لا شيء يسير كما يرام ! / هاشم نايل المجالي

نتيجة بحث الصور عن هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) السبت 3/8/2019 م …




كل انسان لديه مجموعة من الثوابت التي يبني مسيرة حياته عليها وتكون نظرته للحياة وفقها ، ويحاول جاهداً ان تظل طريقة تفكيره وسلوكياته منسقة مع تلك الثوابت قدر الامكان ، الى ان يحدث تغيير في حياته ، مفاجيء او بسبب خلل ما فتسبب خللاً في اتساق مسيرة وقصة حياته بعد ان كانت الدنيا تسير على ما يرام حتى يتغير كل شيء .

فهناك من يكون اغنى الاغنياء ولاسباب عديدة يصبح مفلساً ، وهناك زواج سعيد ولكن يحدث الطلاق ، وهناك من تكون صحته جيدة لكنه يصاب بمرض خطير ، وهناك من يكون في ارفع المناصب ثم يغادر منصبه حاملاً حقيبته ، كل هذه الامور وغيرها قادرة على ان تخل بالتوازن النفسي والفكري للانسان ، وتبعثر افكاره وتحدث العديد من التناقضات بين طريقة تفكيره السابقة المعتادة واللاحقة وفق الواقع الجديد .

وهنا تكمن مقدرة وقوة الانسان على كيفية التأقلم مع الوضع الجديد ، برسم سياسات جديدة كان عليه ان يحضّر لها مسبقاً حتى لا تقسو عليه الصدمة وحتى يحقق النمو النفسي ، وهو النمو بعد الصدمة الذي ينصح به علماء النفس ، خاصة بمساعدة الاصدقاء والمقربين المخلصين .

فليس هناك وصفة واحدة تناسب الجميع وحتى لا نتعرض الى حالات انفعالية وحتى لا نصبح انعزاليين او انطوائيين ، فالحبس الانفرادي في بيئة اجتماعية متفاعلة هو من اشد انواع العقاب ، والتواصل الاجتماعي من اهم الممارسات والسياقات للتفاعل مع الوسط الاجتماعي قدر المستطاع .

لان الدعم الاجتماعي يساعد الانسان على تخطي المحن والتفاف الاصدقاء المحبين حوله لتجاوز صعوبة مرحلة الانتقال الى مرحلة الارتقاء ، فالصدمة لا تدمر كل شيء فعلى الانسان دوماً ان يكون مستنيراً لذلك ، ليكون اكثر فهماً وتحكماً في عالمه الداخلي والمستقبلي .

فعلينا ان نعيد دوماً قراءة واقعنا والتجارب التي مر فيها الكثيرون لنعدل افكارنا اتجاه انفسنا وسلوكياتنا وحياتنا العملية والاجتماعية .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

قد يعجبك ايضا