درب الأردن….فتح سياحي أردني  جديد / أسعد العزوني

نتيجة بحث الصور عن افتتاح درب الاردن

أسعد العزوني ( الأردن ) – الجمعة 6/3/2020 م …




شرفت بتلقي دعوة لحضور حفل إطلاق “درب الأردن” السياحي الجديد الذي يبدأ من أم قيس شمالا حيث الحضارات المتنوعة ،وينتهي في  العقبة ثغر الأردن الباسم ومنفذه إلى العالم،وهذا الدرب عبارة عن فتح سياحي أردني جديد،متعدد الفوائد في حال تم تشغيله وتسويقه بطريقة حرفية بعيدا عن الفساد،فهو أولا مكسب للأردن لوضعه على خارطة السياحة العالمية ،وفرصة لا تعوض لأنه يوفر فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي في جنباته ويمثلون اكثر من 80 تجمعا سكانيا ،ويفوق في أهميته أماكن أثرية كبيرة.

يشجع هذا الفتح الجديد سياحة المغامرة في الأردن ،ومعروف ان هذه السياحة لها أتباعها ومحبيها في العالم ،ولا ننسى انه درب مأهول بالسكان،الذين رغم فقرهم إلا أنهم يتباهون به لإظهار كرمهم تجاه الغريب القادم إليهم ،وبالتالي فإن السائح عندما يأتي إلى الأردن ميمما الدرب،لن يشعر بالغربة ولا بالوحدة حتى لو كان بمفرده،ناهيك عن أنه سيتذوق الإبداع الغذائي الأردني متعدد الأشكال والأصناف،وسيعود إلى بلده محملا بالذكريات الجميلة.

يقول الخبراء والمختصون أن الأردن كنز أثري ومتحف قيّم مفتوح بلا سياج ،وهو شاهد على نشأة الإنسانية ،ويحتضن ترابه مساحات شاسعة منها ،ولم لا وهو بوابة فلسطين الشرقية الوحيدة التي يدخل المنتصر منها إلى فلسطين طمعا في الخلود  بعد وصول المياه الدافئة على شواطيء البحر المتوسط،ويخرج المنهزم منها حتما يجر أذيال الخيبة ،وكلاهما يتركان أثرا لهما في هذه الأرض الطيبة ،ويدفنان كنوزهما .

وأنا أقول أن الأردن هو مختصر التاريخ  وملاءته،وهو بأمس الحاجة لرجال الحاضر أن يحفظوه ويحافظوا عليه،بعد أن تسلموه من رجال الماضي منذ ما قبل التاريخ،وهو بصحة جيدة ومعافى ،وكانت مساحة مملكة ميشع المؤابية  تضم أراض واسعة من الإقليم علاوة على الأردن،كما أن أرض الأردن التي قدر لها الله منذ بدء التكوين أن تكون أرض الرباط ،تزخر بالنعم من فوقها ومن تحتها ولكن….

الأردن أرض الفصول الأربعة ويتضمن كافة التضاريس ،فهو صحراوي وذو سهوب وسهول  وجبال ووديان وأنهر وبحيرة مالحة  وشيح ودحنون،وكان يصدر القمح إلى روما لتصنع منه أجود أنواع المعكرونة لتقديمها في أفخم المطاعم ،ويتناولها علية القوم ،لكنه اليوم ينتظر صدقات القمح المفأرر ويئن أهله جوعا ،في حين ان “السادة” يشكون من التخمة، رغم نداءات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المتكررة بإشاعة العدل والإنصاف ومعاملة الناس وفق القانون وأسنان المشط.

مفرح إنجاز درب الأردن ،ولكن الأشد فرحا منه  هو حسن إدارته وتسويقه بالطريقة السليمة التي تضع مصلحة البلاد والعباد في المقدمة ،لأن ذلك يفيد في عدة مجالات منها التحسن الإقتصادي لأبناء المجتمع المحلي،وضرورة تسويقه محليا وشد الرحال إليه من قبل المواطنين بأسعار رمزية ،من خلال رحلات جامعية ومدرسية ،لأن ذلك  يساعد إبن البلد على التعرف على وطنه وحفظ تاريخه.

جلالة الملكة رانيا العبدالله صاحبة الحركة المفرطة في سبر أغوار الوطن والإحتكاك بكافة مكوناته،وصاحبة الأمل المفرط بالنهضة والتطور لم تقصر ،وقد تناهى إلى علمي ممن ساروا في هذا الدرب، ان جلالتها شاركتهم المسير وجسدت إنتماءها للوطن بذلك،وهذه لفتة ملكية سامية تؤشر على أهمية هذا الدرب وقيمته الإقتصادية والإجتماعية ،ونتمنى أن تنتقل عدوى إخلاصها للوطن إلى  الآخرين الذين يرونه مزرعة لهم ولنسلهم  من بعدهم.

قد يعجبك ايضا