحية بين مكونات البنية الفضائية التحتية ايا كانت اذا اعتديتم  عليها فانتم بالتالي اعتديتم علينا كما نوجه رسالة واضحة مفادها اننا لانستبعد حتى استخدام السلاح النووي للرد على اي هجوم كبير على المكونات الاساسية لبنيتنا التحتية الفضائية”.

المسؤول الامريكي لم يوضح ماهية وطبيعة ” البنية الفضائية” كما لم يورد اسماء الخصوم المحتملين.

انها هلوسة اليائس التي تذكرنا بالنهج ” النازي والتي تؤشر ” ان لسان حال المجرم يقول خذوني” بعد ان كثر اللغط عن مسؤولية واشنطن ووقوفها وراء ” فيروس كورونا”.

فهل نحن على اعتاب حرب كونية قادمة مفتعلة تعتمد الافتراضات والاوهام بعد انفضاض “كورونا” لاسيما وان تصريحات المسؤول الامريكي تصب في خانة قتل البشرية بالنووي هذه المرة.

لن نستغرب من هؤلاء” النازيون الجدد”  الذين ابادوا الملايين من  الهنود الحمر سكان البلاد الاصليين  مثلما ابادوا الملايين في حروبهم  المتواصلة ضد الشعوب حتى يومنا الحاضر لن نستغرب ان يتصرفوا كما يتصرف الضبع المثخن بالجراح ويغامروا جراء ما اصابهم من دمار وموت وكساد اقتصادي  جراء ” كورونا” بعد ان انقلب السحر على الساحر.

 

 

 

قد يعجبك ايضا