الإنجيليون..التحالف المسيحي –الصهيوني الإنتهازي / أسعد العزوني

أسعد العزوني ( الأردن ) الجمعة 13/9/2019 م …




شهدت مدينة القدس المحتلة في الأيام القليلة الماضية حراكا إنجيليا،لم يسبر غوره إلا القلة القليلة المطلعة على خفايا الإنجيلية، التي تشكل تحالفا مسيحيا –صهيونيا إنتهازيا ،ندفع نحن العرب والمسلمين ثمنه لغباء متأصل فينا ،أو رغبة في تسليم مقدراتنا لأعدائنا لأسباب عديدة لا مجال لذكرها هنا،وقد ترجم الإنجيليان غرينبلات وفريدمان ما جرى في تلك الحراكات  عمليا،عندما شاركا في الشروع بهدم جدار في حي سلوان لإقامة نفق جديد تحت المسجد الأقصى.

ومن أوجه الحراك الذي نتحدث عنه ، لقاء ضم رموز الإنجيلية ناقشوا فيه مصير القدس ،والخطوات اللازمة لتسريع تهويدها لتصبح جاهزة لإستقبال المسيخ المنتظر”المخلّص”،الذي سينزل من السماء حاملا الهيكل فوق جبل صهيون وفق  الهرطقات اليهودية،ويمر على المقبرة اليهودية هناك ليحيي الموتى ،ويتبعوه إلى مصلى باب الرحمة الذي  سيتحول لاحقا  إلى كنيس ،ومن هناك سينطلق في حرب هرمجيدون  ضد العرب والمسلمين وينتصر عليهم،حسب إعتقادهم.

يقوم التحالف المسيحي –الصهيوني على  إنتهازية واضحة ،إذ يقول المسيحيون المتصهينون المتنفذون ،أنهم يريدون دعم الصهاينة في مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية ،وتقويتها لتمكينها من إستقبال “المخلّص”،الذي سيقود معركة هرمجيدون ضد المسلمين وينتصر عليهم ،ومن ثم  يطلبون منه لقاء خدماتهم التسهيلية لنزوله ان يجبر اليهود على إعتناق المسيحية،لتصبح هي الديانة الوحيدة على الأرض.

أما الصهاينة من اليهود ،فيرسمون على إستغلال المسيحيين المتصهينين في الغرب لإبتزازهم ،وتمكين مستدمرة الخزر في فلسطين على إستقبال “المخلّص”،ليشن حرب هرمجيدون ضد المسلمين وينتصر عليهم ،ومن ثم يطلبون منه إجبار المسيحيين على إعتناق اليهودية لتصبح هي الديانة الوحيدة على الأرض.

منذ إنطلاقتها سجلت المسيحية –الصهيونية أعلى درجات التشدد والحقد على العرب وتحديدا الفلسطينيين ،وإفتتحت لها سفارة في القدس قبل عشرات السنين ،وكانت تفوق اليمين الصهيوني المتطرف  عداء في نظرتها للصراع ،وتطالب بتسريع تهويد المدينة المقدسة وهدم الأقصى.

وها هي اليوم وبعد إعلان التحالف غير المقدس بين صهاينة العرب ومستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،ومجيء المتمسح بالإنجيلية ترمب ،تتحرك بوثبات سريعة تختصر الزمن المطلوب لتهويد المدينة المقدسة وهدم الأقصى،ونحن العرب والمسلمين نغط في سبات عميق،حتى أننا بالأمس وعند قيام الإنجيليان غرينبلات وفريدمان بهدم جدار في الأقصى لشق نفق جديد ،لم نشهد حتى المظاهرات المريضة التي تهتف كاذبة طبعا”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”؟؟!! 

ما هي المسيحية الصهيونية ؟

المسيحية –الصهيونية  هي حركة دينية مسيحية تتبناها جماعات من المحافظين البروتستانت، تتميز تعاليمها بالتشديد على المعنى الحرفي لنصوص الكتاب المقدس، الذي تعدّه المصدر الوحيد للإيمان المسيحي،وظهرت في أوروبا وأمريكا خلال القرن الثامن عشر، وأطلق اسم الإنجيلية على بعض الكنائس والحركات البروتستانتية لتمييزهم عن بقية أقرانهم من البروتستانت اللليبراليين.

استعمل مصطلح الإنجيلية للدلالة على الحركة التقوية في أوروبا والميثودية في بريطانيا، وحركة اليقظة في الولايات المتحدة،وهناك من يربأ بافنجيلية الحقيقية عن معتقدات ومارسات المسيحية –الصهيونية.

عام 1846 شكل الاتحاد الإنجيلي في لندن بفضل جهود الإنجيليين من كنائس وبلدان مختلفة، وتنامت هذه الحركة في أمريكا بسبب شعبية عدد من دعاتها مثل بيلي غراهام.

بلغ عدد افنجيليين عام  2010 نحو 285 مليون، أو 13.1% من إجمالي المسيحيين و 4.1% من مجموع سكان العالم،و تعدّ كل من الأمريكتين وأفريقيا وآسيا موطن غالبية الإنجيليين، في حين لدى الولايات المتحدة أكبر تركيز للإنجيليين في العالم .

المفاهيم الأساسية للمسيحية-الإنجيلية 

حمل غالبية المهاجرين الأوروبيين إلى الأراضي الأميركية العقيدة البروتستانتية الأصولية التي كانوا يحاولون تطبيقها في مجتمعاتهم ولم ينجحوا، ومنذ بداية تأسيس الدولة الأميركية في القرن الـ17 لعبت الرؤى الأصولية المسيحية البروتستانتية دورا كبيرا في تشكيل هوية الدولة.

تأثرت العقيدة البروتستانتية كثيرا باليهودية، ونتج عن هذا التأثر تعايش يشبه التحالف المقدس بين البروتستانتية واليهودية بصورة عامة، وخلقت علاقة أكثر خصوصية بين الصهيونية اليهودية والبروتستانتية الأصولية.

هناك أمران  يتعلقان بالإنجيلية وهما:

1-هيمنة الاتجاه الأصولي على البروتستانتية.

2- سيطرة التهود على الأصوليين البروتستانتيين.

وآمنت المسيحية الصهيونية قبل تأسيس “مستدمرة إسرائيل” بضرورة عودة الشعب اليهودي إلى أرضه الموعودة في فلسطين، وإقامة كيان يهودي فيها يمهد للعودة الثانية للمسيح وتأسيسه لمملكة الألف عام.

وتمثل فكرة عودة اليهود إلى فلسطين حجر الأساس في فكر المسيحية الصهيونية، لذا كانت فكرة إنشاء “وطن قومي لليهود في فلسطين” التي آمن بها المسيحيون البروتستانت قبل إيمان اليهود أنفسهم بها هي أهم ما يجمع بين الطرفين،ولم يتم الإشارة إلي مصطلح المسيحية –الصهيونية  كثيرا قبل حقبة التسعينيات من القرن الماضي.

ويمكن تعريف المسيحية الصهيونية بأنها “المسيحية التي تدعم الصهيونية”، وأصبح يطلق على من ينتمون إلى هذه الحركة اسم “مسيحيين متصهينين“.،وتتلخص فكرة هذه الحركة في ضرورة المساعدة لتحقيق نبوءة الله من خلال تقديم الدعم لإسرائيل.

تعمل المسيحية الصهيونية إعادة بناء هيكل سليمان المزعوم في الموقع الذي يقوم عليه المسجد الأقصى اليوم، ولن يتم ذلك  إلا عن طريق تحقيق هيمنة إسرائيلية كاملة على كل “فلسطين”، كون فلسطين هي (الأرض الموعودة)، وتعتقد المسيحية الصهيونية أن من شأن القيام بذلك تعميم البركة الإلهية على العالم كله.

نشأت المسيحية الصهيونية -كما نعرفها اليوم- في إنجلترا في القرن الـ17، حيث تم ربطها بالسياسة لا سيما بتصور قيام دولة يهودية حسب زعمها لنبوءة الكتاب المقدس، ومع بدء الهجرات الواسعة إلى الولايات المتحدة أخذت الحركة أبعادا سياسية واضحة وثابتة، كما أخذت بعدا دوليا يتمثل في تقديم الدعم الكامل للشعب اليهودي في فلسطين.

هناك تفسير اعتمد تاريخيا في العقيدة المسيحية ينص على أن الأمة اليهودية انتهت بمجيء المسيح، وأن خروج اليهود من فلسطين كان عقابا لهم على صلب السيد المسيح، وأن فلسطين هي إرث المسيح للمسيحيين، إلا أن ظهور حركة الإصلاح الديني في أوروبا في القرن الـ16 تبنت مقولة أن “اليهود هم شعب الله المختار”، وأنهم الأمة المفضلة عند الرب، وأن هناك وعدا إلهيا يربط اليهود بفلسطين، لذا ارتبط الإيمان المسيحي البروتستانتي بعد حركة الإصلاح بالإيمان بعودة المسيح الثانية بشرط قيام الكيان الصهيوني على كل أرض فلسطين.

حدث انقسام بين منظري المسيحية الصهيونية في القرن الـ19، وظهرت مدرستان، البريطانية الداعمة لنظرية تحول اليهود للمسيحية قبل عودتهم لفلسطين كمسيحيين، والأميركية التي آمنت بأن اليهود سيعودون إلى فلسطين كيهود قبل تحولهم للمسيحية،ورأس فكر المدرسة الأميركية القس الأيرلندي جون نيلسون داربي الذي يعتبر بمثابة الأب الروحي لحركة المسيحية الصهيونية الأميركية. 

وخلال 60 عاما بشر داربي لنظريته بكتابة العديد من المؤلفات التي فصلت رؤيته لنظرية عودة المسيح الثانية، ونظرية الألفية، وقام داربي بست زيارات تبشيرية للولايات المتحدة، ومن ثم أصبح داعية مشهورا ومدرسا له أتباع كثيرون. 

حمل لواء الحركة من داربي عدة قساوسة من أشهرهم داويت مودي الذي عرف بترويجه لنظرية “شعب الله المختار”، وويليام  يوجين بلاكستون الذي ألف كتاب “المسيح آت” عام 1887 وأكد فيه على نظرية حق اليهودي طبقا لقراءته للتوراة في فلسطين، إلا أن أكثر المنظرين تطرفا كان القس سايروس سكوفيلد الذي ألف كتابا عنوانه “إنجيل سكوفيلد المرجعي” عام 1917، وهو الكتاب الذي أصبح بمثابة المرجع الأول لحركة المسيحية الصهيونية. 

ومن أشهر السياسيين الذين أسهموا في نمو حركة المسيحية الصهيونية عضو البرلمان البريطاني اللورد شافتسبري، الذي دعا لعودة اليهود إلى فلسطين ،حتى قبل ظهر الحركة الصهيونية ،لكنه لم يفصح عن السبب الحقيقي وراء دعوته وهو الرغبة الملحة للتخلص من فسادهم وإفسادهم ،وإقامة مملكة مسيحية بريطانية خالصة خالية من اليهود .

يعد تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة هو أول من استخدم مصطلح “الصهيونية المسيحية”، وعرف المسيحي المتصهين بأنه “المسيحي الذي يدعم الصهيونية”، بعد ذلك تطور المصطلح ليأخذ بعدا دينيا، وأصبح المسيحي المتصهين هو “الإنسان الذي يساعد الله لتحقيق نبوءته من خلال دعم الوجود العضوي لإسرائيل، بدلا من مساعدته على تحقيق برنامجه الإنجيلي من خلال جسد المسيح“.

تيودور هرتزل نفسه آمن وطرح فكرة الدولة اليهودية ولم تكن دوافعه دينية بالأساس، فهو قومي علماني، وأعلن استعداده لقبول استيطان اليهود في أوغندا أو العراق أو كندا أو حتى الأرجنتين، أما المسيحيون المتصهينون فقد آمنوا بأن فلسطين هي وطن اليهود، واعتبروا ذلك شرطا لعودة المسيح، لذا انتقدوا الموقف المتساهل من قبل تيودور هرتزل.

ترجمت معتقدات هذه الحركة بداية في العام 1917 مع صدور وعد بلفور “الذي أيد فكرة وطن قومي لليهود في فلسطين” وافق أغلب البروتستانت الأميركيين على هذه الفكرة واعتبروا تنفيذها واجبا دينيا راسخا.

 تأثرت المسيحية الصهيونية بثلاثة توجهات يجمع بينها خلفية التفسير الديني المعتمد على النصوص التوراتية، ورغم تباين هذه التوجهات وتناقضها بعضها مع بعض أحيانا، فإن التفسير الحرفي للتوراة والإيمان بضرورة مساعدة إسرائيل جمع بينهم. والحركات الثلاث هي:

حركة تهتم بقضية نهاية العالم ومؤشراته.

حركة تهتم بقضية التقرب من اليهود من أجل المسيح.

حركة تركز على الدفاع عن إسرائيل وعلى مباركتها ودعمها بكل ما هو ممكن ومتاح.

وأهم ما يجمع بين المسيحية الصهيونية واليهودية اليوم يمكن تلخيصه في ثلاث نقاط أساسية: 

1-التراث المسيحي اليهودي المشترك.

2-الأخلاق اليهودية المسيحية.

يشهد الإعلام الأميركي حضورا متزايدا لهم حيث إن هناك ما يقرب من 100 محطة تلفزيونية، إضافة إلى أكثر من 1000 محطة إذاعية ويعمل في مجال التبشير ما يقرب من 80 ألف قسيس،وامتد نفوذ الحركة إلى ساسة الولايات المتحدة بصورة كبيرة وصلت إلى درجة إيمان بعض من شغل البيت الأبيض بمقولات الحركة والاعتراف بهذا علنيا،وكان الرئيسان السابقان جيمي كارتر “ديمقراطي” ورونالد ريغان “جمهوري” كانا من أكثر الرؤساء الأميركيين إيمانا والتزاما بمبادئ المسيحية الصهيونية.

دور الإنجيليين في تخريب العراق

معروف أن الرئيس بوش الضغير كان إنجيليا ولذلك تغول عليه السفاح شارون ،وأجبره على غزو العراق ،وهناك اطراف أخرى كان لها الثقل الأكبر في تخريب العراق وخاصة صناع القرار في خليج كوكس، الذين ذهبوا إليه قبيل الغز وقالوا له متى ستخلصنا من هذا “المجنون”،ويقصدون الرئيس الشهيد صدام حسين الذي كان يشكل لهم مصدر الرعب الوحيد في القمم العربية .

وليس جديدا القول أن الجنود الأمريكيين قاموا إضافة إلى القتل ،قاموا بنهب آثار العراق ،ومنهم الجندي –القس الإنجيلي   أندرو برونسون الذي نهب البنك المركزي امام الكاميرات،وكان آنذاك مع قوات المارينز.

ظهر هذا الجندي في صورة قديمة وهو يحمل سبيكة من الذهب تم الاستيلاء على كميات كبيرة منها ابان الغزو الامريكي للعراق ،الامر الذي أثار الجدل وكشف احد الاسرار التي تدور حول هذه الشخصية المهمة ،والتي تصر الادارة الامريكية على التضحية بأهم حلفائها في العالم وأحد أهم أعضاء الناتو “تركيا” من أجل اطلاق سراحه .

أوضحت تقارير سابقة تعود للأعوام 2004- 2010 ان هذا القس كان احد افراد المارينز الامريكان الذين دخلوا مع القوات الخاصة الامريكية الى بغداد، ومن الرجال الذين أوكلت لهم مهمات خاصة في العراق وغيره  ،وكان على ما يبدو ضابطا كبيرا في الإستخبارات العسكرية ،ومن أولى مهام قوات المارينز في العراق  السيطرة على اموال العراق والذهب ومحتويات قصور الرئيس الشهيد صدام حسين واثار العراق المهمة ، وكانت امريكا  تخشى كشف هذا السر ، ولعل المخابرات التركية قد حصلت على هذه المعلومات

قد يعجبك ايضا