لا أحد يعلم لماذا هذا التدمير في سورية والأزمة في الخليج.. والتدهور في الأردن؟




أ. د. احمد القطامين ( الأردن ) الأربعاء 31/7/2019 م …

ليس هنالك بلد عربي واحد ليس في عين العاصفة. اينما يممت وجهك صوب العالم العربي ستجد توترا ودمارا وضياعا وانحطاطا غير مسبوق، ليس على صعيد واحد بل على كافة الاصعدة من سياسة واقتصاد الى تعليم وصحة، ومن انتهاك لحقوق الانسان الى امتهان غير مسبوق لكرامة الناس، ومن فشل في السياسة الى فشل في منظومة الاخلاق، ومن ضعف مزرِ في القدرة على تحديد الصديق من العدو الى عمى استراتيجي كامل في كل شيئ.

لا احد يعرف لماذا حدثت الازمة الخليجية مثلا، وهل كان احد من مفتعليها يطمح في ان تساهم تلك الازمة في توفير حلول لاي مشكلة من مشاكل منطقة الخليج.

ولا احد يعلم مثلا لماذا تم تدمير سوريا واليمن ومصر وليبيا والسودان، وهل من احد لديه الحد الادنى من العقل ومن القدرة على الرؤية الصحيحة للامور يعتقد ان هنالك مصلحة لاي عربي في تدمير هذه الدول المحورية في العالم العربي التي كانت تشكل على مر التاريخ خطوطا للدفاعات الاستراتيجية عن الامة.

لا احد يعلم مثلا لماذا عملت الانظمة وادواتها الاعلامية على مسح الاهتمام في بلدانها بالقضية الفلسطينية  وتوجيه بوصلة العداء بعيدا عنها باتجاه دول اسلامية شقيقة كايران وتركيا وحتى ماليزيا. والخطير في هذا الامر ان مسح الاهتمام بالقضية الفلسطينية رافقه عملية استسلام خطيرة للارادة الامريكية والاسرائيلية وفجأة تحولت اسرائيل الى حليف استراتيجي يسرح ويمرح في ثنايا مواقف الانظمة من القضايا المصيرية التي تواجه الامة.

لا احد يعلم لماذا مثلا  تحشر الاردن في زاوية ضيقة خطيرة حيث اسرائيل من الغرب بكل قوتها وحقدها على مكونات الامة، وسوريا من الشمال التي تعرضت ولا زالت تتعرض لاكثر حصارات العصر قدرة على التدمير ارضا وشعبا وعراق من الشرق تم حقنة بفيروس التأزم المستديم وجزيرة عربية تجرى على ارضها اكثر الاحداث اثارة وغرابة في التاريخ المعاصر.

لا احد يعلم لماذا مثلا تتفانى بعض الانظمة في عملية مخزية للانضواء الطوعي تحت العباءة الاسرائيلية من خلال تطبيع لا داعي له ولا يخدم اية مصلحة او قضية، ومن خلال تصريحات حماسية لبعض مسؤولي هذه الانظمة تعبر عما يسمونه حق اسرائيل في البقاء وتتغزل بكل  انجازات اسرائيل متجنبة التغزل باهم انجازاتها الفعلية على الاطلاق وهي الديمقراطية، لان ذلك لا يتوافق مع عقلية هذه الانظمة.

كثيرة جدا هي المفارقات التي تطرح الاسئلة حولها في هذه الامة الحزينة، مع كل اسف.

[email protected]

 اكاديمي وكاتب عربي

قد يعجبك ايضا